لندن - سليم كرم
انتحر عالم بريطاني وسط مخاوف من إقالته بواسطة الرئيس التنفيذي لشركة Theranos (32 عامًا) لأنه وجد صعوبة في الحصول عليها من أجل اختبار دم للعمل حسبما زعمت زوجته، وكان " إيان غيبونز" خريج كامبريدج رئيس في شركة وادي السليكون للتكنولوجيا الحيوية عندما عثر على مشاكل في التكنولوجيا التي جعلت إليزابيث هولمس أغنى امرأة عصامية في أميركا مع ثروة تقدر ب 4.5 بليون دولار عام 2015، وكشف تحقيق أجرته مجلة فانيتي فير أن السيد غيبونز واجه مشاكل في طريقة عمل هولمس لكنه تعرض لضغوط لدعم الشركة خلال أحد الشكاوى أثناء التوسع الضخم، وأفادت زوجته روشيل أنه قتل نفسه بعد أن دعته هولمس لاجتماع، حيث تم تشخيصه في الآونة الأخيرة بالسرطان وخشي أن يفقد وظيفته، لكن شركة Theranos حافظت على وجود غيبونز بالكاد في منصبه بسبب مشاكله الصحية، وأخبرت الناس المتصلين بالشركة أن منتجاتهم مستعدة للتسويق التجاري.
وتراجعت ثروة هولمس إلى الصفر في ليلة وسط مزاعم بأن شركة اختبارات الدم التي أسستها عام 2003 أنتجت اختبارات غير دقيقة، وتم التحقيق مع الشركة بواسطة وكالة فيدرالية بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث أوضحت الشركة أنه يمكنهم استخدام آلات أديسون للحصول على نتائج اختبار شاملة للمريض خلال 4 ساعات فقط من خلال وخز الأصابع بتكلفة 30 دولارًا في المرة الواحدة، إلا أن الشركة مُنعت من إجراء الاختبارات لمدة عامين في يوليو/ تموز، واستخدم العلماء في ذلك الحين آلات معمل آخر للحصول على النتائج، وأفاد تحقيق بواسطة وول ستريت جورنال في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أن 15 من بين 190 اختبار تم في عام 2014 نُفذ بواسطة آلاف أديسون في شركة Theranos، وحاول جيبونز إصلاح المشكلة، وتم تعيينه في منصب كبير العلماء عام 2005 إلا أنه تم تشخيصه بالسرطان بعدها بوقت قصير.
وقررت شركة Theranos في عام 2012 الاستعانة بريتشارد فيوز وهو صديق قديم وجار لعائلة هولمس والذي زعم أن غيبونز سرق أسرار تنتمي للشركة، وأصدر محامو فيوز مذكرات استدعاء للمديرين التنفيذيين في الشركة الذين لديهم جوانب ملكية خاصة بالتكنولوجيا، وطُلب من غيبونز الإدلاء بشهادته لكنه لم يرغب في ذلك، حيث كانت هناك فرصة إلى أنه ربما يضطر للكشف أمام المحكمة عن مخاوفه مع التكنولوجيا، وحقيقة أنه لا يزال يحاول العمل لإيجاد حل، كما أعرب عن قلقه من أنه سيضر الناس العاملين معه وفقا لما ذكرته مجلة فانيتي فير، وحينها شعرت هولمس بالإحباط من السيد غيبونز وعدم رغبته في الإدلاء بشهادته، وتم تحذيرها من فكرة أن التكنولوجيا لا زالت غير جاهزة، لكنها لا زالت تعد لفتح مراكز Theranos Wellness عبر ولاية أريزونا، فيما أفاد موظفون في الشركة أن الأجهزة مستعدة للعمل، كما أخبر غيبونز التنفيذيين أنه يمكن وضع الآلات في المتاجر.
وأضافت روشيل " شعر إيان أنه سيفقد وظيفته إذا قال الحقيقة، كان إيان عقبة حقيقية لإليزابيث، وأبقوه بالجوار لإسكاته"، إلا أن تشانينغ روبرتسون الذي جلب غيبونز للعمل لدى الشركة أوضح أن العالم أخبره بقصة مختلفة، مضيفا " أوضح لي في عدة مناسبات أن ما أنجزناه في هذا الوقت كان كافيا للتسويق"، وبعد عدة أشهر في 16 مايو/ أيار 2013 تلقى غيبونز اتصالا هاتفيا من أحد مساعدي هولمس يطلب منه القدوم لاجتماع في مكتبها اليوم التالي، وتابعت زوجته " سألني هل تعتقدين أنها ستقوم بإقالتي"، ونُقل غيبونز إلى المستشفى بعد ساعات من محاولة الانتحار لكنه توفى متأثرا بجراحه بعد أسبوع، وعندما اتصلت روشيل بمكتب هولمس لشرح ما حدث قدم السكرتير تعازيه الصادقة.
وتلقت روشيل اتصالا هاتفيا في اليوم التالي من شخص ما طلب منها الاحتفاظ بالمعلومات التي تبدو سرية، فيما أفاد هيذر كينغ المستشار العام في الشركة إلى صحيفة وول ستريت جورنال أن غيبونز كان كثيرا ما يتغيب عن العمل في السنوات الأخيرة من حياته بسبب حالته الصحية وغيرها من المشاكل، وشككت شركة Theranos في مزاعم فشل التكنولوجيا الخاصة بها، وبعد أن تحدثت أرملة الدكتور غيبونز إلى الصحيفة أرسل إليها محامي يمثل الشركة رسالة تهديد بمقاضاتها إذا واصلت إصدار تصريحات كاذبة، وفي يونيو/ حزيزان تمت مقاضاة شركة Theranos Inc، واتُهمت الشركة بتعريض صحة العملاء من خلال الإخفاقات الهائلة التي حرفت دقة ونوعية اختبارات الدم وفقا لأوراق المحكمة.
ورُفعت دعوى جماعية في المحكمة الجنائية الأميركية للمنطقة الشمالية من ولاية كاليفورنيا من قبل مكتب محاماة هجينز بيرمان سوبول شابيرو(LLP)، واتهمت المدعي الشركة بالإخلال بالعقد والدعاية الكاذبة والاحتيال على المستهلكين وغيرها من الاتهامات، وقدّرت الدعوى أن آلاف المستهلكين ربما ينضمون للدعوى مستشهدة بمزاعم Theranos بأنها أجرت أكثر من 6 ملايين اختبارا، ووصفت الشركة الدعوى في بيان إلكتروني بكونها لا أساس لها موضحة أنها ستدافع عن نفسها بقوة ضد هذه المطالبات.
وأخبرت Theranos الأسبوع الماضي منظمي الصحة الفيدرالية الأميركية أنها أبطلت النتائج من أجهزة أديسون لاختبار الدم لمدة عامين حسبما أفادت وول ستريت جورنال نقلا عن شخص مطلع على المسألة، وأبلغت الشركة مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية أنها أصدرت عشرات الآلاف من تقارير اختبار الدم للأطباء والمرضى لإبطال بعض النتائج وتعديل البعض الأخر، ووصفت الشركة فيما قبل جهاز أديسون باعتباره تقنية حديثة قادرة على اختبار الدم من مجرد الوخز، وأشارت مجلة فوربس إلى أن ثروة هولمس العام الماضي تعتمد تماما على حصتها بنسبة 50% في Theranos، ونتج عن هذه المزاعم قطع ولغرينز للعلاقات مع الشركة، فيما كان هدف هولمس وضع آلاتها في 8200 متجر عبر أنحاء البلاد، وذكر متحدث باسم الشركة أنهم لن يضيفوا شئ إلى تحقيق مجلة فانيتي ولن يعلقوا على المزاعم الخاصة بانتحار السيد جيبونز.