لندن ـ كاتيا حداد
يقفز طلاب الجامعات حول الأسطح، ويحاولون التزحلق على الجدران، دون الحصول على رواتب مقابل ذلك، ولكن عندما كان جورج مايفيلد، 19 عامًا، يدرس العلوم الطبية الحيوية في جامعة نيوكاسل، دفعت له الشركات ما يصل إلى 400 يورو في اليوم له ليقوم بذلك بالضبط، وقد بدأ مايفيلد في ممارسة رياضة الباركور عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا وأصبح محترفًا في عمر 16، فضلًا عن المشاركة في العروض الحية وعروض الملابس والأحذية في أشرطة الفيديو لماركات المصمّم، وقال إنه لعب دور لاعب باركور في فيلم قصير.
ويعتبر العثور على وظيفة جيدة بدوام جزئي تتناسب بسهولة مع أجواء الدراسة هو، بالنسبة لكثير من الطلاب، حلم بعيد المنال، في استطلاع أجري أخيرًا لأكثر من 10.000 طالب من خلال منتدى على الانترنت في غرفة الطلاب، قال 38? من الطلاب إن العثور على عمل بدوام جزئي أصبح الآن أساسيًا لتغطية تكاليف المعيشة.
وأوضح مايفيلد عن رياضته، أنّه "لا أيشعر أن هذا عمل، فهو سهل جدًا ويتناسب مع دراستي، لقد استمتعت بالجانب الإبداعي من الحاجة للتعبير عن نفسي بثقة، الأمر الذي قادني إلى مهنة في التسويق الرقمي للعلامات التجارية مثل سوق الخبراء"، وفي الوقت نفسه، عندما غادر كامبل فيندلاي اسكتلندا لدراسة الأدب الفرنسي في معهد جامعة لندن في باريس، وأخذ معه آلته الموسيقية " مزمار القربة"، "أخبرني والداي دائما أن استخدام مهاراتي، وكنت اعزف على المزمار منذ تسع سنوات".
بدأ كفنان متجول يعزف في الشارع، ولكن سرعان ما اكتشف الحانات الاسكتلندية والبريتونية، وبعض المطاعم الباريسية، واستأجرته في العطلات الاسكتلندية مثل ليلة بيرنز، "هناك عجز في عدد عازفي مزمار القربة الجيدين في باريس، يمكنني كسب 1400 يورو في ليلة واحدة." وقال انه يكسب أيضًا 200 يورو في نصف يوم عن طريق العزف في حفلات الزفاف والجنازات، "تعلمت أن أدعم نفسي واكتسبت الكثير من الثقة، الأمر الذي ساعدني في وظيفتي الحالية في المكتب الصحفي لمستشفى نورث لندن".
ويعمل أتيلا أولاه بدوام جزئي كنحات جليدي أثناء دراسته للحصول على درجة البكالوريوس في التصميم في جامعة ليفربول هوب، يقول: "لم أكن أستطيع أن أستكمل دراستي دون العمل بجانب الدراسة لكسب المال"، وبعد أن أمضى ثلاث سنوات في شركة جليسيال آرت المتخصصة في صناعة النحت الجليدي، وجد أنه يستطيع أن يكسب ما يصل إلى 15 جنيهًا إسترلينيًا في الساعة، عن طريق نحت وتصميم تماثيله في حفلات الزفاف وفعاليات الشركات.
وتدرس لويل بنتينك، للحصول على درجة البكالوريوس في الفلسفة في حين يعمل في نفس الوقت كتاجر لعبة البوكر لحسابهم الخاص، "التعامل مع لعبة البوكر هو عمل ميكانيكي تمامًا ومتكرر، وجدت أنه مريح"، لم يكن هناك شيء يصرفني عن أفكاري الخاصة – ألا وهو التفكير في محتوي مقرراتي الدراسية للحصول على بكالوريوس الفلسفة".
ومزجت سيليا فورشو، ما بين العمل والمتعة، "عندما أصبحت مندوب لعرض عطلات على الطلاب أثناء دراستي لوسائل الإعلام والثقافة والمجتمع في برمنغهام، تقول: "كان الأمر سهلا - طرقت أبواب الطلاب الآخرين وسألت عما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى أمستردام أو كورنوال، يذهب المئات في كل رحلة، وأنا حصلت على 10 جنيهات إسترلينية عمولة على كل تذكرة بعتها."
وتدير سيليا الآن Seed، وهي وكالة تسويق توظف الطلاب كسفراء للعلامة التجارية، وجنت أكثر من 6 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي، "كانت هذه المهمة محورية، لقد وضعت قدمي على مسيرتي المهنية ومنحتني إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين يمكنني التعاون معهم"، في حين كانت كلير فولتون راي تدرس للحصول على درجة البكالوريوس في الاتصالات في كارديف، وقالت أنها كانت تعمل ثلاث أو أربع ليال في الأسبوع في نقابة الطلاب لتغطية نفقاتها، ولكن فرحت عندما أصابها البرد أو التهاب في الحلق، وتقول "توجهت على الفور إلى مركز كومن كولد سينتر "في جامعة كارديف"، وشاركت في إحدى التجارب السريرية حول العلاجات المتعلقة بالبرد والزكام"، "لقد اضطررت فقط إلى تناول برشام محلى، والسماح لهم بإجراء بعض الاختبارات، وأحصل على 20 جنيهًا إسترلينيًا، كان هذا من أسهل الأموال التي حصلت عليها منذ أي وقت مضى، وللأسف، أغلق المركز في مارس/آذار."
وأرادت صوفي تورتون القيام الحصول على العمل والمساهمة في المجتمع بينما كانت تدرس الأدب الإنجليزي والكتابة الإبداعية في هول، اختارت وظيفة بدوام جزئي كمقدم رعاية، وكسبت 6.20 جنيه إسترليني في الساعة، "كنت أقف على قدمي طوال الوقت، إنها مهمة بدنية للغاية"، كما تقول، "لقد أتاحت لي وقتًا لقراءة الشعر للناس والتحدث عن حياتهم، فقصة رجل واحد كانت مصدر إلهام لأطروحتي الإبداعية في الكتابة"، وقالت إنها "اعتمدت على الكتابة كمصدر للدخل وللقمة العيش، والآن تعمل رئيس محتوى وكالة التسويق الرقمي بوزبوز، حتى الآن، بعد سنوات، ما زلت أفكر في الأشخاص الذين التقيت بهم".