سيدني - سليم كرم
انتقد خبراء التعليم، برامج المدارس الابتدائية الأسترالية، التي تتكلف آلاف الدولارات لتطبيق السلوك النمطي والتقليدي، لتحديد السمات الشخصية للأطفال من خلال الاختبارات. ويصنف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات كأحد الحيوانات الأسترالية الأربعة، وهي الومبت والكنغر والدولفين والنسر، في اختبارات الشخصية في المدارس الابتدائية من خلال برنامج "أوسيدنتيتز" الذي يكلف المدارس أكثر من 5000 دولار.
ويستند تصنيفهم على إجاباتهم خلال اختبار يحتوي على بعض الأسئلة، بشأن أي نوع من المعلمين يفضلون. والنتيجة هي انعكاس لخصائص نوع الحيوان - مثل الدولفين فهو مرح، نشط ومتحمس، وهو يزدهر مع الحركة أو التغيير، أو النسر غريب الأطوار بطبيعته، وهو يعمل من أجل تعلم مستقل وجيد.
والدلافين هي كائنات طيبة وحنونة، مسالمة، واعية النفس، وتنجح مع المعلم العاطفي والطيب، في حين أن حيوانات الومبت أكثر انطوائية، لكنه يمكن الاعتماد عليها، ومن المرجح أن يجلس الطفل الذي يصنف ومبت بهدوء في الصف. ويستوحي هذا البرنامج من البرنامج الأميركي "مايرز بريغز" لاختبار الشخصية والأعمال، لبعض علماء النفس مثل "كارل يونغ"، وقد وجه الخبراء انتقادا للبرنامج واختباراته، لإهدار آلاف الدولارات على المواد التي ليس لها قيمة تعليمية تذكر.
وقالت البروفيسور ليندا غراهام، من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في كلية التعليم لصحيفة "ديلي تلغراف"، "هذا مجرد بدعة تعليمية أخرى، ماذا يعني هذا وما الذي يريد أن يخبرنا به؟ في هذه السن لم يتم تشكيل شخصيات الأطفال بعد ولا يمكن أن تصبح هذه الاختبارات نبوءة لتحقيق الذات".
وأوضح مايكل وايت، الذي عمل على بناء برنامج "أوسيدنتيتز" قبل 15 عامًا، للصحيفة البريطانية، أن حوالي 15,000 من الأطفال كانوا يخضعون لهذه الاختبارات في 350 مدرسة. وقال متحدث باسم وزارة التعليم والتدريب في كوينزلاند للتلغراف، إنهم طلبوا من أوسيدنتيتز إزالة أي من شعاراتهم من موقعها على الانترنت. وبيّن المتحدث "أن الإدارة لا تشجع أو تؤيد هذا البرنامج".