الرئيسية » أخبار التعليم
أسباب تسرّب 63 مليون فتاة من التعليم حول العالم خارج المدرسة

لندن ـ كاتيا حداد

تتعرض الفتيات للخطر الأكبر للاستبعاد من التعليم ولكن ماذا يتم لمعالجة هذا الأمر، وزارت المذيعة لوسي لامبل ريف زيمبابوي لاكتشاف العوائق التي يمكن أن تمنع الفتيات من التعليم مع فحص برامج المساعدة المتاحة في حلقة جديدة من Global Development بودكاست لبحث عوائق تعليم الفتيات، ويقول جاستين جريننغ " أعتقد أن التعليم حيوي لأي دولة تريد أن تكون ناجحة ، فهناك ملايين الأطفال غير ملتحقين بالمدارس وليس لديهم فرصة للتعلم، ونحن نعلم أن معظم هؤلاء الأطفال على الأرجح فتيات يفتقرون إلى التعليم"، وأضافت جوليا جيرالد " وفقًا للمعدل الحالي للتغير بالنسبة للفتيات في صحراء أفريقيا فلن نرى الجيل الأول من الفتيات الذين يذهبون إلى المدرسة الابتدائية والإعدادية حتى القرن المقبل 2111"، وتابعت أستاذ العلاقات العامة بولين روز " لذلك تعد الفتيات الأكثر تضررًا  من حالات الصراع، حيث يمكن لـ 4% من المراهقات استكمال المدرسة الإعدادية" .

وأوضحت لوسي لامبل " في هذه النشرة الصوتية أزور المجتمعات الريفية في جنوب زيمبابوي للتحقيق في الفتيات التي تعيق الفتيات من التعليم، وأتحدث إلى من يقودون برامج تهدف إلى إحداث تغيير"، وأردفت نيسكيوا ديوك مديرة برنامج كامفيد في تنزانيا والتي تدعم الشابات من خلال شبكة خريجين كامفيد المعروفة باسم كافا، مشيرة إلى تجربة إحدى الفتيات وتدعى رحيمة " أدركت رحيمة تغيب إحدى الفتيات عن المدرسة لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع، وأخبرت معلمة الفصل  التي أكدت غياب الفتاة بالفعل ولكن ليس بسبب مرضها ولكن لأن والدتها تريد تزويجها لأنها لا يمكنها الاعتناء بها أكثر من ذلك، وأوضحت المعلمة أيضا أن السبب الحقيقي هو الفقر وأن الرسوم المدرسة وغيرها من التكاليف تعد كثيرة بالنسبة لها، وأخبرتها المعلمة أن تدع الفتاة تحضر للمدرسة وأنهم سيحاولون مساعدتها، وعادت الفتاة إلى المدرسة لمدة فصل دراسي تم تغيبت مرة أخرى، وحينها قالت والدتها أنتم لن تساعدوني الأن وما يمكنني فعله من أجلها هو إيجاد زوج يعتني بها".

وأفادت لوسي لامبل أنه وفقًا للشراكة العالمية من أجل التعليم فهناك 63 مليون فتاة حول العالم خارج المدرسة، وتعد أسباب ذلك معقدة وتخص كل بلد على حدى، وبينت بولين روز مديرة وحدة أبحاث الوصول العادل ومركز التعلم في كلية التربية جامعة كامبردج " ربما لا يكون مدارس لهم حيث يتم تدميرها على الأرجح، ولذلك عندما تكون هناك مدرسة للفتيات في باكستان أو أفغانستان فتكون هدف مباشر في الصراع، وربما تواجه الفتيات العنف الجسدي في الطريق إلى المدرسة، حيث تم الإبلاغ أنه تم الاعتداء على حوالي نصف الفتيات جسديًا في الطريق إلى المدرسة في جمهورية الكونغو، ما يعني أن الوضع غير آمن بالنسبة للفتيات للذهاب إلى المدرسة، ويمكن أن تكون الفتيات أنفسهم جزءً من الصراع في بعض بلدان غرب أفريقيا، فهناك نحو ثلاثة أرباع الأطفال الانتحاريين من الإناث، وكذلك نجد أن اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن يتم تزويجهم مبكرًا، إنهم يتزوجون مبكرًا بمعدل 18 مرة جزئيًا بسبب ما يترتب على المشاكل الأمنية".

وتابعت ديوك " حاولت أسرة الفتاة تصعيد الأمر ودعوة قادة الحكومة والسلطات المحلية والمسؤولين التنفيذيين وأعضاء المجالس الواسعة في القرية للاجتماع ورؤية كيف يمكن التأكد من عدم تسرب هذه الفتاة مرة أخرى، والأن عادت هذه الفتاة إلى المدرسة، وانضمت والدتها إلى مجموعة دعم الآباء، وهي الأن تشجع المزيد من الآباء للتغير حتى لا يرون الفقر كحاجز، إنه حاجز بالفعل ولكن إذا بذلنا الجهد يمكننا محاربته".

واستكملت لوسي لامبل " في مدرسة جوموتوتو الابتداية بالقرب من Zvishavane التقيت إثيل كوفا، والتي تعمل كمنسق لبرنامج تعليمي من أجل تحسين وصول الفتيات للتعليم، وهو برنامج ممول من صندوق تحدي تعليم الفتيات، ويأمل البرنامج في الوصول إلى 100 ألف فتاة مهمشة من 467 مدرسة تقع في 4 مقاطعات في زيمبابوي، وأوضحت كوفا أن بعض المدارس لم توفر المرافق الأساسية بالنسبة للفتيات"، وأضافت كوفا " عندما تنظر إلى بيئة المدرسة تتسائل عما إذا كانت بيئة صديقة للتلاميذ، وهل هي بيئة ودية للصبي؟ ويعني ذلك الاهتمام بمراحيض الفتيات وقضية النظامة فترة الطمث وهو ما يحتاج لدعم لجان التطوير بالمدرسة".

وتقول بيوتي جانيني التي تعمل كموزع محلي في المجلس الوطني لتنظيم الأسرة في زيمبابوي " المشكلة التي تواجهنا هي مجموعة الأمهات في صناعة الموارد اللازمة للطمث، فليس لدينا أموال كافية لشراء المواد اللازمة لحفاضات الطمث، إنهم يصنعوا يدويا بالخيوط والإبر، لكننا بحاجة إلى شراء مواد واقية مضادة للماء لتحقيق الجفاف، ولكن لا يمكننا تحمل نفقة شراء هذه المواد لأن الكثير من الأسر تركز على شراء المواد الغذائية"، وتابعت لوسي لامبل " عائق أخر بالنسبة للفتيات يتمثل في مسافة السفر للوصول للمدرسة، وكان أحد الحلو التي شاهدتها في زيمبابوي تقديم دراجات للفتيات للوصول إلى المدرسة".

وأوضحت فيونا مافينغا التي تقود فرع زيمبابوي من كاما " في الواقع تعد المسافة إلى المدرسة تحدي أخر أذكر في مدرستي السابقة في ويدزا في زيمبابوي أن جماعات دعم الوالدين تعاونوا معًا وبنوا منزل آمن للفتيات لضمان حصول الفتيات على إقامة آمنة حيث كانت الفتيات تأتي من مسافة بعيدة، وتطوعت إحدى الأمهات لتصبح مربية منزل لتلك المجموعة للتأكد من بقاء الفتيات بأمان، أعتقد أن هذه كانت آلية الاستجابة في تنزايانيا وزامبيا"، وأشارت لوسي لامبل إلى أن فيونا ذاتها كانت ضمن فتيات كامفيد التي أنشئت عام 1993 وهي الشبكة التي بدأت ب 32 فتاة ووصلت حاليا إلى مليون.

وتابعت فيونا " عملت في شركة محاماة، كمحامية منذ 12 عامًا مع 13 محاميًا منهم 12 ذكور وأنثى واحدة، وكنت فتاة من منطقة ريفية في زيمبابوي أستيقظ 4 صباحًا مع جدتي للذهاب لبيع الخضراوات كي نتمكن من جمع المال وكانت والدتي تبيع السمك المجفف حتى نتمكن من دفع رسومي الخاصة، وقضينا أحيان كثيرة دون طعام وكنت عرضة للتسرب من المدرسة، وكانت حياتي حياة فتاة كافحت من أجل التعليم ولا تختلف كثيرًا عن حياة الفتيات من خلفية فقيرة ولكن عندما أفكر في نفسي الأن وأشاهد حياة أصدقائيالذي نشأوا في نفس قريتي أصبحت حياتي مختلفة بسبب شئ واحد وهو التعليم".

وأردفت رئيس الوزراء السابق لأستراليا ورئيس مجلس الشراكة العالمية للتعليم جوليا جيرالد " الأمر جزئيًا بسبب الصراع والتهميش وقدرة الدول على تقديم التعليم، ويتعلق جزئيًا بالفقر، ويتعلق الأمر بالثقافة أيضًا فإذا كان هناك عائلة فقيرة يمكنها إرسال طفل واحد للمدرسة سيكون الصبي، ويتعلق الأمر بالزواج المبكر وتصورات الفتيات عن أدواهن في الحياة ومقدار التعليم الذي يحتاجونه".

وأشارت ديوك إلى أن الفقر يمكن أن يؤدي إلى تحديات نفسية مضيفة "التحديات النفسية والاجتماعية كثيرة ومنها احترام الذات ويتعلق الأمر بمشاكل المجتمع في الاعتراف بقيمتك وقبولك والاستماع إليك وأن يراك الناس شخص ذات إمكانيات، ربما يكون لديك آباء ولكن لا لا يدركون قيمة تعليم الطفل، ولذلك علينا التأكد من إدراك هذه القيمة في المجتمع الذي نعمل معه، ويجب أن يرى الأطفال ايضا القيمة في أنفسهم لأن ذلك سيعطيهم دفعة للتفوق".

وأوضحت بردنس زرومبا (19 عامًا) نجمة الكرة من بطولة كوكا كولا إلى أنها تلعب في المنتصف لأنها ذكية وسريعة، وتضيف زرومبا " يجب أن تكون ذكيا وسريعا  في التصرف في الملعب لأنك الشخص الذي يعتمد عليه الفريق بأكمله، وإذا نجحت في مواصلة التعليم أتمنى الذهاب للجامعة ودراسة القانون، وترغب شقيقتي الكبرى في الذهاب إلى المدرسة أما شقيقي فيمكث في المنزل فقط، وإذا جرت الأمور بشكل جيد مع والدي ربما تذهب شقيقتي للمدرسة الأمر يتوقف على المال".

وأردفت إيثل فوكا " استطاعت مجموعتنا التعامل مشاكل التمويل دون الحاجة إلى متبعرين من الخارج، وتمثلاأثر ذلك في إدراك مزيد من الفتيات في المدرسة، والأن يستطيعوا الدفع لبعض الآباء لتحمل تكلفة نفقات المدرسة للتلاميذ، وبينت الفتيات أن لديهم مزيد من الثقة حاليا، ويمكنهم متابعة بعض الأنشطة مثل الشعر والمسرحيات ويؤدون جيدًا في المدرسة، كما أوضح الآباء أنهم أصبحوا مستنرين حاليا ويمكنهم تحمل نفقة المدرسة ويمكنهم شراء الزي لأبنائهم، ولذلك أعتقد أننا حقننا بعض التأثير ".

وتقول بيوتي جانيني التي تدير إحدي مبادرات مجموعة الأمهات " نقوم بحملات تصل للمنازل عن أهمية التعليم، ونجحنا منذ بدء الحملات في 2013 في إعادة تسجيل 7 طلاب من المدرسة الثانوية و3 من المدرسة الابتدائية، وكان هناك 4 طالبات في المدرسة الثانوية تواجههم مشاكل نظامة الطمث ولذلك عندما دخلا المدرسة مرة أخرى تم إمدادهم بحفاضات الطمث اللازمة"، وأضافت ديوك " إحدى الأشياء التي حرصنا عليها هي إدراك المجتمع لقيمة ذهاب الفتاة للمدرسة، لأنهم بعد ذلك سيتولوا هذه المسؤولية بأنفسهم، لذلك حرصنا على التعاون مع الآباء والقادة المحليين وقادة الحكومة وخاصة في زيمبابوي، وانضممنا إلي شراكات مع الحكومة على مستوى رسم السياسات والنفوذ للتأكد من وجود دعم على الصعيد الوطني".

وتعمل جيرالد أيضًا على تعزيز دعم تعلم الفتيات على المستوى الوطني والدولي، وتضيف " إنه نموذج فردي نحو التغيير حيث يتعين على الفتيات أنفسهم تقديم نموذج للتغيير، لأن الأدلة تشير إلى أن كل فتاة تحصل على الدعم تدعم على الأقل فتاتين أو ثلاث بحيث حدث نموًا كبيرًا"، وأوضحت لوسي لامبل أن منتدى تعليم الفتيات في لندن هذا العام ركز على العمل بشكل جماعي لإدخال الفتيات إلى المدارس، وأوضحت وزير التعليم البريطانية جاستين جريننغ " نريد أن نركز حاليًا على الفتيات المتسربات من التعليم والذين لم يفت الأوان بالنسبة لهم، نريد الاستثمار فيهم ومساعدتهم للحصول على التعليم، نستثمر نحو 100 مليون أسترليني على مدى 8 أعوام مقبلة للتركيز على الفتيات المتسربات من التعليم وخاصة في المدرسة الابتدائية".

وبينت جيرالد " يكم الهدف من الجلوس في المدرسة في التعلم وليس مجرد الجلوس في المكان وأعتقد أنه من خلال نهج الأهداف الإنمائية للألفية ندرك كمجتمع عالمي أن علينا التركيز على الوصول للتعليم والتعلم في نفس الوقت، ونحن نعلم أن الأكثر عرضة للخطر من تركهم هم الفتيات، ونحن الأن أكثر وضوحا بشأن تأثير الصراع والأزمة، ومن الطرق التي يمكننا من خلالها دعم الأطفال وأسرهم حصولهم على التعليم، الأمر الأن يتعلق باستخدام أفضل الموارد لإحداث التغيير".
 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

بريطانيا تُعلن استعداد المدارس للعودة وتضاؤل خطر الإصابة بـ"كورونا"
جامعة برنستون الأميركية ترفع اسم وودرو ويلسون من كليتين…
"التايمز" يدرج جامعة مصرية ضمن أفضل "جامعات العصر الذهبي"
مواطن أردني يتكفّل بدفع رسوم طلاب فلبينيين في جامعة…
طالب باكستاني يتسلق الجبال كل يوم بحثًا عن إشارة…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة