بكين ـ علي صيام
بدأت المدارس الصينية في تعليم الأطفال كيفية منع الاعتداء الجنسي في أعقاب فضيحة الاعتداء الجنسي التي هزّت البلد، كما يقوم الآباء بشراء المزيد من الكتب المدرسية الخاصة بالصحة الجنسية والاشتراك في الدورات التعليمية عبر الإنترنت لتعليم أبنائهم بشكل أفضل عن الجنس، وتعمل المدارس أيضا على تثقيف الشباب في بلد يكون فيه الجنس تقليديا موضوعا محرما.
ويتبع هذا العمل عددا من الفضائح التي ظهرت في الشهر الماضي، وشملت هذه ادّعاءات ضد روضة أطفال ريد يلو بلو في بكين، إذ اتهم الموظفون المعلمين بجرّ الأطفال والاعتداء عليهم جنسيا، وادعت إحدى الوالدات أن طفلها أخبرها برجل عارٍ، يشار إليه باسم "العم الطبيب" و"الجد الطبيب" الذي يجري فحصا صحيا على طفل عارٍ.
وتشرف هان شويمي على منظمة تعمل في عشرات المدارس في منطقة بكين التي تدير التربية الجنسية لأكثر من 9000 تلميذ, تقول: "بعد حادثة روضة أطفال ريد يلو بلو، بدأ الناس في إيلاء اهتمام أكبر بكثير لنا, وقد طلبت منا العديد من روض الأطفال المساعدة في تدريب معلميهم".
وتختلف التربية الجنسية في البلد من مدرسة إلى أخرى، حيث لا يقدم بعضها أي شيء على الإطلاق, الآن، الآباء يأخذون الأمور على محمل الجد، وارتفع كتاب بعنوان "تعلم حماية نفسك.. تعليم الأطفال كيفية تجنب الاعتداء الجنسي" إلى أعلى 10 لقائمة أكثر الكتب مبيعا على موقع كتب الأطفال الصينية.
وقالت ونغ لي مين، 45 عاما، وهي أم في شنغهاي: "بعد حادثة روضة أطفال ريد يلو بلو، هرعت لشراء كتاب لطفلي عن التربية الجنسية".
كما عززت وسائل الإعلام الصينية هذه الحركة بعد أن نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" مقالا بعنوان: "يقول الخبراء إن التربية الجنسية مطلوبة في جميع المدارس"، وتابعت بعد ذلك بقصة في صحيفة "جلوبال تايمز" المملوكة للدولة، بعنوان: "الاعتراف بالتعليم الجنسي بين الآباء الصينيين".