لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن الطلاب المتفوقين هم أكثر عرضة للغش في امتحاناتهم من المتسربين، ففي السابق كان يعتقد أن الطلاب من المستوى الأدنى لديهم السبب والداعي للغش، ومع ذلك، فإن الأطفال الأذكياء الذين حصلوا على مقررات دراسية تتطلب قدر تنافسي عالي كانوا في الواقع أكثر عرضة لتجريب حظهم، كما وجدت الدراسة، وأظهرت الأبحاث أيضًا أن الفتيات من المرجح أن يثبتوا نتائجهن كالأولاد.
ومن الصعب عادة الحصول على إحصاءات دقيقة عن الغش، لأن معظم الطلاب لن يعترفوا بذلك، وتشير التقارير الذاتية إلى أن أقل من 50 في المائة من طلاب الجامعات يغشون في مرحلة ما من حياتهم الأكاديمية، وعلى مدى عقود كان من المفترض أن طلاب المستوى الأدنى كانوا أكثر عرضة للقيام بذلك، ولكن باحثين من جامعة غلف في أونتاريو وجدوا أن العكس كان صحيحًا.
وكتب الباحثون في بحثهم: "في قسم علم وظائف الأعضاء، كان لدينا قلقًا أن الطلاب كانوا يغيرون الاختبارات الكتابية ويعيدون تقديمها للحصول على درجات أعلى؛ وبالتالي المساس بنزاهة أسلوب التقييم الأساسي لدينا"، فقام فريق البحث بمسح أكثر من 3600 امتحان أصلي من 11 مقررًا دراسيًا في علم وظائف الأعضاء لتحديد مدى تكرار سوء السلوك الأكاديمي، وفحصوا 448 اختبارًا أعُيد تقديمها لإضافات أو حذف نص أو علامات إضافية لم تكن موجودة في الاختبارات الأصلية.
ووجد الباحثون 78 حالة غش، قُدم نصفها تقريبًا من قبل الطلاب الذين غشوا في أكثر من اختبار واحد خلال فترة الدراسة، وكان الفرق بين الغشاشين الذكور والإناث ضئيلة، وقد تم تحديد ثلثي حالات سوء السلوك الأكاديمي في مقرر دراسي واحد يتطلب قدرة تنافسية عالية.
وأوضح الباحثون: "تشير نتائجنا إلى أن الطلاب من ذوي التحصيل العالي كمجموعة محددة قد يكونوا أكثر عرضة لارتكاب تلك الأعمال ولا يظهر أي مؤشر على أن الرجال هم أكثر تكرارًا من النساء، مما يتعارض مع الكثير من أدبيات سوء السلوك الأكاديمي القائمة"، مضيفين أنه يجب على جميع أعضاء هيئة التدريس الذين يقبلون اختبارات لإعادة تقييم الدرجات الحذر واليقظة.