الشارقة - أزهار الجربوعي
أكد مدير دار نشر "مكتبة كل شيء" التي تأسست في حيفا عام 1974 صالح عبّاسي في مقابلة مع "المغرب اليوم" أنه يسعى إلى الحفاظ على الموروث العربي والثقافة اللغوية العربية في أرض فلسطين المحتلة وفي أراضي 1948، بعد معاناة طويلة مازالت مستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي.وأكد مدير نشر "مكتبة كل شيء" أن الكتب بعد عام 1948 كانت مثل الغنائم حيث تم إجلاؤها من كل بيت عربي في فلسطين المحتلة، مضيفا القول "لذلك نحن نسعى للحفاظ على التراث العربي وكان إخواننا المسيحيين الذين كان يسمح لهم بالدخول إلى القدس في الأعياد يضطرون إلى تمرير بعض الكتب معهم والإصدارات لزكريا تامر ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، ومنذ ذلك الوقت أسسنا نادي قراء وعمدنا إلى تصوير الكتب التي كانت نادرة فحتى عام 1967 كانت هناك مكتبتان فقط واحدة في القدس والأخرى في الخليل إلى أن جاء أنور السادات إلى إسرائيل فأصبح بإمكاننا استيراد الكتب". وأكد الناشر الفلسطيني صالح عباسي أن أكثر نسب القراءة ارتفاعا في العالم العربي توجد داخل أراضي 1948 في فلسطين المحتلة، مؤكدا أنه يتم التوجه حاليا نحو شريحة الأطفال بمختلف مستوياتها العمرية ، لتحفيزها على القراءة وذلك حفاظا على الثقافة والموروث العربي بعد أن تدنّت نسب المطالعة في السنوات الأخيرة. وأكد صالح عباسي أن الثقافة تعتبر شكلا من أشكال المقاومة والدفاع عن البقاء والوجود، مشيرا إلى أن "أدباء الداخل" لا يقلون أهمية وصيتا وإنتاجا عن أي أديب في العالم العربي، على غرار إيميل حبيبي الذي يعد مرجعا للرواية العربية ، مشدّدا على أن النهضة الثقافية التي يعرفها عرب الداخل كبيرة جدا، إلا أنهم يعيشون بين المطرقة والسندان، بين العدو الإسرائيلي ورفض العرب الذين يتهمونهم بالتطبيع، حسب تعبيره. وبشأن الصعوبات التي يواجهها الناشر العربي في فلسطين المحتلة، أكد صاحب دار نشر "مكتبة كل شي" في حيفا ، صالح عباسي :" لا توجد مشكلة في النشر فنحن ملتزمون بتطبيق القانون الذي يسري على الجميع وكل أنواع الكتب مجاز لها بالنشر باستثناء تلك التي تتضمن تحريضا على قتل اليهود أو محاربتهم"، مشدّدا على أن الدفاع عن القضية الفلسطينية في الكتب لا يعتبر تحريضا إلا إذا وصل إلى حدود التحريض على حمل السلاح والقتال". وأكد صالح عباسي أن الرقابة المفروضة على الكتب من قبل الإسرائيليين تم رفعها، مشيرا إلى أنه وبتطور السنين صارت المراقبة العسكرية للمنشورات ممنوعة بعد أن كان مجرد شتم اليهود في سطر من أي كتاب كفيل بحظر شحنة التوريد كاملة وإعادتها من حيث أتت". وأكد الناشر الفلسطيني صالح عباسي أن الكتاب السياسي احتل لفترة طويلة من الزمن صدارة اهتمام القراء من عرب 1948 واحتل أروقة معارض الكتب، إلا أنه وبسبب حالة الإحباط واليأس التي يعيشها معظم الفلسطينيين تراجعت هذه المكانة وأصبح التركيز أكثر على الرواية وأدب الطفل لتوسيع مداركهم وتنميتها.