الشارقة ـ أزهار الجربوعي
أكّد الناشر اللبناني ومدير "منشورات ضفاف" بشّار شبارو أن صناعة النشر في العالم العربي تعاني من غياب شركات توزيع، قادرة على إيصال الكتاب لأكبر عدد ممكن من القراء، وتشكو من أزمة القرصنة، التي تعتبر أكبر إساءة للناشر والمؤلف. وأوضح بشّار شبارو، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أن "حركة النشر تعيش أزمة حقيقية، بسبب الثورات والتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية، إلى جانب غزو الفضائيات والعولمة، ووسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي قلّلت اهتمام الشعوب العربية بالقراءة ومطالعة الكتب"، مشدّدًا على أن "منافسة الكتاب الرقمي للكتاب الورقي مازالت ضعيفة". وأشار إلى أن "أكثر العناوين والكتب رواجًا وإقبالاً في العالم العربي هي عادة الرواية والكتاب الإسلامي، لاسيما إصدارات كبار الروائيين، والأسماء المعروفة في عالم الأدب". وبشأن تجربته الجديدة في عالم النشر، التي أطلق عليها "دار ضفاف"، أكّد أنه "ارتأى لدار النشر الجديدة، التي أطلقها منذ ما يقارب العام، أن تكون متخصصة في الإنسانيات، وأن تبتعد عن كتب العلوم، والطبخ، وأدب الطفل، حتى تكون دار النشر ضفاف قبلة للمتخصص في حقل الأدب الإنساني، الذي بات في إمكانه التوجه إلى مكان معين، يلبي اختياراته ويستجيب لإنتظاراته". ولفت إلى أن "صناعة النشر تعيش أزمة حقيقية، تتعدّد أسبابها وتختلف، وعلى رأسها الثورات والتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية، فضلاً عن غزوة الفضائيات، والعولمة، التي قلّلت اهتمام الشعوب العربية بالقراءة ومطالعة الكتب"، مشدّدًا على أن "منافسة الكتاب الرقمي للكتاب الورقي مازالت ضعيفة، وأن الرقمنة لم تفلح بعد في اختطاف مكانة الكتاب الورقي المطبوع". واعتبر الناشر بشّار شبارو أن "أكبر العراقيل التي تواجه صناعة النشر في العالم العربي تتلخص في عاملين اثنين، أولهما غياب شركات التوزيع، كما هو موجود في الدول الغربية". وبيّن شبارو أن "تجارب التوزيع في العالم العربي محتشمة، وتكاد تنحصر في توزيع الصحف، على غرار ماهو موجود في مصر، أما الكتب فتعيش أزمة حقيقية في سلك التوزيع"، موضحًا أن "العامل الثاني، المؤدي لأزمة مهنة النشر في العالم العربي، فيتمثل في القرصنة"، معتبرًا أن الأخيرة "الاسم المهني لسرقة الكتب، حيث يتم تصوير الكتاب، وإعادة بيعه، وهضم حقوق الناشر والمؤلف، وبالتالي فإن المشرف على عملية القرصنة قد تجاوز تكلفة النشر، والطباعة، وتجهيز الكتاب، وهو ما يسمح له بترويجه بسعر أقل". وفي ختام حديثه، أكّد شبارو أن "الكتاب يحتاج إلى انتشار أوسع، ليصل إلى أكثر من 400 مليون عربي، وهو ما يتطلب شبكات أكبر للتوزيع، كما أن عمليات الوصول إلى المكتبات والقراء تحتاج إلى جهد تسويقي أكبر".