أغادير - محمد بحراني
هي امرأة رأت النور في الجنوب الشرقي للمملكة وبالضبط في منطقة تملالت التي تبعد عن منطقة بومال دادس بـ 15 كيلومترًا شمال مدينة ورزازات، لكنها لم تكن كبقية النساء في تلك المداشر البعيدة، إنها فاطمة ملال الفنانة التشكيلية التي لم تعرف الطريق إلى مدرسة الدوار يوما لكنها وبحكم انتمائها لعائلة فنية ووسط يعشق التشكيل استطاعت أن تشق الطريق على درب الأجداد.
كشفت فاطمة ملال في حديثها إلى " المغرب اليوم " في أحد المعارض في تيزنيت أن بدايتها كانت كغيرها من النساء، تقضي وقتها جريًا على عادة أهل الدوار في نسج الزرابي وقتما فرغت من الأعمال المنزلية، لكن الذي ميزها أنها جعلت من العادة فضاء فنيا للإبداع، فاستطاعت بذلك نقل واقعها المعيش وفضائها الأمازيغي البسيط لتجسده بطريقتها الخاصة على الزرابي موضوع اشتغالها، وأضافت أنها خلقت بذلك لنفسها منذ ذلك الحين تميزا عن بقية النساء، حتى أصبحت يدها تنسج زرابيا تجسد لقرية بعاداتها وتقاليد أهلها البسطاء.
وأضافت " ملال " أنه في مطلع هذه الألفية شاءت الصدف أن تلتقي بفنانة سويسرية سائحة، لتعجب بأعمالها رغم ظروف العيش في تلك المنطقة النائية، ففتحت لها بذلك المجال أمام العالم ليكتشف إبداعاتها.
وشاركت الفنانة التشكيلية فاطمة ملال في عدد من المعارض الدولية منها سويسرا، إسبانيا، البحرين، نيويورك وفرنسا، زيادة على معارض في عدد من المدن المغربية نذكر منها معرض زاكورة، الدار البيضاء، الصويرة وأغادير وتيزنيت.
وتوضح فاطمة في حديثها أنها فخورة كونها خلقت لنفسها مكانا قويا، وسطع اسمها في العالم رغم الظروف القاسية التي ترعرعت فيها، ولأنها أيضا نقلت بالصباغة صورة بلدتها الأمازيغية ليكتشفها العالم.