مدريد لينا عاصي
كشف الأطباء عن صدمتهم بعد إصابة رضيع اسباني بداء "الاسقربوط" النادر (الذي انقرض منذ القرن الـ 18 والذي يسببه نقص فيتامين C)، حيث يتغذى فقط على حليب اللوز، منذ أن كان عمره شهرين ونصف، نتيجة معناته من الحساسية من حليب البقر. وكان الطفل يعاني من التعب وسوء المزاج عند وصوله لسن 11، حيث لم يكن قادرًا على المشي. وكشف الأشعة السينية في المستشفى أنه يعاني من كسور في الساق والظهر بسبب ترقق العظام ونقص في فيتامين D وC والكالسيوم والحديد والزنك.
وأكَدت الطبيبة ايسيدرو فيتوريا من المستشفى الجامعي في بلنسية في اسبانيا أن حليب اللوز لا يحل محل حليب الأم أو حليب الأطفال، وتبين هذه الحالة أن الاسقربوط حدث بسبب استعمال غير سليم لحليب اللوز في السنة الأولى من العمر، وينبغي على صناعه أن يدركوا أن هذه المشروبات ليست مناسبة للأطفال الرضع الذين يحتاجون الى فيتامين C وبشدة.
ويعتبر فيتامين C ضرورة لإنتاج الكولاجين البروتين الموجود في العديد من الأنسجة مثل الجلد والأوعية الدموية والعظام والغضاريف، وعند نقص الفيتامين لا يمكن انتاج الكولاجين المهم في بناء الانسجة وبالتالي لا تعوض الأنسجة القديمة مما يؤدي الى حدوث مرض الاسقربوط والالام في العضلات والمفاصل والتعب وبقع حمراء على الجلد ونزيف وتورم في اللثة.
وولد الصبي بوزن طبيعي وأعطي جميع التطعيمات اللازمة، وفي عمر شهرين ونصف لاحظ والديه ظهور التهاب على الجلد واعتقد الأطباء أنه ناجم عن حليب الأطفال البقري، وأوصوا ولادته باستبداله بخليط من شراب اللوز ودقيق اللوز ومسحوق السمسم البني والشعير والأرز.
وقدمت له والدته عند عمر الستة أشهر مهروس الفواكه والخضروات، وقبل عمر 11 شهرًا كان عليه أن يزور المستشفى بسبب عدم قدرته على الوقوف وبكاءه المستمر، وعندما فحصه الأطباء شهدوا نقصا حادا في الكثير من الفيتامينات والعناصر الأخرى، وعثروا على كسر في ساقيه وترقق العظام وداء الاسقربوط، وقاموا على الفور بالطلب من الأم بإطعامه حليب الأطفال واللحوم الفواكه والخضروات، الى جانب اعطاءه علاج يتكون من مكملات غذائية فنية بفيتامين C,D وبعد شهر عادت مسويات الفيتامينات الى وضعها الطبيعي وأصبحت ساقيه أقوى.
وبدأ الطفل بالمشي بعد شهرين من توقفه عن شرب حليب اللوز، وتقول مؤسسة التغذية البريطانية أن الأطفال بحاجة لفيتامين A، C وD في نظامهم الغذائي وبكثرة، وينبغي أن يحصلوا على هذه الفيتامينات من حليب الام في الأشهر الستة الأولى لضمان حصولهم على حياة أفضل في المستقبل.
ويصبح حليب الام غير كافيًا لتلبية الاحتياجات الغذائية للطفل بعد عمر ستة أشهر وبالتالي يجب اطعام مواد غنية بالفيتامينات والمواد المعدنية، ويتوجب على الآباء والأمهات الانتباه الى احتواء كل المشروبات التي يتناولها أطفالهم على العناصر الغذائية المناسبة لهم، وأن بعض البدائل التي يستخدمونها لا تعوض الراضعة الطبيعية.
يشار إلى أن البحارة في الماضي يعتبرون من أكثر الناس اصابة بهذا المرض بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الفواكه الغنية بالفيتامينات خلال قضائهم لأشهر طويلة في عرض البحر. كما أنه وفي الفترة الاخيرة انقرض المرض حتى في الدول النامية.