نيويورك ـ مادلين سعادة
نقضي ثلث حياتنا في القيام بذلك، اكتشف العلماء أخيرًا لماذا نحن في حاجة إلى قضاء الكثير من الوقت في النوم، وذلك لأن النوم يساعد على تنظيف العقل من فوضى الكيميائية التي تحدث طوال اليوم.
ووجد الباحثون أنه من الصعب على الدماغ أثناء العمل أن يقوم بإزالة السموم
التي تنتج أثناء ساعات اليقظة.
واستنتجوا ايضا ان تراكم المعلومات يمكن ان يؤدي إلى مرض الزهايمر والأمراض العصبية الأخرى.
وخلص الباحثون الى ان عملية التنظيف كثيفة الطاقة للغاية، ويمكن ان تعيق تفكيرنا إذا ما حدثت حينما نكون مستيقظين، وبالتالي هناك تطلب هذه العملية النوم.
وأكد الباحث الدكتور مايكين نيدرجارد Maiken Nedergaard ، من المركز الطبي بجامعة روشستر ( URMC ) ، في نيويورك ، ان هذه الدراسة تبين أن المخ يكون له اشارات وظيفية مختلفة عند النوم وعند الاستيقاظ.
وأوضح " وفي الواقع، يبدو ان الطبيعة المجددة والمنعشة للنوم هي نتيجة لنشاط تنظيف المعلومات من النشاط العصبي التي تتراكم أثناء اليقظة".
وتمت مناقشة الغرض من النوم لقرون عدة، ووصفها توماس اديسون بانها "مضيعة جنائية للوقت".
وعلى الرغم من كل الكائنات تحتاج عمليا إلى النوم، شرح العديدون انه توقف تطوري له عيوب، حيث إنه يجعلنا أكثر عرضة للافتراس.
ووجد الفريق أنه على عكس بقية الجسم، والذي يعتمد على الجهاز اللمفاوي للتخلص من السموم، فإن الدماغ له أسلوب خاص به لإزالة القمامة.
وكشفت الاشعة على الفئران أن كمية الطاقة التي يستخدمها الدماغ لا تقل بشكل كبير خلال النوم، وذلك لأن أنشطة التنظيف تزيد 10 أضعاف في أوقات الراحة، وفقا للباحثين، الذين لاحظوا ازالة مستويات أعلى بكثير من السموم.
وتكهن الفريق ان كمية الطاقة اللازمة للدماغ لتنظيف السموم يعني أننا لن نكون قادرين على التفكير بوضوح إذا ما تمت هذه العملية اثناء فترة الاستيقاظ.
وتذهب النتائج، التي نشرت في مجلة "ساينس" العلمية، الى شرح الغرض البيولوجي من النوم، والذي يمكن ان يؤدي إلى التوصل الى طرق جديدة لعلاج الاضطرابات العصبية.
وأعلن الدكتور نيدرجارد "ان الدماغ له طاقة محدودة له حق التصرف فيها، ويبدو ان عليه الاختيار بين وظيفتين مختلفتين الاستيقاظ والوعي او النوم والتنظيف".
وللمساعدة في عملية التنظيف وجد العلماء ان خلايا المخ يمكن أن تتقلص بنسبة تصل إلى 60 % خلال النوم، للسماح بإزالة النفايات على نحو أكثر فعالية.
ولاحظوا أيضا أن هرمون يسمى النورادرينالين هو أقل نشاطا أثناء النوم، مما يشير إلى أنه يمكن السيطرة على عملية الانقباض والتوسع لخلايا الدماغ أثناء دورات النوم واليقظة.
وأوضحوا "هذه النتائج لها آثار كبيرة على علاج أمراض "الدماغ الصعبة" مثل مرض الزهايمر".
وأكدوا "فهم كيف ومتى بالضبط ينشط نظام تنظيف الدماغ، وازالة النفايات هي خطوة أولى حاسمة في الجهود الرامية إلى امكان تعديل هذا النظام وجعله يعمل بشكل أكثر كفاءة".