واشنطن ـ يوسف مكي
يمكن أن يكون هناك علاج قريب لتعاطي الماريجوانا "نوع من أنواع المخدرات" وذلك بفضل اكتشاف جديد، حيث وجد الباحثون أن زيادة مستويات الأحماض التي تحدث بشكل طبيعي في الدماغ يمكن أن توقف المدمنين الذين يحاولون الإقلاع عن الادمان من الانتكاس والرجوع مرة أخرى.
واكتشف العلماء أن حامض كينورينين kynurenic يقلل من تراجع القرود والجرذان للحصول على "رباعي هيدرو كانابينول"، المعروف بـ "تي إتش سي THC"، وهو العنصر النشط في الماريجوانا.
وأوضح الباحثون في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة أن تعاطي المخدرات يتم التحكم فيه عن طريق الدوبامين، ويؤثر حمض "كينورينين kynurenic" على الدوبامين.
وهذا الحمض فعال لأنه يمنع المستقبلات، ويحجب الحواسّ التي تتسبّب في مشاعر إيجابية مستوحاة من الدوبامين.
"تي إتش سي" يُنشّط دوبامين الخلايا العصبية في الدماغ، والذي يؤدي الى إطلاق الخلايا للدوبامين.
ويُعتقد ان حامض "كينورينين kynurenic"، الذي يفرزه الموز والديك الرومي، يسبب آثارًا جانبية أقل من العلاجات الأخرى، لانه يوجد بشكل طبيعي في الدماغ.
ولاختبار فعالية العلاج، قدَّم روبرت شوارز Robert Schwarcz وزملاؤه للفئران والقرود المخدرات التي زادت مستوياتها من الحامض، بينما تدير الكائنات "تي اتش سي" ذاتيًا، ووجدوا أن الحيوانات كانت أقل اهتمامًا بالـ "تي اتش سي" حينما تم تقديم العلاج لهم.
وحاول الباحثون أيضًا سحب "تي اتش سي" من الحيوانات، ومن ثم زيادة مستويات الحمض في الوقت الذي يتم فيه اعطائهم كمية صغيرة من "تي اتش سي"، ووجد الباحثون أن الزيادة في مستويات الحمض منعت الفئران والقرود من العودة الى تعاطي المخدرات.
وأكد الدكتور روبرت "وجدنا أنه في إمكانك خفض مستويات الدوبامين، وان الحيوانات تتصرف بشكل مختلف، حيث إنها لم تحدث لديها انتكاسة، وعدم اساءة استعمال للماريجوانا".
ولم يتم اختبار هذه النتائج لدي البشر بعد، وليس من المعروف ما إذا كان العلاج سيعمل على أجزاء أخرى من الدماغ أيضًا.
وأوضح في مجلة "نيتشر نيوروساينس" أن "الأدوية التي من شأنها أن تساعد بشكل آمن وفعال في العلاج من الاعتماد على الماريجوانا ستكون خطوة مهمة إلى الأمام في التعامل مع الاضطرابات الناجمة عن تعاطي الحشيشة".