لندن ـ سليم كرم
ذَكَرَت مجلة "Nature" العلمية البريطانية أن الباحثين في جامعة بريزبان الأسترالية طوّروا اختبارا بسيطا قادرا على اكتشاف المراحل المبكرة من السرطان، وليس ذلك فحسب بل إن الطريقة غير مكلفة وتستغرق 10 دقائق فقط، وتناسب جميع أنواع السرطان، والمكون المركزي المستخدم لتحديد الخلايا السرطانية هو جزيئات الذهب.
ووفقا إلى موقع "بيزنيس إنسايدر" يستخدم الفحص الجديد جزيئات صغيرة جدا من الذهب ليجذب الخلايا الخبيثة ويكشف المرض، بطريقة سهلة على المريض دون الحاجة إلى إخضاعه لعملية استصال وبلا ألم، ويستخدم الاختبار البسيط قليل التكلفة سائلا يتغير لونه، للكشف عن وجود خلايا سرطانية خبيثة في أي مكان بالجسم، وتظهر النتائج في أقل من 10 دقائق. وما زال الاختبار قيد التطوير لكنّه يعتمد على طريقة جذرية جديدة في اكتشاف السرطان، قد تجعل الفحص الروتيني لهذا المرض عملية بسيطة بالنسبة إلى الأطباء.
واكتشف العلماء أن الحمض النووي لمصاب السرطان والحمض النووي العادي يلتصقان بالمعادن بشكل مختلف، ويتصرفان بشكل مختلف في الماء، لذلك أضاف العلماء جسيمات صغيرة من الذهب إلى الماء، مما يحول السائل إلى اللون الوردي، وإذا تم إسقاط الحمض النووي للسرطان في الماء فإنه يلتصق بالجزيئات المعدنية ويظل الماء باللون نفسه، لكن الحمض النووي العادي (الصحي) يلتصق بالذهب بطريقة مختلفة، فيحول لون الماء إلى الأزرق.
واختبر العلماء الفحص الجديد على نحو 200 عينة من أنواع مختلفة من السرطانات البشرية، وكذلك على الخلايا السليمة، ووجد الباحثون أن دقة الكشف عن السرطان ارتفعت إلى 90٪ في حالات معينة، ومن ثم يمكن استخدامه باعتباره فحصا أوليا للسرطان، على أن يتابع الأطباء لاحقا الحالات التي ثبتت إصابتها بالمرض بإجراء فحوص أكثر دقة.
وتقول لورا كاراسكوسا، وهي ضمن فريق البحث: "أهم مزايا هذا الاختبار هو أنه رخيص وبسيط للغاية، لذا سيكون من السهل تنفيذه في العيادة"، وقال الباحثون إنه بالطبع، لا أحد يعرف بعد ما إذا كان هذا الفحص هو العصا السحرية لتشخيص كل أنواع السرطان، لكنه يبدو مثيرا للاهتمام باعتباره مؤشرا شاملا بسيطا للغاية للكشف عن السرطان، وتقنية رخيصة سهلة التنفيذ ولا تتطلب معدات معملية معقدة مثل معرفة تسلسل الحمض النووي".
ويسعى العلماء الآن إلى إجراء مزيد من التجارب السريرية مع مرضى مصابين بأنواع مختلفة عن الأنواع التي اختبروها مسبقا.