لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة، أن اضطرابات النوم لدى كبار السن تسبب ضعف في الذاكرة، وأن تحسين نوعية النوم يساعد على استرجاع عمل الذاكرة بشكل جيد، حيث أشار باحثون أميركيون إلى وجود علاقة وطيدة بين النوم والذاكرة بعيدة المدى، كما أن النوم يلعب دورًا مهمًا في توطيد الذكريات، ونقل المعلومات من مناطق التخزين المؤقت إلى مناطق التخزين الدائم.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي الأمريكية، ان هناك صلة بين القدرة على استدعاء المعلومات، ونوعية النوم ليلا، مما يشير إلى أن ان تحسين نوعية النوم، يمكن يخفض من خطر الإصابة بمرض الخرف أيضا.
تتشكل الذاكرة طويلة الأمد كمرحلة من نموذج الذاكرة المزدوجة المقترحة حيث يمكن تخزين المعرفة بالمعلومات لفترات طويلة من الزمن، كما ينتج الدماغ نوعين من الموجات الكهربائية التي تساعد على النوم العميق، ومع تقدم السن يصعب على المخ الحفاظ على نوعين من الموجات متزامنة.
ويعاني أكثر من 5.5 مليون أميركي من مرض الزهايمر، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأرقام فقط مع تقدم السن، في حين أن الكثير عن فوائد النوم لصحتنا لا يزال لغزا، لكن كشفت الابحاث العديدة أن له تأثيرات ايجابية على الذاكرة، خلال ساعات استيقاظنا، فإن منطقة الحصين بالمخ تعمل على تكوين ذكريات قصيرة من المعلومات الحسية التي نستقبلها، يتم تخزين تلك المعلومات كإشارات كهربائية، والتي يتم إعادتها أثناء النوم. وقد ربط الباحثون تموجات متذبذبة لنشاط منطقة الحصين في الدماغ باستعادة الخبرات السابقة، والتي يعتقد أنها بدورها مرتبطة بالتعلم وتعزيز الذاكرة.
كيفية تأثير هذه التموجات على بقية الدماغ خارج الحصين ليست معروفة عمليًا، لكن تشير هذه الدراسة إلى أنه أثناء عملية تعزيز الذاكرة المنفصلة، قد يقدم تثبيط الدماغ الأوسط حالة متميزة للاتصال بين الحصين والقشرة الدماغية للنقل الأمثل للمعلومات.
لقد وجدت الدراسات أن هناك نشاطاً كبيراً يقوم به الدماغ بجميع خلاياه، وخصوصاً تلك المسؤولة عن تخزين المعلومات أثناء نومنا، فتجدد خلايا الدماغ وتنشط قشرته ليقوم بتخزين جميع ما مر وتعلمناه وحتى ما مر علينا من أصوات وصور وغيرها خلال ساعات استيقاظنا لحفظها واسترجاعها عند الحاجة إليها، ويستمر الدماغ بتكرارها أكثر من مرة كما لو كنا مستيقظين تماماً. وقد طلب من طلاب متطوعين من جامعة شيكاغو تذكر معلومات بسيطة مرت عليهم خلال يومهم في نهاية ذلك اليوم، كما طلب منهم تذكر هذه المعلومات نفسها صباحاً، بعد أن حصلوا على حاجتهم من النوم، فكان الأداء الصباحي أفضل بكثير. فيتوهم الشخص أحياناً بأنه قد نسي الكثير من المعلومات في نهاية اليوم، وذلك شيء طبيعي؛ لأن هذه المعلومات ما تزال غير مستقرة في الذاكرة ولم تأخذ موضعاً لها هناك، ولكنه سيتفاجأ صباحاً أن هذه لم تكن إلا أوهاماً... ومن هنا، فإن النوم ليس مضيعة للوقت أبداً، بل هو أسلوب عظيم للحفظ والتعلم؛ لذلك ينصح بالاستماع للقرآن الكريم أثناء النوم أو تسجيل أي شيء تريد حفظه والاستماع إليه أثناء نومك أو حتى قراءته ولو لمرة واحدة فقط قبل النوم بنصف ساعة.
يقول الباحث المشارك في الدراسة الدكتور ماثيو ووكر، في مقابلة مع "ديلي ميل أونلين": "مع تقدم العمر، فإن" الدماغ تصاب بالضمور، وبعض الأجزاء تتقلص بسرعة أكبر من غيرها، وهذه المناطق هي نفسها التي تساعد على الحفاظ على النوم الجيد، إنها المأساة المحزنة في الشيخوخة".