لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ليستر البريطانية، أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من تراكم الدهون حول أعضاء الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، ووفقًا لصحيفة "الديلي ميل" على موقعها الإلكتروني، أشارت إلى أن الناس الذين يقضون قدرًا كبيرًا من الوقت جالسين تزداد لديهم مستويات الدهون في البطن وحول أجهزة الجسم، بالإضافة إلى الدهون غير المرئية والملتفة حول الكبد والبنكرياس والكلى.
ومن المعروف أن وجود كمية عالية من الدهون يرتبط مع مقاومة الإنسولين - العامل الهام للإصابة بالسكري من النوع 2، وهي حالة يمكن الوقاية منها، فالعديد منا يجلس طوال الوقت على مكتبه للعمل والذي كشفت الأبحاث أن له تأثيرًا أكثر ضررًا على أولئك الذين لا يمارسون الرياضة في وقت فراغهم، حيث تعد ممارسة الرياضة وكثرة الحركة أمرًا ضروريًا لمنع تراكم الدهون بالجسم والتسبب في الأمراض.
وأشارت الدراسة إلى أن النتائج مثيرة للقلق بالنظر إلى أن معظمنا الآن يقضي وقتًا أطول في الجلوس للعمل أكثر من المتقاعدين، وتلفت الأبحاث الحديثة، إلى أنه في حين لا نكون قادرين على الفرار من قيود الجلوس على مكاتبنا للعمل لساعات، فإن الاجتماع الأسبوعي يمكن أن يحدث فرقًا في الحد من خطر الإصابة بالأمراض.
وقال الدكتور جو هنسون من جامعة ليستر: "نحن نعلم أن قضاء فترات طويلة من الزمن في الجلوس، غير صحيًا وعامل خطر للأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب"، لافتًا إلى أن "عندما يتعلق الأمر ببطوننا، نحن نعرف أن هناك فرقًا بين الدهون تحت الجلد، ونوع الدهون التي تقع مباشرة تحت بشرتك، والدهون الحشوية، وهي الدهون غير المرئية وتوجد حول أعضاء الجسم".
ويكشف الخبراء أن الناس الذين يعانون من زيادة الوزن يمكن أن تتراكم لديهم بعض الدهون الخطرة حول الكبد والبنكرياس والكلى، وقد أظهرت دراسات مختلفة أن تلك الدهون الحشوية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والسكتة الدماغية وأمراض القلب، وقد استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص 124 مشاركًا كانوا من المحتمل أن يصابوا بمرض السكري من النوع الثاني وتم رصد معدل الدهون حول كبد المشاركين وكذلك الدهون الداخلية "الدهون الحشوية" والدهون في منطقة البطن والكلي.
ووجد الباحثون أن المزيد من قضاء الوقت في الجلوس خلال النهار يرتبط بتراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن لديهم، فضلًا عن وجود المزيد من الدهون حول الكبد، وذكروا أن هذا الرابط كان واضحًا بالنسبة لأولئك المشاركين الذين لم يقوموا بـ150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة أسبوعيًا، ونشرت الدراسة في مجلة "Obesity" العلمية.