لندن ـ كاتيا حداد
يوصي دليل خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة الإسترشادي "إيت ويل"، بإتباع نظام غذائي متوازن، يتكون ثلثه من الأطعمة النشوية (المعكرونة والأرز والخبز) والثلث الآخر من الفاكهة والخضروات، وهذا يعني أن ثلثي الاستهلاك اليومي من الطعام هو عبارة عن كربوهيدرات، ولكننا نتساءل هل هناك رد فعل عنيف ضد هذا المغذيات الأساسية عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن؟
وقبل أن نتعرف على هذه الخطوات فيجب أن ندرك أنه رغم الجدل المثار حول تأثير الكربوهيدرات على الوزن فإن الإجابة تكمن في الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع الكربوهيدرات، لذا فإنه في عالم مثالي، يستهلك الفرد ما يكفي من الكربوهيدرات اللازمة لإنتاج الطاقة، والحصول على كمية صحية من الدهون، دون زيادة الوزن.
ومع ذلك، ذكرت صحيفة "تليغراف" نقلًا عن الدليل الاسترشادي البريطاني، أن تناول المزيد من الكربوهيدرات أكثر من حاجة الجسم يحولها إلى دهون تخزن في الجسم على المدى الطويل. وفي المقابل، فإن تناول كميات أقل من الكربوهيدرات يدفع الجسم إلى استهلاك المخزون الاحتياطي من الدهون الموجودة مسبقًا لإنتاج الطاقة، وبالتالي ما سبب اعتماد النظم الغذائية مثل "أتكينز"، "دوكان"، "كيتو" و"ساوث بيتش" على مبدأ تقييد الكربوهيدرات لتحقيق نتائج أفضل لفقدان الوزن، ولماذا يؤدي إتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات إلى فقدان الوزن أسرع من غيره؟
ربما مفتاح الإجابة هو "وزن المياه"، فتقول اختصاصي التغذية "كلوي مايلز": "عند تناول الكربوهيدرات، يخزن جسمك الجليكوجين في الكبد والعضلات المرتبطة بدوره بزيادة الماء في العضلات. وعندما تنقطع الكربوهيدرات يستنفد هذا المخزون، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، وتوضح: "أن العضلات تخزن حوالي 500 غرام من الجليكوجين والكبد يخزن تقريبا 100 غرام، ويعتقد أن كل غرام من الجليكوجين في العضلات البشرية مرتبط ب 3 غ من الماء، وعلى المدى الطويل، فإن انقطاع الكربوهيدرات كمصدر للطاقة يعني أن جسمك يستخدم الدهون والبروتين كمصدر رئيسي، مما يساعد على فقدان الوزن".
ومع ذلك، حذر الدليل من أن فكرة "قطع الكربوهيدرات" ليست دائمًا مفيدة، فالكربوهيدرات هي مجموعة غذائية كبيرة تتكون من الألياف (الخضار والقمح الكامل والبقول) والنشا (الخبز والمعكرونة والأرز والبطاطا) والسكر (الفاكهة والعسل والبسكويت والشوكولاتة)، في حين أن الألياف وبعض الأطعمة النشوية تعتبر "جيدة" وتوفر إطلاقا بطيئا وثابتا من الطاقة، لكن الأطعمة السكرية هي الأكثر إثارة للجدل، حيث أنها توفر زيادة كبيرة في الطاقة، وتجعل الجسم أقل عرضة لحرق السعرات الحرارية في المقابل إلا إذا كنت تقوم بممارسة الرياضة.
ما هي عيوب النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات؟
واحدا من الانتقادات الموجهة لهذا النظام الغذائي هو ليس عمليا للحياة اليومية، حيث أن عملية تحويل الدهون إلى طاقة عندما لا تتوفر الكربوهيدرات تكون أبطأ بكثير، لذلك يعاني بعض الساعين لخسارة الوزن من التعب والإرهاق، وتؤدي العملية أيضًا إلى تراكم الكيتونات، مما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بالغثيان والضعف ورائحة الفم السيئة، وتنصح اختصاصي التغذية كلوي ميلز بعدم قطع الكربوهيدرات تماما. بدلا من ذلك، تشجع على فقدان الوزن عن طريق تقليل حجم الكربوهيدرات.
وكانت قد كشفت دراسة مؤخرا بواسطة المجلة الأميركية للتغذية والتي تم تعيينها عشوائيا مع 43 شخصا من البالغين ممن يعانون من السمنة المفرطة بتناول اثنين من الوجبات الغذائية المختلفة منخفضة الكربوهيدرات، أدى إلى فقدان الوزن خلال فترة زمنية قصيرة، فالاستدلال هنا هو أن انخفاض الكربوهيدرات الغذائية يؤدي إلى فقدان الوزن ليس بقطع الكربوهيدرات تماما، ولكن ببساطة لأنك تتناولها بكميات أقل.
تقول "بيث ماثيوز"، 27 عاما، التي فقدت 6 رطل بعد إتباعها نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمدة أسبوعين: "لقد قطعت الأرز والمعكرونة والبطاطا والخبز التي كانت دائما في كل وجبة من وجباتي ،وتناولت بدلا منها أطعمة نباتية مثل الأرز الكورجيتي والقرنبيط"، وتضيف لقد شعرت بانخفاض وزني على الفور بعد قطع الأطعمة النشوية، لم أشعر أبدا بالجوع للمرة الأولى في حياتي".
بعد أسبوعين، استأنفت بيث إتباع نظام غذائي طبيعي، وإعادة إدخال الأطعمة النشوية، وسرعان ما استعادت الوزن الذي كانت قد فقدته، وعلى الرغم من أن العديد من اختصاصيي التغذية يحذرون من الوجبات الغذائية السريعة، فإن بن غرينفيلد، مؤلف كتاب "The Low Carbohydrate Diet for Triathletes" عن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، يدافع بقوة عن "استهلاك تناول الاطعمة منخفضة الكربوهيدرات".
وكشف أن الكثير ممن يفقدون الوزن متبعين نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات، غالبًا ما يستعيدون الوزن بسرعة، لكنه أشار إلى أن السر مجددًا ليس في مجرد إتباع الخطة بل في طريقة الخطة التي يمكن تلخيصها في النقاط الخمس الآتية:
1- التوقيت
تناول الكربوهيدرات قبل أو أثناء أو بعد التمرين الرياضي للحفاظ على نسبة استقرار السكر في الدم.
2-الدهون
في حين أن الناس الذين يعانون من نسبة أعلى من الدهون يمكن أن تستفيد من حرقها بنسبة أعلى عن غيرهم بعد توقفهم عن تناول الكربوهيدرات لكن الناس الذين يعانون من انخفاض الدهون في الجسم هم من يحتاجون الدهون أكثر من غيرهم لمدهم بالطاقة ومنعهم من التعب لذلك يحتاجون إلى استهلاك المزيد من الكربوهيدرات.
3-اختيار الطعام
من المهم مراقبة كمية المغذيات وذلك في محاولة لتجنب "السعرات الحرارية الفارغة" التي غالبًا ما تأتي في شكل أغذية معبئة. احرصوا على الخضراوات الليفية غير النشوية مثل الخضر الورقية الداكنة وتأكدوا من استهلاك الخضراوات النشوية خلال فترة التمرين الرياضي.
4-التمرين الرياضي
استهلاك مخزون الجليكوجين تمامًا يسبب ضررًا كبيرًا، لذا يجب إدخال أيام تأكل فيها ثلاثة أضعاف الكربوهيدرات عن أي يوم طبيعي، على أن يكون ذلك إما في اليوم السابق أو في يوم التمرين الرياضي.
5- الحفاظ على مدونة للغذاء
تدوين الغذاء يساعد على كسر تلك العادات المتأصلة بشدة الكربوهيدرات المعنية، لتكشف لك عن حجم الاستهلاك الحقيقي في النهاية.