لندن - ماريا طبراني
توصل العلماء إلى تكنولوجيا عالية إلى لاصقة جلد يمكن أن تمنع جلطات الدم القاتلة التي تسبب السكتات الدماغية والنوبات القلبية، وتكشف هذه اللاصقة عن التجلط الذي قد يتطور إلى تجلط في مجرى الدم في الوقت المناسب لوقفه تلقائيًا، وتفعل ذلك عبر الإبر الصغيرة فيها التي تثقب الأوعية الدموية بلطف، وتسمى أيضًا بالشعيرات الدموية، وتقع تحت الجلد.
ومع مرور الدم ترصد الإبر والتي يقل سمكها عن شعرة الإنسان، مستويات الثرومبين، وهو عنصر التخثر الذي يزيد في الدم عندما يصبح سميكًا وفي خطر العرضة إلى التخثر، وإذا كانت مستويات الثرومبين بكميات عالية بشكل غير عادي، يتم إطلاق جرعة صغيرة من دواء يسمى الهيبارين الذي يميع الدم ويقلل من خطر التخثر، ويعمل الهيبارين عن طريق "الشحن التوربيني" للجسم نفسه ويسبب سيولة الدم في جزيء يسمى مضاد الثرومبين الثالث، مما يجعلها تصل إلى فعالية أكثر تقدر بـ 2000 مرة.
ويأخذ الملايين من البريطانيين أقراص الهيبارين يوميًا للحد من مخاطر الجلطات، أو تجلط الدم، ويصف الأطباء تلك الأدوية للأشخاص لأن لديهم رجفان أذيني، وهو عدم انتظام ضربات القلب الذي يمكن أن يصنع تجمع للدم داخل القلب، وزيادة فرص حدوث انفصال الجلطة وسفرها إلى المخ، مما يسبب سكتة دماغية, والبعض الآخر يأخذ الدواء لأن لديهم السكتة دماغية وهم الأكثر عرضة إلى خطر آخر.
وبالنسبة إلى المرضى الذين خضعوا إلى جراحة كبرى، مثل استبدال الورك أو الركبة، يخضعون أيضًا إلى دورات قصيرة من أقراص الهيبارين أو الحقن إذ أن الجمود يضعهم في خطر كبير من الجلطات بسبب حمامات الدم في أرجلهم، ولكن أولئك الذين يأخذون الأدوية مثل الهيبارين يحتاجون إلى اختبارات الدم بصفة مستمرة للتأكد من أنهم يحصلون على الجرعة المناسبة، ويمكن أن تسبب الكثير من الأدوية نزيف مميت، لأن الدم رقيق جدًا بالنسبة لجلطة، مما يعني أن القليل جدًا يمكن أن يكونوا في خطر التعرض إلى جلطة قد تؤدي إلى الموت.
وتم تطوير اللاصقة التي في حجم طابع البريد في جامعة ولاية نورث كارولينا، وتوضع على مكان التجلط على مدار الساعة على مستويات الثرومبين وذلك يلغي الحاجة إلى اختبارات الدم المتكررة، وعلى جانب واحد تغطى اللاصقة أكثر من 100 إبرة بلاستيكية مصغرة، وتوضع في طلاء يحتوي على الهيبارين السائل والكيميائيات الخاصة التي تحتوي على الأحماض الأمينية التي تربط العقار بسطح الإبر.
وعندما يتم توصيل مستويات الثرومبين، وهو تفاعل كيميائي يحدث داخل طلاء الأحماض الأمينية، ينشر الهيبارين في الدم، وحتى الآن، اللاصقة القابلة للتعديل، والتي يمكن تغييرها يوميًا، قد تم اختبارها فقط على الفئران, حيث حقن العلماء الفئران بكميات كبيرة من الثرومبين، الكافية للتسبب بتجلط الدم القاتل، بعد منحهم اللاصقة أو جرعة من الهيبارين.
وأظهرت النتائج التي نشرت الشهر الماضي في مجلة المواد المتقدمة، نجاة كل الفئران مع اللاصقة لكن 80 في المائة من أولئك الذين حصلوا على حقن الهيبارين ماتوا جراء الجلطة، وقال الباحثون أن النتائج الأولية تشير إلى أن اللاصقة هي أسرع وأكثر فعالية من حقن المخدرات، أو تناولها فمويًا، ويخطط الفريق الآن لإجراء دراسات لاختبار اللاصقة على المرضى.
وأوضح البروفيسور مارتن كوي، أستاذ أمراض القلب في إمبريال كوليدج لندن أن اللاصقة الذكية يمكن أن تحسن منع تخثر الدم في المرضى المعرضين إلى خطر الجلطات، وأضاف: "مفهوم اللاصقة ذاتية التنظيم التي تطلق المخدرات حسب الحاجة في الجسم هو مبتكر للغاية. إنها تستحق النضال من أجلها".
ويعتقد البروفيسور جيرمي بيرسون، وهو المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية، أن اللاصقة هي "نهج مبتكر".