لندن ـ كاتيا حداد
تفيد دراسة حديثة، أن اختبار دم بسيط قادر على التنبؤ بفرص المريض في البقاء على قيد الحياة بعد الجراحة، فقد تبين مستويات عالية من البروتين في مجرى الدم أن شخصًا ما يعاني من التهاب في الجسم, ويرتبط هذا الاكتشاف، المعروف باسم استجابة الجسم للإصابة، ارتباطًا وثيقًا بالنوبات القلبية، والفشل الكلوي وحتى السكتات الدماغية، وقد تساعد مستويات رصد التروبونين، وهو البروتين المسؤول، الأطباء على معرفة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية إضافية بعد إجراء العملية.
وقال الدكتور ماثيو جاكسون، من مستشفى جامعة جيمس كوك، ميدلسبوروغ، والذي شارك في الدراسة، وتحدث عن النتائج: "هذا الاختبار قد يساعد الأطباء"، مضيفًا "من خلال مساعدتنا على التنبؤ بشكل أفضل بشأن مدى صحة المرضى بعد إجراء الجراحة، فهذا الاختبار قد يساعد الأطباء في تحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من الاختبارات الإضافية والأدوية لإعدادهم الإعداد الجيد للجراحة ورصدهم بشكل أكبر أثناء فترة التعافي بعد العملية".
وتابع الدكتور ماثيو: "الآن نحن بحاجة لمعرفة لماذا ترتفع مستويات التروبونين في بعض المرضى قبل الجراحة، ولماذا هؤلاء المرضى هم أكثر عرضة للموت، من أجل تحديد العلاجات التي يمكن أن تقلل من خطر الموت بعد إجراءات العمليات الجراحية غير القلبية."
وقام الدكتور جاكسون وفريقه بفحص ما إذا كانت مستويات التروبونين - الموجودة في مجرى الدم أثناء النوبة القلبية - يمكن أن تتنبأ ببقاء طويل الأمد بعد الجراحة، حيث أخذت عينات دم من 993 مريضًا قبل أن يخضعوا لعملية جراحية اختيارية وجراحة طارئة في مستشفى جامعة جيمس كوك في ميدلسبورو.
واستخدم الباحثون اختبار التروبونين الذي غالبًا ما يستخدم في أقسام الطوارئ والحوادث لتشخيص النوبة القلبية، مؤكدين أن ربع المرضى الذين لديهم مستويات 50 نانوغرامًا لكل لتر أو أكثر قبل الجراحة قد توفوا في غضون ستة أشهرk وارتفع هذا الرقم إلى 37 في المائة يموتون خلال عام من العملية.
ومن بين المرضى الذين أظهروا مستوى التروبونين قبل الجراحة أقل من 17 نانوغرام / لتر، توفي 2.5 في المائة فقط في غضون ستة أشهر، وارتفع هذا الرقم إلى 3.7 في المائة من المرضى الذين يعانون من مستويات أقل من البروتين، والذين يموتون في غضون 12 شهرًا من الجراحة، وأشار الباحثون إلى أن العلاقة بين مستويات التروبونين المتزايدة وزيادة فرص الوفاة بعد الجراحة لم تُفهم بعد.
وتعليقًا على هذه الدراسة، أوضح البروفيسور ميتين أفكيران، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: " تكشف اختبارات تروبونين إصابة عضلة القلب وتستخدم لتشخيص النوبة القلبية، مضيفًا "تشير هذه الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى التروبونين في الدم قبل الجراحة غير القلبية، في حالة عدم وجود نوبة قلبية، هو تنبؤ ببقاء المريض على قيد الحياة خلال الأشهر الـ 12 الأولى بعد هذه الجراحة".
وواصل البروفيسور أفكيران: "إذا كنا نستطيع فهم الأسباب الكامنة وراء إصابة القلب لدى هؤلاء المرضى، قد يكون الهدف من علاجهم هو تحسين النتيجة بعد إجراء الجراحة غير القلبية"، وقدمت نتائج هذه الدراسة إلى الجمعية البريطانية للقلب والأوعية الدموية في مانشستر الثلاثاء الماضي.