واشنطن ـ رولا عيسى
تساعد مضادات الأكسدة المعروفة باسم حمض ليبويك، على إبطاء أعراض مرض التصلب المتعدد والذي يعرف أيضا بـ"التهاب الدماغ" أو "التصلب اللويحي"، وأثبتت دراسة جديدة نشرت في المجلة الطبية "نيورويمونولوغي & نيورينفلاماشيون"، أن حمض الليبويك يمكن أن يقلل من ضمور الدماغ لدى المرضى الذين يعانون من التصلّب المتعدد التدريجي الثانوي "SPMS" حيث وجد الباحثون أن تناول جرعة عالية من حمض الليبويك كل يوم لمدة سنتين، خفّض ضمور الدماغ كله بنسبة 68% مقارنة مع العلاج "الوهمي" المعروف باسم حمض ثيوكتيك، وهو مركب يتم تصنيعه بكميات صغيرة، والذي يتوفّر في شكل ملحق، كما تقدم النتائج أملا جديدا للمرضى الذين يعانون من التصلب اللويحي، والذي لا يوجد له حتى الآن أي علاج.
ويؤثّر "التصلب المتعدد"، وهو مرض مناعي ذاتي شائع، على الجهاز العصبي المركزي، ففي عام 2008، كان عدد المصابين بهذا المرض يتراوح بين 2 - 2.5 مليون فرد على مستوى العالم بمعدلات شدة تتفاوت من منطقة إلى أخرى ومن مجموعة سكانية إلى أخرى، وارتفع عدد المتوفين عام 2013 بالمرض إلى 20.000 شخص مقارنة بـ 12,000 حالة وفاة عام 1990، يبدأ المرض عادة بين عمري 20 و50 سنة، ويشير اسم المرض إلى الندبات الصلبة – المعروفة باللويحات أو الآفات التي تحدث بالأخص في المادة البيضاء في الدماغ والحبل الشوكي، في حين أن أسباب المرض غير واضحة إلا أنه يُعتقد أن آلية المرض قد تكون إما تلف في الجهاز المناعي أو فشل في الخلايا المصنعة للمايلين
هذه الأضرار تعطل الإشارات بين الدماغ والحبل الشوكي، إما جزئيا أو كليا، مما يسبب مشاكل في الرؤية والتوازن، والدوخة، والتعب، أو تشنجات.
وأجرى باحثون من جامعة أوريغون للصحة والعلوم في جامعة الطب في بورتلاند في الولايات المتحدة، دراسة عشوائية مزدوجة على 51 شخص من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 70 عاما الذين لديهم جميعا "التصلب المتعدد"، وتم تعيين ما مجموعه من 27 مشاركا عشوائيا لتلقي 1200 ملليغرام من حمض الليبويك كل يوم لمدة عامين، في حين أعطى ال 24 من المشاركين المتبقيين علاج بديل، تم تقييم ضمور الدماغ - والذي يشير إلى انخفاض في حجم الدماغ الكلي بسبب فقدان الخلايا العصبية، التي تعتبر علامة على تقدم المرض - في بداية الدراسة، وفي النهاية تم تقييمه مرة أخرى باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
وكشفت النتائج تفوق حمض ليبويك على العلاج البديل. وأشار البحث، أنه ساعد على الحد من ضمور الدماغ بنسبة 68 في المئة، حيث كان له تأثير أكبر من تأثير العلاج البديل والمعروف باسم "أوكريفوس"، الذي تم الموافقة عليه مؤخرا من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) كعلاج التصلب التدريجي الأساسي - والذي يحسن ضمور الدماغ بنسبة 18 في المئة، وبيّنت الدراسة الجديدة أن المشاركين الذين خضعوا لتجربة حمض الليبويك كانوا أقل سقوطا وأوقات المشي أفضل، مقارنة مع أولئك الذين أعطي لهم الدواء الوهمي.
ووجد الفريق أن حمض الليبويك كان بشكل عام آمنا وجيد التحمل من قبل المشاركين، مع الآثار الجانبية الأكثر شيوعا كاضطراب الجهاز الهضمي، ويشدد الباحثون على أن المزيد من التجارب التي تنطوي على عدد أكبر من المرضى هو أمر ضروري قبل التوصية بحمض الليبويك كعلاج آمن وفعال لهذا المرض.
وقال صاحب الدراسة الدكتور ريبيكا إسبانيا، إنّه "على الرغم من أنه يبدو آمنا، فإننا لن نعرف ما إذا كان يحسن بالفعل حياة الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد حتى نتمكن من تكرار النتائج في الدراسة التجريبية من خلال تجربة أكبر بكثير"، ويخطط الفريق للاستفادة من نتائج دراسته التجريبية وإجراء تجربة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، وكشفت الدكتور سوزان كولهاس، مدير البحوث في جمعية مرض التصلب المتعدد "في حين أنه من غير الممكن إجراء مقارنات بين هذا العلاج المحتمل وغيره من الذي تم اختباره في تجارب مختلفة، فإن هذه النتائج في مرحلة مبكرة واعدة للأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي، نحن نتطلع إلى رؤية تجارب أكبر لتأكيد ما إذا كانت هذه المضادات هي علاج آمن وفعال".