الدار البيضاء - كوثر زاكي
أوضح أستاذ علم الاجتماع علي الشعباني، لـ"المغرب اليوم"، أن ظاهرة "الترمضينة" بدأت تتفشى بشكل كبير في المغرب، بحيث أصبح العديد من الأشخاص يدخلون في صراعات ومواجهات تصل في بعض الأحيان إلى جرائم القتل، والمبرر الذي يرددونه على مسامع الكل هو أنهم يفقدون مزاجهم خلال شهر رمضان.
وأشار الشعباني إلى أنّ التصرفات التي يثيرها هؤلاء الأشخاص الذين يدعون "الترمضينة" هي حالات مفتعلة يلجأ إليها العديد من المنحرفين لكي يحققوا بعض الأهداف الإجرامية التي يريدون الوصول إليها خلال شهر رمضان، مؤكّدًا أنّ أغلبية هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون ضبط أنفسهم، فيصبح الشتم والسب أحد السلوكيات الظاهرة في هذا الشهر، فـ"الترمضينة" تتحول إلى عادة وتصرف يومي بل يصبح سلوكًا دائمًا لبعض الصائمين، خصوصًا أولئك الذين يدمنون المخدرات، سلوكيات تنعكس سلبًا على صحة البدن والنفس، فهؤلاء الأشخاص يصابون بالتوتر والقلق ما يجعل الصيام عبئًا ثقيلاً عليهم.
وذكر أنّ الصيام يعد علاجًا فعالاً للاضطرابات النفسية والعاطفية، فهناك العديد من الدراسات في علم النفس والطب التي أثبتت أن للصيام فوائد مهمة جدًا على مستوى التوازن النفسي والروحي، عكس ما يتم الترويج له من طرف بعض الأشخاص، الذين يقولون بأن الصيام يؤثر على الصحة وعلى مردودية العمل.
وأشار إلى أن للصيام فوائد عدة، فمن الناحية الصحيّة فهو يساعد الإنسان على ضبط توازنه الغذائي، أما من الناحية الأخلاقية والروحية فهو يقوي إرادة الصائم ويعزز الثقة في النفس وحب الخير، بدل الجدل والمشاكسة والميول العدوانية من خلال الإحساس بسمو الروح التي تتقوى من خلال الصيام، لافتًا إلى أنّ الصيام يدعم الشخصية وقدرتها على تحمل المشاكل والأعباء ويقوى القدرة على ضبط النفس والتحكم في السلوك والشعور بالمسؤولية.