الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
العثورعلى مقبرة صديق الإسكندر الأكبر

أثينا - سلوى عمر

أكّدت عالمة الآثار، كاترينا بيريستيري، أنَّ النصب التذكاري الذي جرى اكتشافه تحت الأرض شمال اليونان واعتقد الباحثون أنه المثوى الأخير للإسكندر الأكبر، بُني بواسطة الملك نفسه تكريمًا لأحد أصدقائه.

وبيّنت بيريستيري أنّ الهيكل المقبب المزين بالتماثيل فضلا عن أرضية من الفسيفساء يمثل نصبًا جنائزيًا لصديق الإسكندر الأكبر، هيفاستيون، الذي تربى معه وتوفي في بلاد فارس في عام 324 قبل الميلاد، ما أثار حزن الملك وجعله يأمر ببناء سلسلة من النصب التذكارية لصديقه عبر إمبراطوريته.

وأوضحت أنه لا يوجد أي دليل يشير إلى دفن هيفاستيون في مقبرة "أمفيبوليس" شرق سالونيك، مضيفة "وفقا للمؤرخ بلوتارخ فإنه عندما توفي هيفاستيون في إيران طلب الإسكندر من المهندس دينوكراتيس إقامة أضرحة لصديقه في أنحاء البلاد كافة".

وأعلن علماء الآثار في وقت سابق من هذا العام، أنهم عثروا على هيكل عظمي في تل كبير للدفن في أمفيبوليس، كما وجدوا رفات امرأة مسنة ربما تكون والدة الإسكندر، واكتشفوا أيضا عظام رجلين وطفل حديث الولادة وبعض الحيوانات.

ولفتت بيريستيري وزميلها المهندس ميشيل ليفانتزيس، الأربعاء، إلى أنه جرى العثور على ثلاثة نقوش لكلمة "parelavon" والحروف الأولى من اسم هيفاستيون بشكل متشابك، واستكمل الخبراء المرحلة الثانية من أعمال الحفر في المقبرة التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد في محاولة للعثور على مزيد من المقابر.

ويأمل الخبراء في العثور على أحد أعضاء العائلة المقدونية المالكة أو المحارب الأسطوري الإسكندر نفسه، ويجري الخبراء مسحًا لخمسة أفدنة من التل الواسع للبحث عن وجود أدلة تشير إلى ما يمكن أن يعثروا عليه في الأسفل.

وأسفر الفحص الأول للموقع الذي بني بعد وفاة الإسكندر بفترة وجيزة عن اكتشاف مقبرة مزينة بالتماثيل الكبيرة وأرضيتها من الفسيفساء وتحتوي على هيكل عظمي أيضا، وكشف الخبراء بعد تحليل الهيكل العظمي أنه عثر عليه فى قبو وأنه لشخص ذكر دفن هناك وربما يكون من الشخصيات المهمة، وكشف التحليل أنه شخص متوسط القامة له بشرة فاتحة إلى جانب شعر بني أو أحمر، ما يشير إلى احتمال أن تنتمي هذه الرفات إلى الإسكندر الأكبر نفسه الذي اشتهر بشعر يشبه لون الفراولة.

وأضافت رئيسة الحفر في مقبرة أمفيبوليس، كاترينا بيريستيري أن الرجل ربما يكون صاحب مكانة عالية ولكن بسبب تعرض المقبرة للسرقة لم يكن في الموقع أي أسلحة أو أشياء ثمينة تكشف عن هويته، ويخضع الهيكل العظمي إلى تحليل الحمض النووي لمعرفة ما إذا كان الرجل عضو في العائلة المالكة المقدونية ولمعرفة عمره أيضًا.

وتوجه وزير الثقافة اليوناني، كوستاس تاسولاس لزيارة المقبرة من أجل الإعلان عن بدء مرحلة جديدة من الاستكشاف، ويتم مسح الموقع من خلال الجيوفيزياء لمعرفة ما إذا كانت هناك أي هياكل أخرى في المقبرة التي تحتوي على ثلاثة غرف جرى اكتشافها في آب/ أغسطس، وتمثل المنطقة التي تم مسحها 1 إلى 7 من المساحة الإجمالية للتل.

وأبرزت الأمين العام لوزارة الثقافة، لينا ميدوني، أن العلماء سيقارنون الحمض النووي للعظام المكتشفة مع فيليب الثاني الذي دفن في فيرجينا إلا أن الأمر سيكون صعبا لأن المواد الجينية متهالكة. وأحرقت عظام فيليب الثاني والد الإسكندر الأكبر، ونظرا إلى إجراء فحص الحمض النووي منذ ما يقرب من 50 عامًا مضت فهناك مخاوف بشأن تلف النتائج، وبعد الإعلان عن اكتشاف الهيكل العظمي المكتشف، زعم بعض الخبراء عدم التأكد من جنس صاحبه.

وانتشرت التكهنات حول هوية صاحب الهيكل العظمي بين الخبراء بما في ذلك الاعتقاد بأن الرفات لوالدة الإسكندر واعتقد البعض الآخر أنه لأرملة أو ابن أو أخ أو أخ غير شقيق، بينما ظن بعضهم أن الرفات ربما يكون لأحد مساعدي الإسكندر وهو نيركوس، ويعمل العلماء على اكتشاف زخارف متعددة الألوان داخل المقبرة التي تم حفرها، وبيّنت ميدوني استخدام الليزر لفحص هذه المكتشفات.

وكشفت وزارة الثقافة اليونانية في وقت سابق أن الهيكل العظمي وضع في تابوت خشبي لكنه تفكك بمرور الوقت، وتم العثور على بقايا هياكل عظمية داخل المستطيل الحجري وخارجه تحت الأرض في الهيكل المقبب الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار، كما وجدت مسامير من الحديد والبرونز وعظام منحوتة فضلا عن زخارف زجاجية من التابوت مبعثرة فى المقبرة.

وأوضح علماء الأثار أن المقبرة على الأرجح تنتمي إلى أحد الشخصيات المقدونية البارزة وربما يكون من الجيش، وذكرت وزارة الثقافة "من المحتمل أن يكون النصب التذكاري لشخص من الأبطال ما يعني أنه شخص كان له منصب مهم في المجتمع في ذلك الوقت".

والفقيد شخصية بارزة ويفسر ذلك بناء مقبرة فريدة من أجله.

وتحدث أستاذ علم الآثار في جامعة سالونيك الذي لم يشارك فى الحفر، Michalis Tiverios، "الرفات المتبقية تقدم معلومات قيمة عن المدفون في المقبرة التي يبلغ طولها 15 مترًا فضلا عن عرض 4.5 أمتار، وتعتبر واحدة من أكبر المقابر المكتشفة في البلاد"، وبيّنت الوزارة تعرض المقبرة إلى النهب بشكل متكرر خلال العصور القديمة، وأضافت "استولى اللصوص على بعض الأشياء القيمة".

وبدأت أعمال التنقيب في الموقع في شمال شرق اليونان بالقرب من مدينة سالونيك في عام 2012، وانتبه العالم للحفر عندما اكتشف علماء الآثار مقبرة واسعة تحت حراسة اثنين من تماثيل "سفنكس" ومحاطة بجدار من الرخام بارتفاع 497 مترًا، إلى جانب فسيفساء تصور اختطاف بيرسيفون ابنة زيوس.

ويعود تاريخ المقبرة إلى العام 325 قبل الميلاد، وتوفي الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد بعد حملة عسكرية عبر الشرق الأوسط وشمال شرق آسيا.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

عرض منزل نزار قباني للبيع يُثير جدلًا كبيرا بين…
تعرّف على وزير الثقافة التونسي الكفيف الملقّب بـ "طه…
اختفاء مكان أثري في السودان والأمن يُخلي سبيل الجناة
لغز تمثال "مريم العذراء" الغارق في إسبانيا يُثير حيرة…
متحف "الإرميتاج" في روسيا يفتح أبوابه بعد الإغلاق بسبب…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة