الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الشاعر ياسين بوذراع

الجزائر ـ ربيعة خريس

أبدى الشاعر الجزائري،  ياسين بوذراع نوري، من مواليد 1969، وخريج المدرسة العليا للفنون الجملية قسم الرسم الزيتي، أسفه بسبب وضع الشعر في البلاد، مشيرًا إلى أنه يأسف لعدم إهتمام وزارة الثقافة بالشعر والشعراء.

وروى نوري تجربته الشعرية إلى "المغرب اليوم"، موضحًا أنه بدأ كتابة الشعر في بداية التسعينيات، ونشر أغلب قصائده في الجرائد الوطنية الجزائرية، ومشيرًا إلى أنه "حاول في أغلب قصائده التي كتبها الجمع بين الرسم والحرف، فأهم مشكلة تواجه الشاعر الجزائري حاليا، هو تطوير قاموسه اللغوي، بمعنى أنني لا أتصور شاعرًا في 2017 ما زال يكتب عن الصبابة والهوى والحشاشة والشغاف، فهذا القاموس اللغوي لا أراه يصلح إلى اللغة الشعرية الحديثة إلا أذا أعادت صياغة هذه العبارات بطريقة مقنعة، فالكتابة الشعرية عمل مرهق، وإذا تحدثنا عن نص شعري متكامل فهو عمل متعب حق ".

ووصف نوري القصائد الشعرية بأنها "إعادة ترتيب الطبيعة بقوانين خاصة يضعها الشاعر وهنا أتحدث عن الشعر عموما، وأقصد بذلك العمود والتفعيلة والنثر أيضًا، مع أنني لم أحاول كتابة القصيدة النثرية لاعتقادي بصعوبتها، فالقصيدة النثير كالعزف بلا صولفاج والرسم بلا ألوان"، وعن أهم القصائد التي كتبها الشاعر ياسين بوذراع نوري، أفاد نوري أن "القصيدة عالم قائم بذاته قد تجد في نص واحد جملة من القضايا"، ومشيرًا إلى أنه يحاول قراءة العالم بشكل جميل، وقاموسه المفضل هي الطبيعة.

وتحدّث نوري عن أهم ما كتب في مجموعته الأخيرة التي تنتظر الطبع  "ليل المدينة"، مبينًا أنها "تُعتبر من أقرب القصائد لنفسه، وكان له الشرف أن شارك بها في كتاب الشعر العربي إلى جانب شعراء كبار بحجم الشاعر العراقي الكبير، سعدي ياسف"، وشارك نوري بمجموعة من قصائده في عاصمة الثقافة العربية التي نظّمت في محافظة قسنطينة شرق الجزائر العاصمة، وحصة ليلة الشعراء التي تبث في التلفزيون الجزائري.

وكشف نوري، عن رؤيته لمستوى شعراء الجيل الحديث، مشيرًا إلى أن "شعراء الجيل الحديث إلا من رحم ربي، نظرا لغياب رؤية فنية واضحة، فهذا الشعر النثري فتح الأبواب لكل من هب ودب استثني بعض الأسماء الجادة طبعًا التي تحاول كتابة القصيدة بجدية أبرزهم الشاعر الجزائري الكبير بوزيد حرز الله، وميلود خيزار، وتجربة الغماري في القصيدة العمودية، والاشعر الجميل ناصر لوجيشي".  

مقتطفات من قصيدته " ليل المدينة "

المسرح منشغل بإعادة توزيع الأدوارِ
ثلاثتنا سنعيد بهاء الصفقةِ
هذا الركح الأسودُ
تابوت الأحلامِ
أنا ....
من يأكل لحم الآخر، يسكب ماء سلالته في الرمل ويرحل فردا منفردا
سأصدّق هذا الثعلب
هذا الرابض ما بين الجمهور الأعمى
المسمول العينين
يبشرني بغد لا موضع فيه لطعنة حلم
مثل مساء قوقازيّ أحمله في برد القلبِ
أصدّقه .. وأصدّق ضوع العطر النابت في شرفات لم تصدمها اللحظةُ
يا هذا المصدوم بفتنتها
بحفيف أصابعها في كفّك
ثمّة أطفال هربوا قطعانا صوب الغابةِ
ـ ليس هنالك ما يدعو للفرجة ـ
طائرة الورق احترقت
لكنّ نوارس فولاذ تتعلّق بالسقف الغسقيّ
البرد ، الجوع ، العطش، الموت ، القيظ الأحمرُ
أطفال يهبون بنوّتهم للريح الآثمةِ
ارتدّي ، لا خيمة خوف تسكنها الاعصابُ
ارتدّي ... ثمّ بذور الحرملِ، أزهار الغاردينيا
قد تنفجر رصاصًا أحمق فوق جثامين الأحياء المختبئين بوحل رجولتهم
لن يبقى غيرك ...
هذي الأرض الفانيةُ، الملفوفة بالشطحاتِ
قرامطة يقفون على الأبواب وحشّاشون، صلاة القربان الوثنيّة
تسقط جدران برذاذ أحمرَ
يسقط أندلس فألملمه حجرا حجرا
في الضاحية الأخرى تسجد فاتنة لإله الخيبة (بيكاسو)
فتصير بضربة فرشاة مدنا قاحلة
(غرنيكا)
عذراء اللوحة ، دمع منهرقٌ
ويد تتهجّى الضوء بقنديل مبحوح اللكنةِ
ثور إسبانيّ أهوج
خوذة نازيّ ، وجواد منكسر مطعون الصدرِ
الطعنة قد تمتد بلادا ، غابات ، وجبالا
هذا الوطن الاسفنجيّ
الوطن النابت مثل دمامل في جسد يتقلّب فوق سفافيد الفوضى الحمراء
وايديولوجيا السيكلوبِ
على كتب التاريخ الداعرة الشمطاءِ
(فرانكو) من أي الصفحات أتيت؟
أأنت الطالع من زبد الصلصالِ؟
الواقف مثل جدار بين الله وبين الناسِ ؟
المسرح منشغل بإعادة ترتيب الأدوارِ
القاتل قد يتستّر في جلد المقتولِ
اللعبة واضحةٌ
الماء الآسن قد يرتدّ زلالا
هذي الشمس الدائرة المصفرّة قد تتلبّس في لحظات جنون فالتة ثقبا مسودّا
آه غرنيكا
القلب فقير منعدم
لا أملك إلا الشبّ على الشفتين ِ
أهرّب حلما
أحفره في جذع الوقت بإزميل الضحكاتِ
الجذع يجفّ، تجفّ عصارته
لكنّ الحلم تسرّب نحو اللبّ ...
الجذع تحوّر قطعة جمر ترسمها النيران بموقد فحم شتويّ
لكنّ الحلم تطاير في الأرجاء دخانا أسود.................................
هل سنعيش كخيط دخان

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

عرض منزل نزار قباني للبيع يُثير جدلًا كبيرا بين…
تعرّف على وزير الثقافة التونسي الكفيف الملقّب بـ "طه…
اختفاء مكان أثري في السودان والأمن يُخلي سبيل الجناة
لغز تمثال "مريم العذراء" الغارق في إسبانيا يُثير حيرة…
متحف "الإرميتاج" في روسيا يفتح أبوابه بعد الإغلاق بسبب…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة