الجزائر ـ ربيعة خريس
يحضر الفنان التشكيلي الجزائري، محيي الدين سعيداني، لافتتاح معرض تشكيلي يضم 25 لوحة فنية جديدة، هي مزيج وخليطً بين التكعيبية والواقعية والسريالية.
وكشف محيي الدين سعيداني، في حوار خاص لـ"المغرب اليوم"، عن تفاصيل معرضه الجديد، قائلا إنه سيعرض فيه 25 لوحة فنية جديدة، يحمل عنوان "الجزائر وتقاليدها" وبالفرنسية "l’algérie profonde "، وسيفتتح المعرض يوم 20 مارس / آذار القادم.
وستسرد ريشة الفنان الجزائري المبدع، الذي أفنى حياته كلها في خدمة الفن التشكيلي الراقي، حكايات عن الجزائر القديمة، فالمتمعن للوحاته يدرك انه فنان يتمتع بريشة تعشق كل ما هو أصيل، وتحاول دائما المزج بين ألأصالة والمعاصرة في لوحاته.
وتعود محيي الدين سعيداني، الإبحار بعشاق لوحاته في معظم المناطق الساحرة التي تزخر بها الجزائر، خاصة تلك المعروفة بإرثها الثقافي والجمالي كمنطقة جرجرة المعروفة بجبالها الساحرة تقع على حدود البحر الأبيض المتوسط، تتمتع بطبيعة خلابة، وأيضا يعود بهم إلى أزقة حي القصبة العتيق المعروف بإرثه التاريخي الذي تعتز به الجزائر، وصولا إلى بعض مناطق الصحراء الشاسعة، مستندا على ريشته التي تحاول دائما تحويل الرسومات الصامتة والجامدة إلى رسومات حية تخاطب من يتطلع عليها.
ويعتبر الفنان التشكيلي، من الفنانين التشكيلين الجزائريين المخضرمين، اقتحم عالم الفن التشكيلي عام 1969، نظم 21 محطة فنية في الجزائر خلال 46 عاما، قام عام 2015 بمبادرة فريدة من نوعها، تمثلت في عرض مجموعة من لوحاته الفنية المشهورة، التي تعبر عن محطاته الفنية العاكسة.
ويلقب سعيداني، في الساحة الإعلامية الفنية بفنان " العادات والتقاليد "، ومن أشهر اللوحات التي رسمه لوحة "الشفافية" التي رسم فيها وجهي " ترقيين " أي رجلين في الصحراء ويلقب أيضا الرجل الترقي بالرجل الأزرق والملثم، أما بقية جسديهما فكأنهما يضمحلان، وكان تفسير محي الدين أنه لشدة صفاء أهل الصحراء واندماجهم مع طبيعتهم، انصهروا فيها، ورسم أيضا لوحة تسمى بـ "السيّد"، فرسم فيها ترقي راكب على حصانه وقال عنها الفنان بأن الترقي بحريته وحبه للطبيعة التي لا تحدها حدود، سيّد حقا.
أما عن لوحات "الكوريدا"، أي مصارعة الثيران، فهي أيضا تدخل ضمن تقاليد المجتمع الجزائري وبالضبط منطقة الغرب، ويقول محيي الدين بأن إسبانيا مكثت في الغرب الجزائري أكثر من مائتي عام، وشيدت أجمل حلبة مصارعة بوهران، حيث لا يوجد مثيلها في العالم، ليؤكد أنه راسم دائم للتراث الجزائري.