عمان - منيب سعادة
كشفت الفنانة التشكيلية وعضو رابطة الفنانين التشكليين الأردنيين ورئيس اللجنة الفنية لجمعية سقيفة المواسم للثقافة والفنون وفاء الجريري، أن الفن التشكيلي هو إبداعات بلغة الرسم يتناقلها الفنان، بطريقة تعبيرية مستوحاة مما يشعره به، ومن تعابيره الداخلية العميقة وترجمة فعلية لمشهد أو ظرف أو موقف معين، ينقلها بصورة فنية معبرة تحاكي جميع الأصناف من الناس.
وأوضحت وفاء الجريري في حوار مع "المغرب اليوم" أن بدايتها مع الرسم جاءت مبكرة، والتشكيل الحقيقي لموهبتها جاء بسن ال30 عامًا، واعتبرت ذلك أنها انطلاقة فعلية، لموهبتها نتيجة التدريب المستمر وحصيلة تجاربها الفنية، التراكمية في الفن والرسم.
وأضافت أن بدايتها بالرسم كانت مع قلم الرصاص والفحم أثناء دراستها وبتشجيع من أصدقائها عندما رأوا ان لديها موهبة عليها ان تنميها ، قائلةً: " بدأت بالتركيز على الرسم في أوقات فراغي وكانت لي تجربة الرسم، بالقهوة والبهارات وبدأت موهبتي تظهر وانتسبت إلى مركز متخصص بالرسم لمدة ثلاث سنوات، وهنا بدأت مسيرتي الفنية بالتشكل".
وقالت الفنانة التشكيلية الجريري، أنها شاركت في عدة معارض في الأردن ولبنان، وافتتحت بعدها مرسمها الخاص لتعليم الأطفال، وأشرفت على دورات رسم بعدة مدارس، وأكدت أن علاقتها بالفن هي علاقة شغف وحب مستمر ، لان الفن التشكيلي يوحي إليها أنه اتصال مستمر مع ذاتها وخلق اتصال بينها وبين كل مايتعلق بالجماليات حولها.
وأردفت أن الفن درب لا ينتهي لان كل فكرة، هي وليدة فكرة أخرى وهو جزأ لا يتجزأ من حياتها، واعتبرت أن ريشتها هي ما تعبر من خلالها، عن مكنونات نفسها وتوجه رسالتها في القضايا الإنسانية.
واعتبرت أن الفن رحلة عبور إلى دواخلنا وأن تشكيل الخط واللون، بمثابة انفعالاتنا الداخلية، واحيانا ننجح أو نخفق، في تشكيلها بلوحة فنية ولكن تبقى تجارب الفنان، ومحاولته تفريغ مشاعره على اللوحة هي هاجسه ليستمر في لوحاته.
وبين الفنانة التشكيلية الجريري، أن في رسوماتها غالباً تحاول أن توجه رسالة للمجتمع بخصوص ما يعاني منه الأطفال والمرأة ، قائلةً أن واجب الفنان الإنسان، من خلال ما يمارسه في اي شكل من أشكال الفنون، وأن على الفنان أن يبث بإحساسه وإنسانيته في رسوماته ضد الظلم أو القهر وأن يعالج ما يتغلل في المجتمع، من مورثات عقيمة تؤدي الي انتشار الجهل.
وبينت أن النقد الفني البناء واحد من ركائز إنجاح الحركة الفنية التشكيلية لتعزيز الذائقة الفنية لدى المتلقي وتعريفه بالجميل من القبيح بالعمل الفني، وأيضاً تحفيز الفنان على تحسين القيم الجمالية عنده أو الإشادة بعمله الفني ودعمه، وكلها تعتبر محفزات لتطوير الحركة التشكيلية.
وأضافت الجريري ، أنه لطالما كان الفن هو السمة الحضارية لتطور الشعوب فإن ما نلاحظه من النظر إلى أي حضارة ، أن الفن كان يأخذ دوراً أساسياً في فهم ثقافة الشعوب من النواحي السياسية والدينية والثقافية، وقالت علينا تطوير مهارات أبنائنا والاهتمام بهوايتهم، مشيرةً أن جميع الأطفال مبدعين لكنهم بحاجه للاهتمام والدعم لبناء جيلا يصنع الجمال ويزرع ألوان المحبة والإنسانية.