الرئيسية » سياحة وسفر
سيّد التطريز المغربي

مراكش ـ ثورية ايشرم

يتفرد التسعيني محمد بن سعيد الشاوي، الملقب بسيد التطريز، وبـ"حبيبي"، في وضع تصاميم مبتكرة، بمختلف أشكالها وتجلياتها، سواء في ما يتعلق بتزيين السروج، أو تطريز جلد أرائك الصالون المغربي ، أو أحذية النساء التقليدية، المعروفة بـ"البلغة".وأوضح الشاوي، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنَّ "حرفة التطريز على الجلد، التي يقوم بمازولتها منذ أعوام، كانت تلقى إقبالاً واسعًا، لكنها أصبحت مهدّدة بالانقراض، لاسيما مع انخفاض عدد الحرفيّين المزاولين لها في مراكش".وأشار إلى أنَّ "هناك فرق بين أطفال الماضي وأطفال الحاضر، إذ أنهم كانوا مقبلين على تعلم الحرفة، بالموازاة مع الدراسة، عكس أطفال هذا الزمن، حيث انعدم الاهتمام بحرف أجدادنا وتقاليدنا المغربية المراكشية".
وبيّن أنَّ "الحرفة كانت مهنة تتميز بنوع من التقديس بين الأهل، الذين يرون أنه من المهم أن يرتاد أبنائهم الورشات، وتعلم هذه الصناعة التقليدية، التي إن لم تغني تنفع، حيث كان شعارهم الحرفة أولاً والمال ثانيًا، لكن اليوم كل شيء تغير، أصبح الطفل يسألك عن الاجر الذي سيتقاضاه، حتى قبل أن يتعلم الحرفة".ولفت الشاوي إلى أنَّ "الذين ورثوا المهنة صاروا يعتمدون على الآلات والتكنولوجيا الحديثة، عوضًا عن استثمار مهاراتهم اليدوية، لأن السوق أصبح قائمًا على عنصري الوفرة، وانخفاض السعر على حساب الجودة، وبذلك ضاعت الأصالة، التي تعتمد على بصمة الصانع التقليدي، المراكشي أو الفاسي، أو الرباطي".
وأكّد سيد التطريز أنَّ "الآلة لا تقدم الجودة المطلوبة في الصناعة التقليدية، القائمة على مهارة يد الصانع التقليدي، الذي كان يخضع، حتى الأمس القريب، للرقابة من طرف أمين الصناع التقليديين، حيث لم يكن أصحاب الذوق الرفيع يتهاونون في حقوقهم، عبر رفع شكواهم إليه، والذي يقوم بالتشهير بالصانع، ووصفه بالغشاش وسط الحرفيين، ويعرض نموذجًا لسلعته المغشوشة على باب محل صاحبه بعد إغلاقه، ليكون عبرة لمن يعتبر، وليتحاشاه الزبائن".ويأسف الحاج سعيد في حديثه لتفريط المغاربة في تراثهم، مقارنًا بين الزبون الأجنبي والمغربي، لاسيما النساء، اللواتي كنّ ينتظرن في طوابير، بغية الحصول على حقيبة يدوية بتطريز مغربي، في حين أصبحت الأجنبيات هنّ من يبحثن عن مثل هذه المنتجات، التي تحمل قيمة بالنسبة لهن".
ويعتبر الشاوي نفسه، على الرغم من بلوغه سن التسعين، في قمة العطاء، وأنه لا يزال يتمتع بالعافية والدقة في النظر، فالرسم والتطريز لا يحتاج منه اللجوء إلى أدوات لوضع المقاييس، لأنه حين يفكر فيها، تطلع بعفوية من يده، كما يرى أنه مؤهل لتقديم دروس في مهنة التطريز للأطفال والشباب، متى توفرت الإرادة السياسية للقيمين على القطاع، وعلى رأسهم وزارة الصناعة التقليدية، ومصالحها الخارجية.وفي تام حديثه، طالب الشيخ التسعيني، الذي لا يملك أيّ تأمين صحي أو معاش تقاعدي، أن يكون هناك وارث لسر صنعته في فن وضع تصاميم التطريز التقليدي، والحفاظ عليه كموروث ثقافي مغربي محض.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

جزيرة دلما الإماراتية أصل اللؤلؤ للوجهات السياحية الساحرة
"الباهية" في أبوظبي ضمن أفضل 10 حدائق في العالم
وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام
"منتزه سلام" وجهة ساحرة وأنشطة ترفيهية في العاصمة السعودية
تعرف على أفضل المغامرات والوجهات السياحية للعائلات في 2021

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة