لندن ـ كاتيا حداد
هناك أماكن نكتشفها بالصدفة، ولا نتصور كيف أنها لا تحظى بالترويج الذي تحظى به أماكن أخرى تبدو عادية بالمقارنة , وليس هناك مثال أكثر من الينابيع الطبيعية التي تنتشر في كل أنحاء العالم، ولا يعرف عنها سوى قلة من الناس , فعندما تتكون فقاقيع على سطح المياه الساخنة على سطح الأرض، تتحول الينابيع التي تكونها إلى بعض أعظم عجائب الطبيعة.
وتجمعت هذه العيون المائية الغنية بالمعادن على مدار قرون، في صورة برك أو جرى حفر قنوات لها لتتحول إلى منتجعات صحية من صنع الإنسان , ويحمل كلا الخيارين فوائد علاجية
ودوائية، علاوة على كونها واحدة من الطرق القديمة التي تعين على الشعور بالاسترخاء , وفي الوقت الذي تعتبر بعض هذه العيون غير مناسبة للسباحة، فإنها تبقى ساحرة في مظهرها بما يكفي لأن تحصد صورها آلاف الإعجاب عبر موقع مثل "إنستغرام" , وفيما يلي 10 من أفضل الينابيع الحارة على مستوى العالم:
ترافرتين هوت سبرينغس إيسترن سيراس كاليفورنيا
تعتبر ترافرتين هوت سبرينغس صالحة تمامًا للسباحة ويمكن الوصول إليها بسهولة من هايواي 395 , وقد تكونت البرك بفعل مياه حارة للغاية تتسلل عبر صخور تكونت بفعل ترسبات جيرية وطحالب , وتتميز بدرجة حرارة معقولة تتراوح درجة حرارتها بين 39 و40 درجة سيليزية.
تيرما دي ساتورنيا في إيطاليا
تعتبر شلالات ديل مولينو المائية وسبا "تيرمي دي ساتورنيا" من المزارات الشهيرة والمجانية، التي تحظى بشعبية واسعة في جنوب توسكانا , فهنا تتدفق المياه إلى داخل صخور تكونت من ترسبات جيرية، كونت بدورها بركًا صغيرة على امتداد القرون , وثمة أقاويل بشأن أن مياه الينبوع، التي تبلغ درجة حرارتها قرابة 37 درجة سيليزية، تساعد في التخفيف من الكثير من العلل، بدءًا من حب الشباب وصولًا إلى التهاب اللوز.
خير غانغا هيماتشال براديش في الهند
ليس هناك أكثر من الهنود يفهمون في الصحة العلاجية وكل ما هو طبيعي , فزيارة هذا المكان له طقوس يمارسها السياح كما يمارسون الأهالي , وتستغرق المسافة للوصول إلى هذه الينابيع الحارة، بداية من قرية بارشيني في وادي بارفاتي المميز بطبيعته الساحرة، قرابة ثلاث أو أربع ساعات , ورغم بُعد المسافة، تعتبر تجربة مهمة يجب عدم تفويتها على النفس والعين، وهو مرج أخضر فريد من نوعه، تزيده صورة جبال الهيمالايا المحيطة به بهاء.
تشامبين بول وايوتابو في نيوزيلندا
يعتبر واحدًا من أكثر المزارات شعبية وبهجة على مستوى وايوتابو، وهو منطقة حرارة أرضية في نورث آيلاند التابعة لنيوزيلندا , ويعني لفظ "وايوتابو" باللغة المحلية "المياه المقدسة" , ويبلغ اتساع العين 213 قدمًا وتحوي كميات مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يصنع فقاعات , وتصل درجات الحرارة به إلى قرابة 74 درجة سيليزية , وربما تتعذر السباحة في مياه هذا الينبوع، لكن يبقى من الممكن الاستمتاع بتنوع وبهجة ألوانه.
متنزه هوان لونغ الوطني في الصين
يعد وادي هوان لونغ (الذي غالبًا ما يطلق عليه "أرض الأحلام على الأرض" من مواقع التراث الإنساني المعلنة من جانب منظمة اليونيسكو , ويشتهر الوادي بحيوانات الباندا الضخمة والجبال التي تكسوها الثلوج والأرض المغطاة بالترسبات الجيرية والينابيع الحارة .
وتمتد البرك المائية، التي تتلألأ على نحو يجعلها أقرب إلى الكريستال، على مسافة 2.2 ميل. وعلى رأس الوادي، يوجد معبد بوذي قديم , ومع أنه ليس بمقدورك السباحة في هذه المياه، فإن باستطاعتك الاستمتاع بمشاهدتها من أعلى، عبر صعود بعض الخطوات أو ركوب العربة المعلقة.
جزيرة ديسبشن في القارة القطبية الجنوبية
تبدو أقرب إلى لوحة مرسومة من الجليد والنار، كونها بركانًا نشطًا تحت الماء وحفرة في قلب ساوث شيتلاند آيلاندز المتجمدة , وتبقي الجزيرة على حرارتها تحت السطح، بحيث غالبًا ما سيتعين على الزوار الحفر في رمال الشاطئ السوداء للشعور بالحرارة الأرضية , وفي الوقت الذي لا يوجد في المنطقة ينابيع حارة "رسميًا"، تبقى هناك ينابيع حارة على امتداد شاطئ بيندولوم كوف والتي يمكن أن تصل درجة الحرارة بها إلى أكثر من 70 درجة سيليزية. وعندما تمتزج المياه بالمحيط البارد، تصبح داخل قناة حارة طبيعية، لكن عليك الانتباه إلى أن مرشد الرحلة هو من يعود إليه اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت المياه آمنة أم لا، وبالتالي يتعين عليك ألا تتحمس أو يغريك المكان بالنزول إلى المياه قبل التأكد من سلامتك
غراند باريزماتيك سبرينغ ييلوستون ناشونال بارك
يبلغ قطر غراند باريزماتيك سبرينغ 370 قدمًا، ويعتبر الينبوع الحار الأكبر على مستوى منطقة ييلوستون وثالث أكبر ينبوع على مستوى العالم بأسره , ويتميز قلب البركة باللون الأزرق وبدرجة حرارة مرتفعة، وتحيطه دوائر من الألوان تتنوع ما بين الأخضر والبرتقالي , وهو تأثير أحدثه وجود بكتيريا تعيش وتنشط داخل المياه الدافئة الغنية بالمعادن , وغير مسموح بالسباحة هنا لأسباب واضحة , ومع هذا، يبقى هذا الينبوع المنظر الطبيعي الذي يحظى بالقدر الأكبر من الصور على مستوى هذا المتنزه بأكمله.
بلو لاغون في آيسلندا
يبدو وكأنه ينتمي إلى عالم آخر، بخاصة صخور اللافا السوداء التي تحيطها مياه زرقاء براقة، والبخار المتصاعد على شكل سحب , إلا أن هذا الجمال البصري يبقى مجرد جزء من التجربة، ذلك أن النزول في هذه المياه البالغة درجة حرارتها 37 درجة سيليزية يشبه الذهاب إلى سبا، مع ضمان أن تسهم الأقنعة المصنوعة من الطين والأملاح المعدنية في جعل بشرتك أجمل وأكثر نضارة.