الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الأسد يتعد باستعادة السيطرة على سورية

دمشق - نور خوام

تعهَد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة السيطرة على كامل البلاد على الرغم من محاولات القوى العالمية للتوصل لاتفاق سلام لوقف إطلاق النار. وبعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الهدنة المخطط لها في سورية، أفاد الأسد بأنه سيواصل محاربة التطرَف، محذرًا من أن الأمر سيستغرق وقت طويل لهزيمة جماعات المعارضة بما في ذلك المتمردين المدعومين من الغرب بسبب تورط العديد من البلدان في الصراع، موضحًا أن هدف نظامه هو استعادة السيطرة على كل سورية والمساحات الواسعة التي سيطر عليها المتمردون أو تنظيم "داعش".
 
وبيَن الأسد في مقابلة له مع وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة، متحدثا من مكتبه في دمشق أنه يؤيد محادثات السلام إلا أن المفاوضات لا تعني التوقف عن مكافحة التطرَف، وأضاف، "بغض النظر عما إذا كنا نستطيع فعل ذلك أم لا، وهذا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه دون تردد، وليس من المنطقي أن نقول إننا سنتخلى عن أي جزء منها".
 
وأوضح أن هجوم القوات الحكومية المدعومة من القوات الروسية في محافظة حلب الشمالية يهدف أساسا إلى قطع طريق إمدادات المعارضة من تركيا، مشيرًا إلى أن شعر بالخطر من أن تركيا والسعودية الداعمتين الرئيسيتين للمعارضة ستتدخلان عسكريا في سورية. وتحدث الأسد عن تدفق اللاجئين من بلاده قائلا إنه كان يجب على أوروبا التوقف عن دعم المتطرفين حتى يعود السوريون إلى البلاد.
 
ورفض الأسد مزاعم الأمم المتحدة بارتكاب نظامه جرائم حرب واصفا الادعاءات بالمسيسة وأنها تفتقر إلى الدليل، واستطاعت القوات الحكومية السورية تطويق حلب ثاني المدن السورية بفضل الدعم الجوي من الحليف الروسي الرئيسي ودعم المقاتلين الموالين للحكومة. ونشرت مقابلة الأسد بعد ساعات من إعلان السيد جون كيري وقف الأعمال العدائية والمقرر بدؤه في غضون أسبوع بعد اجتماع بشأن الأزمة في ميونيخ. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية بأن النقاد أسرعوا إلى رفض الاتفاق باعتباره لا يستحق الورق الذي طبع عليه، كما أن الصفقة لا تنطبق على الضربات الجوية الروسية التي تدعم تقدم القوات السورية، ولم يشمل الاتفاق "داعش" أو جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والتي تساهم في الكثير من أعمال القتال في البلاد.
 
وأعلن كيري الصفقة بعد منتصف الليل، موضحًا اتفاق الزعماء على سرعة تمديد المساعدات الإنسانية في سورية أثناء وقف القتال المقرر بدئه خلال أسبوع، وانضم إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة للسلام في سورية ستيفان دي ميستورا.
 
ولفت كيري إلى أن الحرب لن تنتهي بالضرورة في المستقبل القريب، مضيفًا أن الاتفاق يعد هدنة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، موضحًا "يبدأ تسليم المساعدات هذا الأسبوع للمناطق التي تشتد حاجتها على وجه السرعة ويمتد بعدها إلى جميع المناطق المحتاجة في جميع أنحاء البلاد وخصوصًا المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها".
 
وأردف كيري إلى استئناف محادثات السلام بين المتمردين والحكومة السورية في جنيف في أقرب وقت ممكن، وخرجت الحكومة السورية عن مسارها حين بدأت بقصف المدن المتمردة الرئيسية حلب بدعم من الضربات الروسية والمقاتلين الإيرانيين ما أدى إلى نزوح أكثر من 50 ألف لاجئ، فيما أعلن لافروف عن استمرار الحملة الجوية الروسية في دعم جيش الأسد ضد الجماعات المتطرفة.
 
وأدى الصراع السوري المستمر منذ خمسة اعوام إلى قتل أكثر من ربع مليون شخص ما نتج عنه أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وسمح لتنظيم "داعش" بإقامة خلافته المزعومة على أجزاء من سورية والعراق، وأضاف كيري " هناك حاجة إلى إيجاد حل دائم ممثل في هدنة طويلة من وقف القتال، ويصبح هذا ممكنا إذا كانت الأطراف مستعدة للتفاوض على الطاولة، ونحن نبذل كل ما في وسعنا كقوى دبلوماسية لوضع حد لهذا الصراع".
 
واعترف كيري بوجود خلافات شديدة حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لكنه قال "يجب أن تكون على الطاولة للتعامل مع ذلك، والهدف من ذلك هو خلق دولة مدنية، ونحن على قناعة بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإبقاء سورية على قيد الحياة والوصول للسلام". وأفاد وزير الخارجية فيليب هاموند "حتى ينجح الاتفاق يجب وقف القصف الروسي ويجب وقف إطلاق النار، ولن يتم وقف اطلاق النار بشكل ممتد مع استمرار استهداف المعارضة، وألزم اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ الأعضاء بوقف الأعمال العدائية في غضون أسبوع لتقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات المحاصرة وتسهيل تقدم المفاوضات الرامية إلى التحول السياسي، وفى حالة الالتزام بالاتفاق بشكل كامل سيساعد ذلك في تخفيف المعاناة والقتال في سورية، ولكن الاتفاق لن ينجح إذا تغيرت سلوك الحكومة السورية ومؤيديها، وتزعم روسيا خصوصًا أنها تهاجم الجماعات المتطرفة في حين أنها تقصف الجماعات غير المتطرفة بما في ذلك المدنيين".
 
وبيّن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "الوضع الإنساني يزداد سوءًا وأن هناك حاجة إلى جود جماعية لوقت القتال"، واقترحت روسيا وقف إطلاق النار بتاريخ الأول من مارس/ أذار إلا أن الولايات المتحدة وغيرها من الجهات اعتبرت ذلك حيلة لإعطاء موسكو والجيش السوري ثلاثة أسابيع أخرى في محاولة لسحق المتمردين العرب المدعومين من الغرب، وردت الولايات المتحدة بمطالب لوقف القتال بشكل فوري وبدأ كلا البلدين في تقديم تنازلات على هذا الصعيد. وعلى الرغم من الاتفاق على هدنة محتملة وإنشاء قوة عمل إلا أن الولايات المتحدة وروسيا لا تزال بعيدة عن الجماعة التي ينبغي عليها الانضمام لها.
 
وتشمل فرقة العمل الجديدة مسؤولين عسكريين يتولون مهمة كان يفترض تسويتها منذ شهر، وتعد جماعة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" حاليًا هي الجماعات غير المؤهلة للهدنة باعتبارها تنظيمات متطرفة بواسطة الأمم المتحدة. وفي الوقت الذي التقى فيه كيري مع مجموعة سورية في ميونيخ كان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في بروكسل يحشد لدعم القتال ضد "داعش" في نفس المنطقة، وأفاد كارتر بأن وزراء دفاع أكثر من 20 دولة أيدوا خطة الولايات المتحدة لهزيمة "داعش" تأييدًا واسعًا.
 
وأوضح كارتر للصحافيين بعد الاجتماع أن جميع المشاركين تقريبا إما وعدوا بالتزامات عسكرية جديدة أو ذكروا أن حكوماتهم ستعيد النظر في مساهمات جديدة، متوقعًا مكاسب ملموسة في العراق وسورية بحلول مارس/ أذار، مضيفا "سننظر إلى الخلف بعد الانتصار ونتذكر من شاركوا في المعركة"، مناشدا شركائه في الائتلاف لتوسيع وتعميق المساهمات العسكرية. وأشار الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج إلى أن الحلف اتفق الخميس على نشر قوات الناتو الجوية لتحرير الطائرات الأميركية من الحملات الجوية في سورية والعراق.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

خالد المحجوب يشترط خروج المرتزقة من ليبيا لوقف إطلاق…
الكاظمي يتعهَّد بمتابعة ملف المغيبين قسرًا في العراق
تقارير تؤكّد اقتراب نواف سلام من رئاسة الحكومة اللبنانية…
المملكة السعودية تجدّد ترحيبها بقرار إعلان وقف النار في…
رئيس التيار الوطني الحر يتقدّم بدعوى ضدّ ديما صادق…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة