الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الرئيس السوري بشار الأسد

لندن - سليم كرم

أصبح الرئيس السوري بشار الأسد معروفًا بأنَّه أكبر ناجٍ في الشرق الأوسط منذ تسلمه السلطة عام 2000. ولكن هل استنفد رئيس سورية "المنبوذ"، حظه بمهاجمة محافظة إدلب بالأسلحة الكيماوية هذا الأسبوع؟".

بهذا التساؤل استهل الكاتب والصحافي البريطاني، سايمون تيسدال، مقاله المنشور أمس الخميس، في صحيفة "الغارديان" البريطانية، والذي يسلط فيه الضوء على توابع هجوم "خان شيخون" الكيماوي في إدلب على مستقبل الرئيس الأسد.

يقول تيسدال: إن الأسد نفى مسؤوليته عن فظائع إدلب، مثلما نفى مسؤوليته عن الهجوم الكيماوي الشهير على المدنيين بالقرب من دمشق عام 2013. بالرغم من أن محققي الأمم المتحدة ألقوا مسؤولية هذا الحادث عليه ، وكذلك غيره من هجمات الأسلحة الكيماوية التي أُبلِغَ عنها عامي 2014 و2015، وفقاً لصحيفة الغارديان.

وفيما تجاوز هجوم عام 2013، الذي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، الخط الأحمر الذي حدده باراك أوباما حين حذر بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية، وكاد يؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في سورية، بيد أنَ أوباما (الرئيس الأميركي آنذاك)، والكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ترددا في اتخاذ قرار التدخل العسكري بعد أن صوّت البرلمان البريطاني بشكلٍ غير متوقع ضد التدخل العسكري في سورية.

ثم قام الروس بإنقاذ حليفهم الأسد على نحوٍ فعال، وسمحوا له بتحقيق غايته المرجوة بالاستمرار في الحكم، من خلال التوسط في صفقةٍ لإزالة مخزون الأسد من الأسلحة الكيماوية. وتبدو الصفقة الأميركية الروسية وكأنها زيفٌ الآن؛ إذ قضت باستخدام القوة العسكرية في حال عدم امتثال الأسد. ولحسن حظه، لم يتم العمل بشروط هذه الصفقة قط، على الرغم من الأدلة الدامغة التي كشفت عنها الأمم المتحدة.

وللأسد تاريخٌ متعنِّت في نفي الأمور التي لا يمكن إنكارُها، يرجع إلى عام 2005 عندما اغتُيل رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، في بيروت؛ وكان الحريري زعيم المعارضة المعادية لسورية، وكشفت تحقيقات مطولة أجرتها الأمم المتحدة عن أدلةٍ مقنعة على تواطؤ دمشق في جريمة الاغتيال.

ورغم أنَّه نفى قيامه بتهديد الحريري بأي شكلٍ من الأشكال، اضطر الأسد إلى سحب قواته من لبنان. وكان استسلامه مهانةً سياسية وهزيمةً استراتيجية. وتوقع الكثيرون سقوط الأسد، ولكنَّه بطريقةٍ ما استمر في الحكم.

واندلعت أزمة كبيرة أخرى عام 2011، عندما امتدت ثورات الربيع العربي إلى سورية. وعندما تولى السلطة في البداية، بشارُ الأسد الشاب الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، نُظِر إليه على أنَّه مُصلِحٌ محتمل، إلا أنَ آمال التحرر لم تتحقق. فردُّه الوحشي على الاحتجاجات السلمية التي جرت بالبلاد عام 2011 أوضح أنَّ الوضع لم يتغير في سورية، وتبع ذلك اندلاع حربٍ شاملة.

ومع ذلك، وبينما فشل الأسد حتى الآن في هزيمة المعارضة، لم يعانِ مصيرَ الرئيس المصري حسني مبارك، أو الليبي معمر القذافي، أو علي عبد الله صالح وزين العابدين بن علي الذين أُطيح بهم خلال ثورات الربيع العربي. وفي عام 2015، عندما بدا الأسد على وشك خسارة الحرب، تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منضمًا إلى إيران في محاولةٍ ناجحة لإنقاذ الأسد، ووقف الأسد على قدميه مرةً أخرى.

وحالف الحظ الأسد أيضًا عندما سيطر تنظيم "داعش" على أجزاءٍ كبيرة من سورية والعراق؛ إذ كانت معركة التنظيم الرئيسية موجَّهة ضد القوات والحكومات الموالية للغرب، وليست ضد الأسد. وعزز ظهور "داعش" ادعاء الأسد أنَّه يواجه تمردًا إرهابيًا؛ ما شتت القوى الغربية.

ودَعَّم انتخاب دونالد ترامب هذا التطور في المشهد السوري؛ إذ تمثَّل اهتمام ترامب الوحيد في القضاء على "داعش". ورفض ترامب صراحًة إصرار الولايات المتحدة وأوروبا سابقاً على ضرورة تنحي الأسد، مشيدًا به كحليفٍ في مكافحة الإرهاب.

ولكن، يبدو أن فظائع إدلب قد أثارت اشمئزاز ترامب؛ إذ وصفها بأنَّها "إهانةٌ للبشرية"، وقال إنه يعيد النظر في موقفه من الأسد حاليًا. ومن ثم، يمكن لفظائع إدلب أن تصبح مسماراً في نعش الأسد؛ ويبدو أن الرئيس السوري قد تجاوز الحدود بشكلٍ متهور للغاية؛ فحتى إن أصدقاءه الروس يبدو أنَّهم يشعرون بالحرج.

ويتساءل الكاتب البريطاني قائلاً: "هل أسرف الأسد في تجاوز حدوده هذه المرة؟ الحديث عن تدخلٍ عسكري أميركي يبقى مجرد حديث"، مشيرًا إلى أن ترامب في وسعه أن يقرر التدخل بالفعل، لكنَّه سيواجه نفس معضلات سيناريوهات ما بعد التدخل في العراق وأفغانستان التي واجهها أوباما. وجميع الخيارات العسكرية تنطوي على إشكاليات؛ فالتدخل العسكري المباشر في سورية من شأنه أن يتناقض مع شعار "أميركا أولاً" الذي رفعه ترامب، والذي يقتضي عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما يضعه في مسار تصادمي مع روسيا، ويُربِك قاعدته السياسية.

ويخلص المقال بالقول إنه في حالة أدرك الأسد دروس التاريخ، فسوف يتراجع ويتجنب أي عواقب قد تطيح به. والمخاوف في دمشق بشأن عدم القدرة على التنبؤ بأفعال ترامب، يمكن أن تكبح أيضاً جماح الرئيس السوري. ولكن على الرغم من كل هذا الاستياء في واشنطن ونيويورك، ليست هناك أي علامةٍ حتى الآن على وجود جهد دولي متضافر وموضوعي لإخضاع الأسد للمساءلة.

ومن المحتمل أن يعيش الأسد المحظوظ، أكبر مجرم حرب في العالم، ليقوم بمواصلة قصفه للسوريين.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

خالد المحجوب يشترط خروج المرتزقة من ليبيا لوقف إطلاق…
الكاظمي يتعهَّد بمتابعة ملف المغيبين قسرًا في العراق
تقارير تؤكّد اقتراب نواف سلام من رئاسة الحكومة اللبنانية…
المملكة السعودية تجدّد ترحيبها بقرار إعلان وقف النار في…
رئيس التيار الوطني الحر يتقدّم بدعوى ضدّ ديما صادق…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة