عمان-إيمان يوسف
أكدت الإعلامية الأردنية رند الغرايبة بأن العمل الإذاعي يصنف بأنه السهل الممتنع، موضحة بأنه يبدو سهلا لكنه يحمل صعوبة مخفية من حيث التحكم بطريقة الكلام، وإيصال المعلومة والحيادية مهما كان الموضوع، فالدراسات تشير إلى أن لغة الجسم تمثل النسبة الكبرى في إيصال المعلومات والأحاسيس، لكنها غير موجودة في العمل الإذاعي لذلك على المذيع استبدالها بطريقه اللفظ ونبرة الصوت والسرعة والكثير من العوامل الأخرى والتي يتم التدرب عليها واكتسابها مع الوقت.
ورند الغرايبة المذيعة والمعدة في الإذاعة الأردنية منذ عام 2000, حاصلة على ماجستير علم الاجتماع من الجامعة الأردنية وكان موضوع رسالتها صورة الفتاة العربية في الدراما التلفزيونية حيث قامت بتحليل مضمون عدد من المسلسلات التلفزيونية التي تم عرضها.وكان لهذه الدراسة أثر كبير في توجيه عملها الإذاعي فيما بعد.. فقد جعلتها تهتم بالمحتوى البرامجي بشكل كبير، وأيضا تحديد الهدف في أي عمل تقدمه حتى يكون ذا رساله هادفة وهذا كما نعلم من أهم وظائف الإعلام .
وتقول الغرايبة في حوار مع "المغرب اليوم" بدأت العمل الإذاعي ولدي الكثير من الأسس لأن والدي الإعلامي علي الغرايبة -رحمه الله- من أوائل العاملين بالإذاعة الأردنية، كما تم انتدابه للعمل في الإذاعة السعودية حيث علمني الية العمل وكيفية النجاح بالعمل الإذاعي. وتقدم غرايبة الآن برنامج "هنا عمان" الإذاعي والذي يبث على الإذاعة الأردنية البرنامج العام والإذاعات المحلية من الشمال إلى الجنوب، حيث يجوب المملكه بفعالياتها المختلفة من مهرجانات، وهو عمل تعاوني وقصص نجاح ومؤتمرات فهوة مرآه للمجتمع المحلي، وتحضر حاليا لبرنامج جديد تحت عنوان "بيت العيلة"، وهو برنامج اجتماعي أسري يركز على جميع أفراد العائلة في جميع مراحلهم العمرية. لما للأسرة من دور في بناء وتقويم المجتمع.
وتؤكد الغرايبة وجود منافسة حقيقية إيجابية مع ظهور الإذاعات المتعددة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تحفز على التجدد الدائم والمتابعة المستمرة لأحدث المستجدات، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم طرق التواصل مع المستمعين ومعرفة آراءهم وردود أفعالهم على ما تم بثه أو ما يتم التحضير له، فالبرنامج الإذاعي له وقت محدد للتواصل على عكس وسائل التواصل الاجتماعي التي تكون متوفرة في أي مكان وزمان.
وتوضح الغرايبة أن مواكبة التطور الحالي انعكس على نوعية البرامج المقدمة وأيضا طرق تقديم البرامج، والتي برأيها أصبحت أكثر مرونة وأكثر تفاعلا مع الناس مع التركيز على البرامج المباشرة والمنوعة وبرامج المسابقات وبرامج الاتصالات، والتي من خلالها يستطيع المستمع إيصال أفكاره مباشرة والتفاعل مع الموضوع المطروح للنقاش، مشيرة إلى أن لكل وقت في اليوم فئة عمرية معينه من المستمعين لذلك يكون التنوع بالبرامج معتمدا على هذا التقسيم والذي قد تم التوصل له من خلال الكثير من الدراسات.
وتشدد الغرايبة أن الإذاعه لديها دورها الإعلامي والذي لن يندثر مع ظهور مواقع التواصل بل قد تتطور بطرق مختلفة. وتفضل الغرايبة البرامح الحية "المباشرة" التي تطرح قضايا مجتمعية يتم التحاور بخصوصها مع مختصين ومع المستمعين، لأنها قد تتطرق لجوانب كنا قد أغفلناها سهوا وهي برامج هادفة في الوقت نفسه.
وتفتخر الغرايبة بعملها في الإذاعة الأردنية "الأم" على حد قولها لأنها تعتبر المصدر الأكثر مصداقية لدى المستمع، لذلك هي دائمة التحري والتأكد من كل ما يبث عبر أثيرها فالمصداقية هي أهم أسس النجاح، بينما نرى بعض الإذاعات أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي تهتم بسرعة نشر الخبر دون التأكد من المصداقية، وهذا قد أدى إلى الكثير من التخبط واللغط في بعض الأحيان.