الرئيسية » أخبار النساء
نيادول نيون

نيروبي ـ منى المصري

دُشّنت رحلة طويلة وعاطفية من مخيم اللاجئين الأفريقيين، الحار والمليء بالتراب إلى مكتب محاماة ملبورن من الدرجة الأولى لنيادول نيون، وكطفلة في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، رأت أن الناس يموتون بسبب الملاريا أو التيفوئيد أو السل أو من الإصابات التي تحدث جراء قتال في الشوارع - بعد أن توفيت شقيقتها الصغرى كطفلة عمرها 3 أسابيع هربًا من حرب أهلية، ونشأت المرأة القادمة من جنوب السودان في بلدة صخرية من الطين، حيث تم تقنين الطعام، وتم تقاسم صنبور واحد بين 2000 شخص، ولقد أعطتها تجربتها نظرة ثاقبة على عنف العصابات في ملبورن التي تنطوي على شباب أفارقة. 

وأنكرت المحامية الدعوات التي وجهها وزير الهجرة بيتر دوتون إلى أعضاء العصابات الإفريقيين الذين سيتم ترحيلهم من البلاد، بأنها مشكلة الشباب الذين يشعرون بالاغتراب، وقالت يوم الخميس إنّ "ذلك يظهر للأشخاص الذين ليسوا مجرمين أن الاستراليين هو على استعداد للمناقشة، ولعله يعني ذلك بالنسبة لي، كأسترالية من جنوب السودان، ومواطنتي، وإحساسي بالهوية والتعلق بأستراليا ليست قيمة مثل الشخص الأنجلو".

وتقع ملبورن على بعد أكثر من 12 ألف كيلومتر من مخيم كاكوما للاجئين في شمال غربي كينيا حيث ينتظر الكثير من السكان الذين يعانون من سوء التغذية من الرابعة صباحا للحصول على إمدادات قليلة من الماء المكلور بدلا من الشرب من بئر قذرة. كان الناس هناك محظوظين لتناول وجبتين يوميا، وولدت نيون (30 عاما)، وهي خريجة كلية الحقوق في ملبورن، مع مؤسسة الخدمات القانونية أرنولد بلوخ ليبلر، في مخيم إيتانغ للاجئين في إثيوبيا، حيث ذهبت أسرتها، للهروب من الحرب الأهلية التي طال أمدها، إلى ما هو الآن معروف بجنوب السودان، عندما كانت طفلة صغيرة، في عام 1991، أرُغمت عائلتها على الفرار خوفا من اندلاع نزاع جديد في إثيوبيا، وعبروا لكينيا عبر السودان.

وتوفيت شقيقة السيدة نيون الصغرى، التي كانت بالكاد تبلغ من العمر شهر تقريبا خلال مسيرتهم سيرا على الأقدام لمدة 40 يوما من خلال مستنقع. تقول: "كانت تمطر بشكل كبير، وكان موحلة جدا،" وهي تتذكر كيف حملت والدتها شقيقتها الصغرى على رأسها في طبق من البلاستيك: "غطت الجزء العلوي من رأس أختي الصغيرة ببعض الملابس وثم توقفت أختي الصغيرة عن التنفس، رأت أنها كانت ميتة ثم بدأت بعض النساء الأكبر سنا في صب الماء البارد على رأس أختي الصغيرة ثم بدأت في النهاية بالتنفس. الشيء الرهيب في كل هذا، سألت أمي ما كان يمكن أن يحدث إذا ماتت فعلا وقالت:" كنا سنتركها هنا فقط"، وعلى مدى السنوات ال 14 التالية، كان منزل السيدة نيون أحد مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في كاكوما في شمال كينيا، وكانت والدتها غائبة في تلك السنوات الخمس الأولى، حيث عادت إلى إثيوبيا للعثور على أفراد الأسرة الآخرين الذين وقعوا تحت وطأة الصراع. ولكن عام 1996 كان أيضا السنة التي فقدت فيها والدها، الذي كان جنديا، في نزاع جنوب السودان. تقول "لقد مات الناس بسهولة تامة في المخيم". في حين أن ثقافتها تعطي للناس مساحة للحداد، إلا أن صدمة الموت لم تولد القدرة على الصمود، وكثيرا ما طلب من السيدة نيون في ملبورن، باعتبارها ثاني أكبر ثمانية أطفال، التعليق في وسائل الإعلام حول موجة عنف عصابات الشباب في ملبورن، التي تضم أشخاصا من أفريقيا، وجعلت دعوة المحامية السياسيين إلى تأطير العنف والوحشية  ك"قضية شباب أسترالي" بدلا من مشكلة عصابة أفريقية نقطة جذب للانتقادات. قالت "إذا ما استطعت البقاء على قيد الحياة في مخيم للاجئين، فهذا ليس أسوأ شيء."

وفي حين أن السيدة نيون لا تبرر موجة الجرائم العنيفة في ملبورن التي تضم الشباب الأفريقي، فقد أدانت الدعوات التي وجهها وزير الهجرة بيتر دوتون والنائب الليبرالي الاتحادي جيسون وود لترحيل الشباب الأفريقي المدانين بارتكاب جرائم عنف. قالت: "عندما يقوم الشباب الأسترالي الأبيض بارتكاب جريمة وهم يفعلون ذلك عدة مرات، فهل نحن نرحلهم إلى البلاد حيث جاء والديهم منها؟ لا أحد يقترح ذلك"، واستفادت من تجاربها الخاصة في الهروب من الصراع والبقاء على قيد الحياة من الفقر المدقع في إثيوبيا وجنوب السودان وكينيا لشرح كيف يمكن الشروع في مهنة ناجحة في أستراليا بالعمل الجاد والإلهام الصحيح. وقالت: "لقد شجعتني أمي حقا على متابعة التعليم، كانت عادة ما تقول لنا حول المخيم، "السبب الرئيسي الذي أريد أن أأخذكم من أجله إلى أستراليا هو أنه يمكنك الحصول على التعليم الجيد وتحسين حياتكم والحصول على حياة أفضل."

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

شرطي أميركي يُساعد شاب على تقديم عر زواج مذهل…
سعودية تكسر التقاليد وتطلق مشروعًا خاصًا بها في مجال…
ميغان ماركل تُعرب عن سعادتها بتعيين كمالا هاريس نائبًا…
عبدالله اليحيائي يؤكد أن المرأة حققت مكاسب نوعية وتبوأت…
ميغان ماركل والأمير هاري يسيران على درب الأميرة ديانا…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة