الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
تمكّنت تهنئة العاهل المغربي الملك محمد السادس لرشيد الطالبي العلمي، بمناسبة انتخابه رئيسًا لمجلس النواب، من إنهاء الجدل بشأن نتيجة التصويت، فيما أرفق الملك تهنئته بأماني التوفيق للعلمي في مسؤوليته السامية الجديدة.وحصل رشيد الطالبي العلمي على 225 صوت، مقابل 147 لصالح منافسه على رئاسة مجلس النواب، بفارق كبير جعله يظفر برئاسة البرلمان، وبفارق كبير عن مرشح المعارضة.واستطاع العلمي أن يحقق معادلة صعبة داخل الحكومة الجديدة، حيث اجتمعوا للمرة الأولى على قرار واحد، واتفق زعماؤها جميعًا على ترشيح قيادي حزب "التجمع الوطني للأحرار" للمنصب.يذكر أنَّ رشيد الطالبي العلمي ولد عام 1958 في تطوان، وتابع دراساته العليا في جامعة "محمد الخامس أكدال" في الرباط، وحصل على دكتوراة في الاقتصاد والمال، من جامعة نيويورك الأميركيّة. ويعتبر العلمي خبيرًا دوليًا في اللامركزية، والنظام المالي المحلي، لدى الوكالات والبنوك المانحة، كما أسّس وأدار شركات استثمارية عدّة في الدار البيضاء وتطوان.وفي عام 1992، انتخب عضوًا ثم نائبًا لرئيس الجماعة الحضرية سيدي المنضري في تطوان، وترأس لجنة المال والميزانية في الجماعة، كما كان العلمي عضوًا في غرفة التجارة والصناعة والخدمات في ولاية تطوان، وعضو المجلس الإقليمي في تطوان منذ 1997. وساهم، في إطار مشاريع التعاون الدولي المتعدد الأطراف، في إنجاز دراسات، وتقديم خدمات للجماعات المحلية، بغية تقوية قدراتها في مجال تدبير الشأن المحلي على المستوى الوطني، والأفريقي، كما تقلد مسؤولية إعادة تشييد البنيات التحتية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمل خبيرًا لدى مكاتب دراسات دولية. ويؤكّد القريبون منه أنَّ "الرجل صارم إلى حد تغادر الابتسامة وجهه لأيام، وكثير الظهور في مكتبه، المتواجد في أرقى حي في مدينة الرباط، وعلاقاته أخطبوطية لا حدود لها، ويعرف كيف يصوب مسدسه لضرب خصومه، برصاصة كاتمة الصوت"، حسب تعبيرهم.وكان قربه من رئيسه في حزب "الأحرار" الورقة الرابحة، التي أشهرها ليحقق مراده السياسي، مثلما جرَّ عليه وابلاً من الانتقادات.ويعدُّ شعره الأبيض أشبه بالرداء الذي يختزل أعوامًا طويلة من الممارسة السياسية، واللعب الموغل في خباياها.