الرئيسية » تحقيقات

دمشق - جورج الشامي

عقب كل مجزرة ترتكبها قوات الحكم السوري تغيب تفاصيل وقصص ضحاياها لحساب الخبر الذي ينقلها بالعموم، تطفو حكاية المجزرة على الفضائيات لفترة من الزمن،  ثم تغوص مبتعدة عن ذاكرة الناس، ليبقى كل ذي جرح يتألم بصمت وتجاهل الآخرين له.بلدة "جديدة الفضل" كانت جغرافية لإحدى فصول مأساة السوريين، ارتكبت قوات الحكم مجزرة بحق الأهالي هناك وردمت على أصحابها التراب مخفية كثيرا من تفاصيلها، إلا أن الألم أقوى من أن يتم دفنه، وأصحاب الجرح لا يمكن لقوة على الأرض أن تمنعهم من الصراخ والبوح. أم عدنان.. ككل أمهات سوريا، كانت تعيش وعائلتها حياة طبيعية في مدينة جديدة الفضل بريف دمشق، وفي الحادي والعشرين من شهر نيسان /ابريل الفائت لم يكن عاديا على العائلة، ذلك اليوم يؤرخ في ذاكرة أم عدنان لمشهد دموي أفقدها عقلها، وجعلها شريدة الذهن بعدما عاينت مقتل أولادها وزوجها، واغتصاب ابنتها القاصر أمام عينيها. تقول ابنة أم عدنان: "كان لديّ أربعة إخوة، أحدهم يقاتل في الريف الغربي من القنيطرة، وثلاثة لم تسمح لهم والدتي بمغادرة المنزل، وفي ذلك اليوم المشؤوم –يوم المجزرة- دخلت مجموعة من "الميليشيات العراقية" إلى منزلنا وقلبوا البيت رأساً على عقب بحثاً عن سلاحٍ غير موجود أصلاً، لكنهم عاثوا في المنزل خراباً، غير أنهم وجدوا ضالتهم في إخوتي الذين حاولوا الاختباء على سطح المنزل". إخوتي الثلاثة البالغون من العمر 8 و12 و18 عاماً، اقتادتهم تلك العصابات إلى ساحة المنزل، وكبلوا أمي وأبي، ثم سحبوني بوحشية ورموني  بين أفراد أسرتي، حيث بدأوا بالتناوب على اغتصابي واحدا بعد آخر أمام أعين أفراد عائلتي!.. وبعد أنّ أشبعوا غريزتهم الحيوانية، وكانت الدماء تنزف مني، جلبوا والدي وذبحوه أمامنا، ومن ثمّ بدأوا بإخوتي الكبير فالأصغر والأصغر، وكانوا في حالة هيستيريا يشوبها ضرب من الجنون والضحك، إنهم لا يعرفون شيئا عن الإنسانية، المشهد الأصعب في تلك المأساة إجبار هؤلاء الوحوش لوالدتي على السباحة في دم أخوتي. وبعد أنّ انتهوا من إجرامهم تركوني وأمي في حالة لا توصف، وبعد وقت قصير استجمعت قواي وحاولت ارتداء أي شيء يسترني قبل أن أذهب لأطلب المساعدة، حاولت أن أحمل والدتي وأبعدها عن الدماء، غير أنها رفضت وتابعت العبث بدماء أخوتي، حاولت مراراً سحبها، لكنني لم أستطع؛ لأكتشف أن والدتي قد فقدت عقلها.وتختم ابنة أم عدنان: وبعد عدّة أيام من انقضاء المجزرة أتى خالي إلينا واصطحبنا إلى مزرعته التي أعيش فيها الآن مع والدتي منذ عدّة أشهر.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة