رام الله - وليد ابوسرحان
كَشَفَت العاصفة الثلجية التي ضربت فلسطين أخيرًا حجم المأساة التي يعيشها أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وذلك جراء رفض سلطات الاحتلال منحهم أغطية شتوية، حيث وصل الأمر بالأطفال منهم إلى البكاء من شدة البرد، وفق ما أكَّدت مصادر حقوقية. وأوضح وزير الأسرى عيسى قراقع، اليوم الثلاثاء، ان إدارة سجون الاحتلال تحاول استغلال الأسرى اقتصاديًا بإجبارهم على شراء الأغطية الشتوية على حسابهم من "الكنتين" -متجر تابع للسجن- وبأسعار مرتفعة، رافضة السماح بإدخالها عن طريق الأهالي والمؤسسات. واعتبر قراقع أن ذلك استغلال اقتصادي، وتهرب إدارة السجون من المسؤولية عن حياة وصحة الأسرى والتزاماتها القانونية في توفير متطلباتهم الإنسانية والمعيشية.وأوضح قراقع أن وزارة الأسرى وبالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الخيرية والوطنية وفرت 2000 حرام شتوي للأسرى، ولكن إدارة السجون لم تُعطِ تصريحًا بإدخالها للسجون. وأفاد محامي وزارة الأسرى حسين الأعرج أن الأسرى الموقوفين في معسكر عصيون قضاء بيت لحم يعانون ويلات البرد الشديد وبشكل مأساوي جدًا.وأعلن أن الأسرى في هذا المعسكر قد تجمدوا من البرد، واشتكوا من نقص الأغطية والفرشات وتدفق المياه إلى غرف المعتقلين، ولا تتوافر أية وسائل تدفئة. ويتعرَّض الأسرى في معسكر عصيون للإذلال الشديد وإجبارهم على الوقوف خلال موجة الثلج واضعين أياديهم خلف ظهورهم والقنبزة على الأرض، ووضع الرأس على الأرض بوضعية إذلالية صعبة ويتكرر ذلك طوال اليوم .وأهاب أسرى عصيون بالعمل لنقلهم من هذا المعسكر الذي وصفوه بالثلاجة. وأفاد أسرى سجن شطة لمحامي الوزارة اشرف الخطيب أنهم قدموا طلبًا لإدارة السجن بشراء 20 حرامًا شتويًا، ولكن الإدارة رفضت ذلك، وطلبت من الأسرى شراء الحرامات من كنتين السجن، وسعر الحرام 80 شيكل -25 دولار اميركي - ومن نوعية غير جيدة. وأعلن الأسرى أن إدارة السجن تحاول استغلالهم اقتصاديًّا وجني الأرباح، وترفض إدخال أغطية من الخارج عن طريق الصليب الأحمر، وأنهم بصدد رفع شكوى ضد إدارة السجن. واشتكت الأسيرة لينا جربوني لمحامية وزارة الأسرى هبة مصالحة من معاناة 15 أسيرة من البرد الشديد، حيث لا يوجد في الغرف تدفئة كافية ولا أغطية كافية، وتُضطَر الأسيرات إلى تسخين المياه ووضعها في قناني فارغة واستخدام ذلك للتدفئة.وأكَّد ممثل أسرى عوفر أكرم حامد أن مدير السجن رفض بشكل نهائي إدخال الأغطية عن طريق الأهالي أو الصليب الأحمر، وطلب منهم شراءها على حسابهم الخاص من كنتين السجن، الذي تشرف عليها شركة إسرائيلية. وأفاد أن الأسرى في عوفر عانوا البرد الشديد بسبب نقص الأغطية، وقدوم أسرى جُدد إلى السجن باستمرار.