الرئيسية » تحقيقات

الدارالبيضاء - جميلة عمر

موت بطيء وقاسٍ، ونهاية مؤلمة ومأساوية نتيجة مضاعفات أمراض لها علاقة عند الكثير من الشبان بتناول الأقراص الطبية المهلوسة "القرقوبي"، أشخاص تلفظهم أسرهم والمجتمع، ويلتحقون بجيوش المتشردين، فتتأزم أوضاعهم حتى يصيبهم الضعف والوهن، ويفقدون قواهم الجسمانية قبل العقلية، ليتحولوا إما إلى حمقى أو إلى قتلة ينفذون جرائمهم في غالب الأحيان في حق الأصول. ويصاب المرء بالدهشة وهو يتجول بين أرجاء شوارع المدن المغربية، أو يزور مستشفيات الأمراض العقيلة والنفسية، حيث تقع نظراته على شبان تائهين في عالم خاص بهم، فاقدين وعيهم، حفاة عراة ومتشردين وسط مجتمع لفظهم من بين أحشائه بعد أن لفظتهم أسرهم وتنكر لهم في غالب الأحيان أقرب الأقرباء إليهم. شبان تعاطوا لأنواع المخدرات المهلوسة (القرقوبي) فذهبت بعقولهم وبمستقبلهم، ورهنت راحة أسرهم التي أحست بالذل والمهانة بعد أن صنفوا في خانة المختلين عقليًا. كيف وصل هؤلاء إلى هذه الحالة المأساوية، وما سبب في تعرضهم إلى هذه الوضعية المؤلمة؟ هؤلاء الشباب سلموا أنفسهم لمخدر القرقوبي الذي سلب حريتهم وجعلهم عبيدا له ، ذهب بعقلهم، وشل حركتهم. إنه وصفة طبيّة عادة تعطى للمصابين بالأمراض النفسية ، وهي عبارة عن أقراص مهلوسة يطلق عليها بــ"القرقوبي"، "بولة حمراء"  ومصطلحات أخرى هي حبوب طبية مهلوسة غزت المدن المغربية بشكل كبير، والتي يبقى مصدرها دولة الجوار الجزائر عن طريق التهريب. انتشر استعمالها على نطاق واسع في الأول بوجدة لتنطلق إلى مناطق الجهة الشرقية من المغرب  قبل توجيهها إلى الأسواق الداخلية، عبر شبكات منظمة ،وأفراد يتاجرون لحسابهم الخاص. الإقبال عليها في تزايد مستمر من فئات عمرية مختلفة،خاصة فئة الشباب التي تحتل حصة الأسد من نسبة المدمنين على الأقراص المهلوسة. ويظل الوسط الحضري الأكثر تضررًا منها، وهو الوسط الذي تنتعش فيه هذه التجارة. هذه الأقراص المخدرة يتم الحصول عليها من الصيدليات في الجزائر بطرق ملتوية خاصة من مدينة مغنية الجزائرية، وبكميات كبيرة جدا، مع العلم أن الحصول عليها يستدعي وصفة طبية، وفي حالة توفرها لا تسلم للمريض إلا علبة واحدة فقط، كما أن متزعمي الشبكات التي تعمل في هذا الميدان ينحدرون من أصل جزائري ويدخلون إلى الأراضي المغربية بطريقة غير قانونية، وهم محملون بالكميات المطلوبة من طرف المروجين المحليين المغاربة الذين يعمدون إلى تصديرها إلى مناطق مختلفة من التراب المغربي. وكما هو معلوم المجتمع المغربي لم يكن يعرف مخدر "القرقوبي "من قبل، حيث كان الحديث يقتصر فقط  على تعاطي الحشيش والمخدرات والكحول والإدمان على بعض المواد الكيميائية مثل "السليسيون"، وفي نهاية التسعينات تم تسريب هاته الحبوب من جهة الشرق، وذلك لأهداف  اقتصادية و سياسية وكذلك  من أجل الهيمنة وإضعاف الشباب المغربي. نعم لقد تسربت حبوب الهلوسة إلى الأسواق المغربية عبر الحدود التي تربطنا بالجزائر، وأصبح العديد من الشباب يقبل عليها لوفرتها في السوق ولثمنها الزهيد ومفعولها القوي والخطير على الجسم، لأنه ليس كباقي المخدرات، فهو يخرب الجسم والعقل، ويقود إلى ارتكاب جرائم خطيرة داخل المجتمع. فعندما يثار موضوع تعاطي حبوب الهلوسة المعروفة باسم "القرقوبي" تظهر على ساحة المجتمع الكثير من المشاكل المرتبطة بالانحراف والإجرام والفوضى وغيرها من الظواهر التي تهدد أمن واستقرار المجتمع. فكل من يعترض طريق المدمن على تعاطي "لقرقوبي" في الوقت الذي يكون فيه قد تناول هذا المخدر القوي لن يسلم من التعرض للأذى على يده. وللأسف الضحايا الأُوَل لهؤلاء المدمنين هم الأمهات اللواتي يتعرضن للقتل أو الاعتداء، فهو يتناول هاته الأقراص داخل البيت، أو يعود إليه في الحالة التي يصبح عليها بعد تناولها، حيث قد يقدم على الانتقام من والدته إذا كانت قد رفضت في وقت سابق إعطاءه المال الذي يحتاجه لاقتناء الحبوب المهلوسة، أو لأنها توبخه دائمًا على انحرافه وإدمانه. وعندما يتناول هذا الشخص حبوب الهلوسة، فإنه يفقد القدرة على التمييز بين القريب والبعيد، فأمه تتحول إلى عدو يهدده، ليرتكب جريمة في حق والديه من دون أن يعي بأنه قد ارتكبها في حق أحد أصوله، لذلك من الصعب أن نقول بأن المدمن على حبوب الهلوسة قد يرتكب جريمة في حق الأصول أكثر من الغرباء أو العكس. وتمكنت فرقة مكافحة المخدرات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية في الدار البيضاء من إلقاء القبض على عصابة خطيرة تتكون من أربعة تجار مختصين في   تروج المخدرات "القرقوبي" في مدينة الدار البيضاء، ويتخذون من منقطة بوشنتوف وكرًا لهم، فبعد نصبها كمينًا للإيقاع بالتجار الأربعة حيث عمد رجل أمن إلى لعب دور زبون يرغب في اقتناء كمية مهمة من الأقراص المهلوسة، والذي ضرب موعدًا مع أحد التجار الأربعة عن طريق الهاتف، حيث اتفق معه على كمية الأقراص المرغوب اقتنائها والثمن المخصص لذلك، إضافة إلى ساعة ومكان تسليم البضاعة، وهو ما انتقلت من أجله العناصر الأمنية، بحيث ضربت طوقا أمنيًا سريًا في مكان تسليم الكمية في شارع مولاي إدريس الأول، إلى أن ظهر المعني بالأمر فتمكنت من إلقاء القبض عليه، وعند تفتيش دراجته النارية من النوع الكبير تم حجز 1000 قرص مهلوس من نوع" ريفتريل"، هذا الأخير وبعد الاستماع إليه كشف عن مكان باقي أفراد العصابة، كما تمكن البحث مع أفراد هذه العصابة التوصل إلى بارون مخدرات جزائري كان يغرق السوق المغربية بأقراص الهلوسة، وكان ينهج خطة محكمة لتظليل السلطات المغربية. صحيح حاميها حرامها، ففي الوقت الذي أعطى فيه مدير الأمن الوطني تعليماته، للتصدي لتجار ومروجي مخدر القرقوبي، فوجئ أمن البيضاء عند اعتقال أكبر شبكة لترويج "القرقوبي" في البيضاء، أن رئيسها هو زميل لهم، وهو من خوَّل له تطهير الأحياء وجنبات المدارس التعليمية من باعة تجار المخدرات، خبر اصطدم من خلاله رجال الأمن خاصة و أن رئيس العصابة كان يتظاهر بالصرامة وحبه للعمل، ليفتضح أمره في الأخير على أنه رئيس عصابة لترويج المخدرات. فبعد ترصد لهذه الشبكة تم اعتقال أحد أفرادها، والذي كشف عن  وكر الشبكة العصابة ، التي توجد في حي مولاي رشيد في الدار البيضاء، تمت مداهمة المكان فتم اعتقال 10 أشخاص  مع حجز كمية كبيرة من مخدر "القرقوبي"، وعند الاستماع إليهم في محاضر قانونية، كشفوا عن رئيسهم الذي يقطن في إحدى الفيلات الفاخرة بحي يسكنه الأغنياء.وعند منتصف الليل وفي سرية تامة تمت مداهمة رئيس الشبكة ليفاجؤوا أنه رجل أمن ،كما تم الحجز على  46 ألفًا و800 قرص مخدر من نوع "ريفوتريل" أي "القرقوبي" في قبو فيلته. ولم تكن (إيمان.غ) المعروفة بذكائها ودهائها أنها ستسقط يوما في قبضة العدالة، فهي الفتاة الجميلة التي كان يلقبها زبنائها  بالزئبقية. لتصطدم يوم اعتقالها أن عشيقها هو رجل أمن تقمص دور العشيق الولهان الذي أوهمها أنه سيلبسها خواتم الخطوبة فإذا به يضع أصفاد في يدها ويسوقها إلى السجن عوض بيت الزوجية. عائلة (إيمان.غ) لم تكن تعرف شيئا عن تحركات ابنتها، خلال يوم الحادث اختفت، فخرجت عائلتها تبحث عنها معتقدة أن ابنتها اختطفت من قبل مجهولين، قبل أن تظهر الحقيقة، باعتقالها من طرف الشرطة متلبسة بحيازة كمية مهمة من الحبوب المهلوسة "القرقوبي".    وحسب الوقائع: توصل عميد الشرطة الممتاز، العامل بالمكتب الوطني لمكافحة المخدرات بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية. بمعلومات عن شبكة متعددة الأطراف تنشط على الصعيد الوطني في ميدان التهريب والاتجار في أقراص الهلوسة، وأن أحد عناصرها يرتب لعملية تسليم كمية مهمة لفتاة في مقتبل العمر في سوق الغزل في مدينة أزمور. وفور توصلها بهذه المعلومات، انتقلت فرقة خاصة إلى المكان المذكور مع أخذ جميع الاحتياطات للتأكد أولا من صحة المعلومات. وحددت الشرطة هوية الفتاة وتابعت تحركاتها، سيما أنها كانت تحمل حقيبة وتبدو عليها علامات الارتباك. اقتربت منها العناصر الأمنية وعملت على إيقافها وخلال تفتيش الحقيبة، تبين أنها تحتوي على 20 ألف قرص من نوع "ريفوتريل". وعند الاستماع إليها في محضر قانوني صرحت أنها تعرفت على المتهم المدعو "الفروج"، أثناء خطبته لأختها سنة 2009، واقتربت منه وتوددت إليه لكسب ثقته. وبدأ يقدم لها بعض الهدايا في المناسبات والأعياد. وفي آب/ أغسطس 2012، اعتُقل "الفروج"  وأدين بسنتين حبسا نافذا من أجل حيازة وترويج المخدرات، ونقل إلى سجن "مول البركي" في إقليم آسفي. ومنذ مدة قليلة اتصل بها عبر رقم هاتفها المحمول وطلب منها القيام بمهمة توصيل أمانة لأحد أصدقائه. واتصل بها شخص آخر وربط معها موعدا بحديقة عمومية تقع وسط المدينة، وكان على متن دراجة نارية وتعرف عليها من خلال نوعية الملابس وسلمها لفة من المخدرات، سلمتها بدورها لشخص يوجد بطريق البحر. وأوضحت أن المتهم الموجود بسجن مول البركي، اتصل بها وأشعرها بأن أحد أصدقائه سيتصل بها عبر هاتفها المحمول ويترك لديها حقيبة تحتوي على كمية من المخدرات. وبعد مدة اتصل بها الشخص المذكور وطلب منها الالتحاق به في سوق الغزل قرب مخدع هاتفي. وبينما هي في الطريق نحو السوق المذكور، اتصل بها وطلب منها الإسراع لأنه متابع بالسفر، وأخبرها أنه يوجد على متن سيارة أجرة من الحجم الكبير ذات لون أبيض. ولما التحقت به، وتعرفت عليه، طلب منها فتح الباب الخلفي وأخذ الحقيبة الموجودة هناك. تسلمت الحقيبة وغادرت السيارة نحو السوق، فإذا بها تفاجأ بالعناصر الأمنية التي عملت على إيقافها. وأقدم شاب في ضواحي مدينة سلا على ذبح والدته بعد استهلاكه كمية كبيرة من الحبوب المهلوسة القادمة من الجزائر و حسب مصادر محلية ،فإن الظنين أمسك والدته ووضع سكينا على عنقها وشرع في ذبحها، وكان يهدد الأشخاص الذين يحاولون إيقافه بقطع رأسها، وعندما مرر السكين على عنقها، وبدأت الدماء تسيل، تدخل عدد من أبناء الحي وشرعوا في رشقه بالحجارة وضربه بالهراوات، ليسقط على الأرض، وتسقط الأم بدورها،قبل أن تدخلت الوقاية المدنية ونقلت الأم وابنها في الوقت نفسه إلى المستشفى الإقليمي الأمير مولاي عبد الله بسلا، ومنه إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط، نظرا إلى خطورة إصاباتهما.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة