الرئيسية » تحقيقات

دمشق ـ جورج الشامي

لجأت قوى المعارضة المسلحة السورية، إلى تصنيع أسلحتها بنفسها، تزامنًا مع الشح في السلاح ونقص المعدات القتالية، حيث قامت بإنشاء معامل ومصانع خاصة لهذه المهمة، من بين هذه المصانع مصنعًا متكاملاً لتصنيع قذائف الهاون في ريف حلب الشمالي. ويقوم لواء "أحرار سورية" بتمويل مصنع قذائف الهاون وتأمين رواتب لعماله، كما يؤمن المواد الأولية اللازمة، إلا أنه وحتى اللحظة يستهلك اللواء نفسه كل إنتاج المصنع، وذلك لتعدد الجبهات القتالية التي يشترك بها، يتكون كادر المعمل من أكثر من 20 عاملاً من عناصر الجيش الحر الذين يمتلكون الخبرة اللازمة لذلك، ويعمل المصنع على مدار الأربع والعشرين ساعة، حتى يؤمن حاجة اللواء من القذائف، في ما تأتي هذه الخطوة بعد أن وجدت قيادة اللواء أن انتظار الإمدادات الخارجية أو الغنائم لن يكون مجديًا في ظروف حرجة كهذه، بل يجب الاعتماد على النفس وعلى الخبرات المتوافرة بين المواطنين أو المقاتلين، وبدأت الفكرة منذ أشهر عدة، ونجحت بعد تجارب واكتشاف يومي للأخطاء حتى وصل المصنع إلى شكله وإنتاجه الحالي. ويقول أحد المسؤولين عن سير العمل في المصنع، في حديثه مع أحد مواقع المعارضة، "يضم المعمل حوالي 30 عاملاً بعضهم من الخبراء في هذا العمل، وهم موظفون سابقون قد انشقوا من معامل الدفاع سواء في حلب أو خارجها، ومنهم عمال عاديون يقومون على الأعمال التي لا تحتاج أية خبرة، وبينهم عمال المصالح الصناعية كالحدادين وعمال الخراطة والتسوية، وبذلك يحتوي المعمل على كادر متكامل يؤمن نجاح العمل واستمراريته، بالإضافة إلى بعض السائقين لنقل ما يتم صنعه بشكل مباشر إلى خطوط الجبهات وقت الحاجة، غالبًا لا يتم تخزين أي شيء من الإنتاج، فالمعارك لا تتوقف والحاجة إلى الذخائر مستمرة بشكل دائم، ولا يقتصر ما ينتجه المصنع على قذائف الهاون فقط، لكن التسمية الدارجة أنه معمل قذائف الهاون، لأن البداية كانت بذلك الصنف فقط، ثم تم توسيع الأصناف التي ننتجها، فنحن اليوم ننتج قذائف الهاون من عيار 120 وعيار 82، وبالنسبة للهاون، وبما أن موضوع القذائف لم يعد مشكلة بالنسبة لنا، بدأنا في تصنيع مدافع الهاون وتوزيعها على الجبهات القتالية، وقد نوزع مستقبلاً على باقي الألويات والكتائب عند اكتمال احتياج لوائنا، كما أننا نقوم بتصنيع بعض الصواريخ التي تشاهدونها في المعارك والتي يطلقون عليها الصواريخ المحلية الصنع، وبالطبع نجهزها مع قواعد إطلاقها، وينتج المعمل أنواعًا عدة من القنابل الهجومية اليدوية، ولقد قامت قيادة اللواء بتأمين كل متطلبات هذا المصنع وتجهيزه بالمخارط الحديثة والآلات الضرورية لنجاح العمل، واليوم بدل أن ننتظر وصول الذخيرة من الخارج أو نشتريها بأسعار عالية، نقوم نحن بالتصنيع ونعتمد على أنفسنا، وأعتقد أن هذا سيكون له تأثير فعال في معاركنا المقبلة". ويؤكد محمد العنداني، أحد الناشطين في ريف حلب الشمالي، ويعمل في المكتب الإعلامي للواء، "كانت البداية صعبة نوعًا ما، وقضى الكادر كله أيامًا طويلة بلياليها يعمل بكل جد، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فقد كانت تصمم القذائف ومن ثم تصنع ومن ثم نقوم بتجريبها، وفي كل مرة نجد أحد الأخطاء والسلبيات فيعاد العمل من البداية وتتكرر المحاولات، وفي كل مرة نحتاج آلة جديدة لإجراء تعديل معين إلى أن بلغ عدد الآلات في المعمل حوالي 20 آلة حديثة، لكننا بعون الله وصلنا إلى إنتاج جيد بتكاليف بسيطة بالنسبة للأسعار حاليًا، فتكلفة قذيفة الهاون لدينا أقل من عشرة في المائة من سعر القذيفة الروسية التي كنا نشتريها سابقًا، ونعمل الآن على تصنيع أسلحة جديدة، ولا يزال الخبراء حتى اللحظة يدرسون إمكان تصنيعها في المعمل، ومنها سلاح المدفعية، كما نحاول أن نطور الصواريخ الصغيرة التي نصنعها إلى صواريخ أكبر وذات مدى أبعد". ويشدد القائد العام للواء "أحرار سورية" على أن "المصنع يتم تمويله من صندوق اللواء، وهو يتبع للواء فقط، وهذا لا يعني أن إنتاج المعمل سيبقى للواء وحده، وأن الخطة المقبلة هي تأمين الذخيرة ولا سيما قذائف الهاون لكل التشكيلات والألوية والكتائب في ريف حلب الشمالي، ونحن الآن لا نقدم لهم أي شيء ولكن ليس تقصيرًا منا، بل لأن الإنتاج لا يزال محدود الكمية بالنسبة للجبهات الكثيرة، قريبًا سنطور الإنتاج كمًا ونوعًا ليغطي حاجة المنطقة بأسرها"، مضيفًا أن "الهدف من إنشاء هذا المعمل هو توفير المال الذي لا يتوافر لدينا دائمًا لنشتري ما نحتاج، صحيح أننا دفعنا تكاليف باهظة في البداية لكننا خلال أشهر قليلة سنوفر ما دفعناه لتجهيز المعمل من فروق التكاليف بين الشراء والتصنيع، بالإضافة إلى أننا أوجدنا حوالي 30 فرصة عمل بافتتاح هذا المصنع، وأثبتنا لأنفسنا ولغيرنا أن السوريين مستمرون بكل عزيمتهم حتى إسقاط هذا النظام، ومهما حوصرنا سنظل نبتكر الوسائل التي تساعدنا على الاستمرار حتى بلوغ الهدف".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة