طرابلس – مفتاح المصباحي
طالبت قبائل التبو الليبية بضرورة الاعتراف بهم في دستور الدولة المرتقب صياغته، مستندين في ذلك إلى تجارب الدول الأخرى، والميثاق الدولي لحقوق الإنسان ومواده المتعلقة بحماية الأقليات ولغاتهم ولهجاتهم. وأكدت القبائل خلال ندوة أقيمت على هامش مهرجان زالاء الأول للتراث والثقافة التباوية، على أن التبو ليبيون أقحاح، ومن الواجب الإشارة إلى هويتهم في الدستور، معتبرين أن الهوية العربية، والتباوية، والأمازيغية، هي الفيسفساء الجميلة المتماسكة، وأن الثقافة هي جسر التعاون بين الشعوب. وأنحى المتحدثون من التبو في الندوة باللائمة على المؤتمر الوطني العام، في عدم مناقشته مسألة الأقليات العرقية في ليبيا، وحضر المهرجان والندوة التي كانت تحت عنوان" الثقافة التباوية واستحقاقات الأقليات"، النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام صالح المخزوم، وعدد من أعضاء المؤتمر عن مناطق سبها، والبيضاء، وطبرق، وغريان، وسوق الجمعة، إضافة إلى الحاكم العسكري للمنطقة والزعماء المحليين، مع حشدٍ كبير من المواطنين. وزالاء التي سُمِّي بها المهرجان تعني باللغة التباوية القديمة منطقة فزان، موطن التبو قديماً، وتمتد قبائل التبو في مناطق تازربو، وربيانة، والكفرة، وجالو واوجلة، وسلسلة جبال تبستي، وواحات فزان، وجنوب بحيرة تشاد، وأطرافها الغربية والشمالية.. وتضمن المهرجان الذي أقيم في قلعة مرزق القديمة عروضاً فنية، ورقصات شعبية من التراث التباوي، ومعارض للمقتنيات المستعملة في الحياة القديم، واختتم بعروض لسباق الإبل. وتجذب السياحة الصحراوية في ليبيا مجموعات سياحية من مختلف أنحاء العالم، إلا أن الحالة الأمنية بعد الإطاحة بالنظام السابق أثرت على نشاط هذه السياحة، ولا زالت أعداد السائحين القادمين للصحراء الليبية محتشمة. يُذكر أن نظام القذافي كان قد مارس ضغوطاً أمنية كبيرة على الأقليات داخل ليبيا، ووصل به الأمر إلى أن منع الأمازيغ من التحدث بلغتهم في الأماكن العامة خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي.