الرئيسية » تحقيقات

كابول ـ أعظم خان

يواجه أطفال أفغانستان الموت داخل مخيمات اللاجئين نتيجة البرد القارس الذي يواجه العالم هذا الشتاء، إضافة إلى قلة الإمكانات داخل المخيمات التي يعيشون فيها، والتي لجأوا إليها هربًا من جحيم تناحر المليشيات المسلحة وحركة طالبان، لتتوالى الضحايا من الأطفال،  إذ شُيعت جنازة طفلة أفغانية تبلغ من العمر 18 شهرًا فقط وسط حضور والديها ومئات الأقارب من قبائل البشتون الأفغانية. فيما تولت النساء والفتيات غُسل وتكفين الطفلة، بينما تولى الرجال والفتيان مسؤولية توصيلها إلى المقابر، إذ كان ينتظرهم هناك بعض الأصدقاء الذين حفروا بفؤوسهم لحد تُوارى فيه ساييما جاتزاي التراب. وفي إحدى أركان المنزل، كان الأب منزويًا يجهش بالبكاء وتنهمر عيناه بالدموع وسط نواح وعويل ودموع النساء في الجانب المقابل من المنزل.وقال الأب وهو يجهش بالبكاء إن "ابنته الصغيرة كانت بخير ليلة الإثنين الماضية، وأن كل ما حدث أنها أُصيبت بسعال بسيط، فذهب بها إلى الطبيب الذي أعطاها دواء وطمأن الوالد عليها".وفي المساء، وضع الأبوان الطفلة وقد تحسنت حالتها في فراشها بجوار المدفأة وذهب الجميع إلى النوم. وفي الصباح، ذهب الأب للاطمئنان على صغيرته، التي كان يهدهدها قبلها بيوم واحد فقط، وكانت  تحاول النطق ببعض الكلمات مداعبةً إياه، ليجدها جثة هامدة تحت الغطاء.فما كان من الأب إلا أن قام بإبلاغ أقاربه بالمصاب الأليم، ليتم تجهيز الجثة والتوجه بها إلى أقرب مقابر من معسكر اللاجئين الذي يمتد على مساحة شاسعة في كاراكومبا، إذ يقطن آلاف الأفغانيين في مخيمات لا تتوافر فيها مقومات الحياة الآمنة في ظل البرد القارس الذي يسود طقس المنطقة.وبالاقتراب من لحد ساييما، تجد قبرًا جديدًا دُفن فيه طفل يُدعى جنان تُوفي هو الآخر أثناء النوم قبلها بثلاثة أيام بسبب البرد الشديد وعدم توافر الإعاشة المناسبة لهذا المناخ القاسي. وتبدو الأوضاع المعيشية مذرية في هذا المكان، إذ يعيش اللاجئون، الذين أجبرهم التناحر المستمر بين الميليشيات المسلحة إلى الفرار من منازلهم، في أكواخ مصنوعة من مواد بدائية يتخللها بعض المساحات الفارغة، وبينها في مكان مميز مبنى بدائي يستخدمه اللاجئون كمسجد للصلاة. وأثناء السير بين الأكواخ، تجد مياه ضحلة متجمعة كل بضعة أمتار، هي في الغالب المياه الناتجة عن أنصهار الجليد، إلا أنها في الوقت نفسه لا يمكن تمييزها من وحدات الصرف الصحي المكشوفة المليئة بالفضلات البشرية. ووفقًا لتقرير المنظمة غير الهادفة للربح "أشيانا"، يقيم في المخيم حوالي 1000 أسرة في ظروف معيشية قاسية، إضافةً إلى الضغوط الاجتماعية التي يتعرضون لها، إذ يتعامل سكان كابول، العاصمة الأفغانية، مع هؤلاء اللاجئين بشيء من الريبة والشك، إذ أنهم يدركون أن المحرك الأساسي لهؤلاء اللاجئين من قبائل البشتون للمجىء إلى كاراكومبا، هو الهروب من القتال الدائر في جميع أنحاءالبلاد لا النزاع على ملكيات الأراضي كما هو الحال في مخيمات لاجئين أخرى في أفغانستان.وتقوم الجمعية الخيرية "أشيانا" بـ "توفير الرعاية الصحية لسكان المعسكر والحفاظ على بيئة صحية قدر الإمكان في الخيام التي يُساق إليها الأطفال وأمهاتهم اللاتي ينتابهن القلق حيال مستقبل أبنائهن". ونظرًا للضغط الشديد الذي يتعرض له المخيم جراء توافد المزيد من الأسر على كاركومبا، تمتد طوابير تلقي الخدمات الصحية إلى مئات الأمتار في انتظار الدور في العلاج. كما تحاول "أشيانا توفير" بعض الخدمات التعليمية للأطفال من خلال مدارس الفترات المتعددة في محاولة لمنح أطفال اللاجئين الفرصة في تلقي التعليم الأساسي، وهي المدارس الملحقة بالمنزل والتي تشغلها جمعية "أشيانا" الخيرية. وعند سؤال والد الطفلة المتوفاة عن الأسباب التي دعته للمجىء إلى المخيم، أجاب بأنه "ليس هنا هو وأسرته لزيارة الآثار والتنزه، إنما هربًا من النزاعات المسلحة بين ميليشيات طالبان والقوات الحكومية"، مؤكدًا أنه "لن يسلم أي من المدنيين من أولئك أو هؤلاء، إذ يتهم أعضاء حركة طالبان المدنيين الذين يحملون تحقيق شخصية بالعمالة والجاسوسية لمصلحة القوات الحكومية، بينما تشتبه القوات الحكومية في أن يكون المدني الذي لا يحمل تحقيق شخصية من عناصر طالبان". وحول إمكان عودته إلى هيلماند التي هرب منها نتيجة القتال الدائر هناك بعد انتهاء حالة الصراع التي تسود المنطقة، قال جاتزاي إنه "من المستحيل أن يترك كابول ويعود إلى هيلماند مهما حدث، لأن العمل الوحيد المتوافر هناك، هو تهريب وبيع المخدرات، وهو ما لا يقبل أن يمارسه مهما حدث"، مؤكدًا أنه "سيستمر في كاراكومبا بالقرب من العاصمة كابول".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة