الرئيسية » تحقيقات

كابول ـ أعظم خان

عرفت الحرب طريقها أخيرًا إلى إقليم باميان، الذي يقع في ركن نائي في أفغانستان، والذي ظل على مدار عشر سنوات يتمتع بحصانة ومناعة ضد هجمات "حركة طالبان". وذلك مع تضاؤل أعداد القوات الأميركية على مدى العامين الماضيين. و تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير لها أن "حركة طالبان" قد بدأت نشاطها القتالي في بعض مناطق هذا الإقليم وسط أفغانستان. وقد شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الهجمات الدموية التي أصابت السكان بالرعب في المنطقة التي لم تعد الطرق فيها آمنة، وبات المسؤولون فيها مستهدفين. يذكر أن هذه المدينة كانت معروفة بجمال الطبيعة فيها، كما شهدت أخيرًا بداية لأنشطة التزلج، كما أنها تحتوي على تماثيل بوذا. ومع تعرض هذه المنطقة لهجمات طالبان، يمكن القول بأنه لم يعد في أفغانستان مكان يمكن وصفه بأنه مكان آمن. و يقول محللون أفغان وغربيون أن مجئ "طالبان" إلى هذه المنطقة يمثل جانب مصيري وهام من جوانب إستراتيجية "طالبان". و يقول المحلل العسكري الأفغاني محمد ناطقي "إن باميان كانت آكثر المناطق الآمنة في البلاد، و يحاول مقاتلو "طالبان" الحصول على موطئ قدم هناك من خلال نشر عدم الاستقرار فيها، بهدف إظهار أنهم متواجدون في كافة أنحاء أفغانستان". وعلى الرغم من الجهود العسكرية الدولية في أفغانستان ، استطاعت "حركة طالبان" أن تكشف عن قدرتها على الإفلات من القوات الغربية، والقيام بهجماتها في كل مكان في أفغانستان. والآن ومع بداية التناقص في أعداد القوات الغربية، حيث يستعد 68 ألف جندي أميركي للانسحاب من أفغانستان في نهاية العام 2014، تتزايد المخاوف من عودة "طالبان"، وما سيحدث بعد الانسحاب الأميركي. و يرى محللون أن استهداف "طالبان" للطرق المؤدية إلى باميان يعطي إيحاء بأنهم باتوا يطوقون العاصمة كابول، حيث أن هذا الإقليم بممراته ووديانه يبعد ساعات قليلة بالسيارة عن كابول. ويقوم مقاتلو "طالبان" بالهبوط من التلال ليلاً إلى الطرق المؤدية إلى باميان، في محاولة لاستعراض عضلاتهم، ويقومون بعمل نقاط تفتيش في ظل مغادرة الشرطة المحلية لتلك الطرق. وتقول مصادر رسمية محلية أن مقاتلي "طالبان" يمارسون الآن أعمال سطو وقتل بحق المسافرين عبر تلك الطرق، كما أنهم يقومون بشن هجمات وغزوات داخل باميان، وخاصة في القطاع الشمالي الشرقي من الإقليم. وتعتبر هذه الغزوات التي تضمنت اختطاف وقتل رئيس المجلس المحلي بالإقليم خلال العام الماضي على الطريق الرئيسي المؤدي إلى كابول بالإضافة إلى مقتل 14 من جنود التحالف الغربي والأفغانيين على مدار أسابيع خلال هذا الصيف بمثابة أسوأ أعمال العنف التي يشهدها هذا الإقليم منذ سقوط طالبان في العام 2001. و يسكن باميان أقلية شيعية معتدلة، عانت كثيرًا أيام حكم "طالبان"، كما تعرض الآلاف منهم لمذابح خلال فترة الحرب الأهلية وفترة حكم "طالبان" التي ينتمي أفرادها إلى عرق الباشتون. وعلى الرغم من أن الإقليم يعاني الفقر إلا أن معدل تعليم البنات فيه هو الأعلى في أفغانستان. و يقول رئيس مجلس باميان محمد عزيز شفيق أن مخاوف السكان بدأت تطال كل حياتهم ومصادر أرزاقهم. كما يقول بأن المواطن العادي لم يعد يشعر بالأمان وهو في طريقه إلى مزرعته أو إلى مقر عمله، كما أن رجال الأعمال باتوا يخشون نقل بضائعهم من وإلى المدينة، تحسبًا لاحتمالات السطو عليها على يد "طالبان". وخلال شهر تموز/يوليو الماضي، لقي مهندس أميركي مصرعه على طريق كابول باميان، كما قتل خمسة من سكان المدينة على الطريق الذي يربط الإقليم بوارداك، وخلال هذا الشهر تعرضت مدرسة بنات لإطلاق النيران، كما تعرض موكب لأحد نواب الرئيس الأفغاني للهجوم. وقد قام سكان باميان بمظاهرة احتجاجية أمام مكتب المحافظ للمطالبة باتخاذ إجراء لحمايتهم من تلك الهجمات. وعلى ما يبدو فإن أغلب مقاتلي "طالبان" يتحركون عبر المناطق الشرقية والشمالية الشرقية لحدود الإقليم، قادمين من الأقاليم المجاورة مثل باغلان وباروان، وهي مناطق تعاني أصلاً من اضطرابات، كما أنها أصبحت شرايين وممرات لانتقال المقاتلين والأسلحة. وتقول الصحيفة أن "حركة طالبان" ليست هي الوحيدة المسؤولة عن تلك الهجمات، فهناك أيضًا بعض العصابات الإجرامية التي تعمل على ابتزاز رجال الأعمال المحليين، وخطف التجار المسافرين، وقد زاد نشاط تلك العصابات مع انسحاب القوات الغربية.    ويقول عضو البرلمان عن باغلان حاجي وفا أن هذه الجماعات المسلحة تستفيد من الحرب والقتال الدائر في البلاد، ويستعدون لمرحلة ما بعد الانسحاب في العام 2014. و يعترف المسؤولون في أفغانستان بأنهم يواجهون أعداء قادرين على العودة من جديد، وقادرين على التحرك من بين كافة الأقاليم، وقادرين على مراوغة قوات الأمن المرتكزة في في مناطق جنوب وشرق البلاد. و يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية أنه في الوقت الذي تركز القوات فيه أنشطتها في الجنوب، تزيد المشكلات في بعض المناطق الشمالية. ومع توجه القوات الأفغانية إلى الشمال يظهر أعداء جدد في الشرق، مستغلين في ذلك بعض الفراغ الأمني، وخاصة في بعض مناطق الوسط وبعض المناطق المتصلة بإقليم باميان. وتقول قيادات التحالف أن عدم استقرار باميان هو في واقع الأمر دليل ومؤشر على نجاح قوات التحالف والقوات الأفغانية في ضغط مساحات القتال، ودفع المتمردين إلى المناطق النائية. لكن هناك من يشكك في وجهة النظر تلك، ويقول بأن ذلك يؤكد على أن "طالبان" لم يصيبها الوهن والضعف كما يأمل البعض.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة