الرئيسية » تحقيقات
جون دوتنهوفر لاعب ألعاب فيديو أميركي

واشنطن ـ جورج كرم

استقال جون دوتنهوفر ، 24 عاما، لاعب ألعاب فيديو، أميركي من ولاية كولورادو، من منصبه وذهب إلى سورية لمحاربة تنظيم "داعش" المتطرف، وقال إنه نجى من الموت بفضل مهاراته في لعبة "Call of Duty".

وسافر دوتنهوفر إلى سورية في أبريل/ نيسان الماضي، للقتال بجانب وحدات حماية الشعب الكردي في الرقة، حيث العمل على تحرير المدينة من قبضة "داعش"، وقال عامل خدمة العملاء السابق إنه كان يلعب هذه اللعبة لمدة تصل إلى 13 ساعة في اليوم، مما سمح له فهم  طريقة استخدام الأسلحة وتعلم المهارات القتالية الأساسية قبل أن يذهب إلى سورية، وأمضى ستة أشهر في قتال "داعش" في عاصمة الخلافة بحكم الأمر الواقع، والتي تم تحريرها أخيرا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وعاد دوتنهوفر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أربعة أشهر من معاناة فقدان صديقه المقرب جاك هولمز، 24 عاما، وهو عامل بريطاني في تكنولوجيا المعلومات، قتل في انفجار وقع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتحدث للمرة الأولى منذ عودته إلى كولورادو في 12 فبراير/ شباط، واصفا الأيام التي قضاها في سورية حيث لعب لعبة "Dungeons and Dragons" بجانب القراءة والدردشة مع الأصدقاء، وليلا، ذهب إلى عمق المدينة حاملا سلاح  AK47 جنبا إلى جنب مع وحدة قنص من الجنود الأكراد، حيث احتلوا المباني الفارغة وأطلقوا النار على مقاتلي "داعش" في محاولة للمضي قدما.

وبينما تنشر وزارة الخارجية الأميركية الوعي بين الأميركيين المسافرين إلى سورية، لا توجد أي نتائج قانونية للعمل التطوعي لمحاربة "داعش" مع الميليشيات الكردية والسورية، وقال دوتنهوفر إن ألعاب إعادة الحرب مثل "Call of Duty" علمته المهارات العملية التي استخدمها للبقاء على قيد الحياة، ويعني أنه كان على دراية بالأسلحة بالفعل بفضل هذه اللعبة.

وأكد أنه شعر بخيبة أمل لأنه لم يتمكن من قتل أحد مقاتلي "داعش"، ولكنه رأى أصدقائه في المعارك يقتلونهم مثل هولمز، مؤكدا أن أعضاء "داعش" أسوأ من النازيين، يريدون العيش في العصور المظلمة، وعلى الرغم من تهديد القتل، كشف دوتنهوفتر أن الشيء الذي عانى منه في سورية هو عدم وجود وسائل الراحة المنزلية مثل مكيف الهواء وحليب الشوكولاتة.

ويعيش دويتهوفر الآن في منزله مع والدته ووالده ديفيد، الذي قال إنه قلق جدا عندما قال لهم نجلهما إنه يخطط للذهاب إلى سورية، وقال "حاولت أمي إقناعي بالبقاء ولكن كانت تعرف أن القتال جعلني أذهب أكثر هرعا".

وقبل سنوات من وصول دوتنوفر إلى سورية في عام 2016، أصبحت الرقة عاصمة "داعش" الفعلية، وقد تعرضت المدينة بانتظام لضربات جوية من الحكومة السورية وروسيا والولايات المتحدة الأميركية أثناء محاولتهم تخليص المدينة من المتمردين، وبعد معركة مطولة في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أعلنت قوات الدفاع السورية، وهي العمود الفقري الرئيسي لوحدات حماية الشعب تحرير المدينة من "داعش"، وعلى مدى أكثر من سبع سنوات، أدت الحرب الأهلية في سورية إلى مقتل مئات الآلاف من الناس، وأجبرت الملايين على الفرار من ديارهم، وأخلت بالتوازن الإقليمي للسلطة.

وفي الآونة الأخيرة، تحولت العيون إلى دمشق، حيث أدت الغارات الجوية السورية إلى مقتل ما يقرب من 130 شخصا في يومين هذا الأسبوع، وجاءت أعمال العنف في العاصمة والمناطق المجاورة حيث بدأ عشرات المسلحين المؤيدين للحكومة الدخول إلى جيب عفرين الكردية الشمالية حيث تقاتل القوات التركية القوات الكردية السورية في هجوم منفصل.

وتعرضت الضواحي التي استهدفتها الحكومة السورية، المنتشرة في منطقة تعرف باسم الغوطة الشرقية، لقصف مدته أسابيع أدى إلى مقتل وجرح مئات الأشخاص، وفي الوقت الذي تم فيه تحريرها، كانت الرقة أول مدينة تقع في أيدي مقاتلي "داعش" وأصبحت عاصمتها الفعلية، ووقعت فظائع للمتعصبين، بما في ذلك قطع رأس الرهائن الغربيين من قبل الجهادي جون، والقتل الجماعي لمنافسي الأصوليين الإسلاميين والمدنيين الخاضعين لحكمهم.

وقال دوتنهوفر عن السفر إلى سورية "من ناحية، أردت بشدة محاربة "داعش"، ومن ناحية أخرى أردت أن أكون جزءا من شيء تاريخيا ورائدا، لم أكن خائفا من الموت أو أي شيء من هذا القبيل"، مضيفا " أعدتني ألعاب الفيديو بطريقة ما للتعرف على الاستراتيجيات وكيفية الحماية من التعرض للقتل، وأيضا كيفية استخدام الغطاء وعدم الوقوف في العراء".

وقرر الشاب البالغ من العمر 24 عاما الذهاب إلى سورية في نهاية عام 2015 بعد أن قرأ عن الفظائع التي ارتكبها مقاتلوا "داعش" والكفاح من أجل تحرير الرقة، باع سيارته، وأدخر مبلغ 7 آلاف دولار، واشترى مناظير، وسلاح الرافعات، وكانت الرحلة، التي تكلف نحو 1000 دولار، بدأت بالسفر إلى ألمانيا ومن هناك إلى السليمانية في كردستان العراق، ثم  طلب الالتحاق بوحدات حماية الشعب بالتعاون مع منسق.

وانتقل هو و 12 متطوعا آخر من الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وأيرلندا، بعد ذلك عبروا التضاريس الجبلية وذهبوا عبر الحدود إلى شمال شرق سورية في مايو/ آيار، ويقول دوتنهوفر إنه يتمتع بآراء دستورية وتحررية، وأمضى بضعة أسابيع في أكاديمية تعلم اللغو الكردية الأساسية وحصل على تدريبا على الأسلحة، وتم تقسيم المجموعة إلى ثلاثة، مع انضمام دويتنهوفر وثلاثة غربيين آخرين إلى مجموعة من المقاتلين الأكراد شرق الرقة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، والتقى صديقة البريطاني الذي لقى حتفه في القتال، وبعدها قرر دويتنهوفر العودة إلى أوروبا ليمكث بها شهرين، ومن ثم يعود إلى الولايات المتحدة ويعيش حياة طبيعية.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة