بغداد ـ نهال قباني
حاول أحد متطرّفي "داعش"، الفرار من الموصل في تمويه مماثل لسيدة، ولكن تم القبض عليه عندما نسي أن يحلق لحيته وشاربه، وحاول مقاتلو "داعش" الابتعاد عن المعقل المسلّح السابق حيث تم استعادة المدينة، ارتدوا ملابسهم النسائية ووضعوا مساحيق التجميل، وقد نسي الرجل الملتحي حلق شعر وجهه، وفي صور صادرة عن الجيش العراقي يمكن رؤية الرجل بعد القبض عليه وهو على وجهه مسحوقًا لتلوين البشرة والعين وأحمر شفاه بالإضافة إلى بعض بقع التجميل، لكن الشارب الكبير واللحية الكبيرة وكذلك الحاجبين كشف اللعبة.
وتظهر الصور الأخرى التي نشرها الجيش الرجال في حمالات الصدر المبطنة، محاولين الهروب خارج المدينة، وقد تم انهيار المدينة القديمة في الموصل، التي كانت في السابق تتاخم الأزقة الكثيفة البناء والمنازل الواقعة على الممرات المتعرجة، إلى أنقاض بسبب حرب استمرت شهرا للإطاحة بتنظيم “داعش”، ويمكن رؤية تأثير المعركة، التي انتهت مع قيام الجهاديين بمحاولاتهم الأخيرة للاستيلاء على المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر، في صور عنيفة قبل وبعد والتي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية، وقد تم تطهير جزء كبير من المدينة، حيث كانت الأنقاض والغبار تغطي ما كان حي ومزدهر يومًا ما في العراق.
وتضرر ما يقرب من ثلث البلدة القديمة - أكثر من 5000 مبنى - خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من القصف حتى 8 يوليو / تموز، وفقا لمسح أجرته الأمم المتحدة باستخدام صور الأقمار الصناعية، وتضررت 10 آلاف مبنى على طول المدينة خلال الحرب، وكانت الأغلبية العظمى في غرب الموصل، التي شهدت أشد المدفعية والغارات الجوية والقتال خلال الأشهر الخمسة الماضية، يغطي المسح فقط الأضرار التي تظهر في صور الأقمار الصناعية، وهذا يعني أن العدد الحقيقي هو على الأرجح أعلى بكثير.
وقال رجل آخر، ويدعى ميرسور دانون حسن، 53 عاما، بأن منزله قد دمر في غارة جوية، مضيفا: أنا ليس لدي راتب، أنا بحاجة إلى مساعدة لإعادة بناء منزلي"، وكان يعيش في مساكن مستأجرة مع زوجته وخمسة بنات وابنه في الشرق ولكن المالك قد زاد فقط الإيجار من 77 جنيهًا إسترليني “100 دولار” شهريًا إلى 154 جنيهًا إسترلينيًا “200 دولار”، وقالوا إن الحياة كانت بائسة في ظل “داعش”، المعروفة أيضا باسم داعش، التي استولت على الموصل في يوليو / تموز 2014، وأعلنت أنها عاصمة الخلافة التي كانت تغطي أجزاء من العراق وسورية، وكانت هناك عمليات ضرب وإعدام للمخالفين، ومع تصاعد القتال، أطلق مسلحون النار على أشخاص يحاولون الفرار.
وذكر رئيس البنتاغون جيم ماتيس، الجمع، أنه يعتقد أن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي لا يزال على قيد الحياة بعد ادعاءات مختلفة انه مات، وقال إنّه "أعتقد أن البغدادي على قيد الحياة، وسأعتقد خلاف ذلك عندما نعرف أننا قتلناه"، وكانت هناك شائعات مستمرة بأن البغدادي قد توفي في الأشهر الأخيرة، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أعلن في الأسبوع الماضي انه سمع من كبار قادة تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور السورية أن البغدادي قتل، وقال الجيش الروسي في منتصف حزيران / يونيو إنه يسعى إلى التحقق إذا كان قد ّقُتُل رئيس تنظيم “داعش” في غارة جوية في أيار / مايو الماضي في سورية، وتم طرح مبلغ قدره 25 مليون دولار أميركي مقابل الفتك بزعيم التنظيم، ليظل البغدادي في حالة لا يرثى لها، لكنه تردد أنه يقوم بتحركات منتظمة في جميع أنحاء الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” في العراق وسورية.