واشنطن ـ المغرب اليوم
المزيد من المال بالتأكيد يجعلك أكثر سعادة، فالكثير من سكان الدول الغنية مثل بريطانيا يقولون إنّهم أكثر سعادة من الدول الفقيرة، نحو 60% من الذين يعيشون في المملكة المتحدة معدل سعادتهم أكثر أيضًا من الدول الغنية بنسبة سبعة أشخاص من بين كل عشرة.
ووفقًا لمركز أبحاث "بيو" في واشنطن، هناك دولٌ غنية مثل فرنسا واليابان لا تزال بائسة وحزينة، بالكاد نصف مواطنيها يشعرون بالسعادة في حياتهم، ولكن المملكة المتحدة تظل متصدرة على الرغم من انخفاض الروح المعنوية لدى مواطنيها.
وأشار المركز، إلى انخفاض عدد الناس الراضين عن حياتهم بنسبة 1%، من 59% إلى 58%، في السبع أعوام الماضية، كما شهدت ألمانيا ارتفاعًا بنسبة 13% في الوقت نفسه، ربما لأنَّ الألمان كانوا أقل تأثرًا بالتباطؤ الاقتصادي مقارنة بالدول الغربية الأخرى، ولكن فقط 43% من الأشخاص في اليابان والذين شملهم الاستطلاع راضون عن حياتهم، كما أنَّ أكثر من نصف الفرنسيين بقليل قالوا إنهم سعداء.
كانت الدول المتقدمة والتي يشعر سكانها بالرضا بنسبة أكبر من المملكة المتحدة هي الولايات المتحدة و"إسرائيل"، بينما الدول الأقل سعادة على الإطلاق في مصر وكينيا وتنزانيا.
وشهدت الكثير من الدول الآسيوية زيادة كبيرة في الرضا بين مواطنيها في فترة السبع أعوام الماضية، حسبما أشار المسح العالمي، فقد تصدَّرت دول مثل اندونيسيا والصين وماليزيا، وأصبحوا منافسين للولايات المتحدة وأوروبا، واللتان تقليديًا تتصدرا قوائم السعادة، بينما وجد البحث أنَّ النساء على وجه الخصوص أكثر ارتياحًا في أنماط حياتهن.
وأكدّت الدراسة التي أجراها المركز، أنَّ ارتفاع الدخل مرتبط بدرجة كبيرة بالرضا عن النفس، وطلب البحث من الأشخاص في 43 دولة وضع أنفسهم على سلم الحياة، بمقاييس من 0 إلى 10، ووضع الدرجة العليا التي تمثل أفضل وأسوأ حياة ممكنة.
وأجرى مركز "بيو" الدراسة المذكورة في عامي 2002، و2005 في معظم تلك البلدان، وبذلك تمكن الباحثون من النظر حول اتجاهات الناس على مر الزمان، ولكن البيانات، أشارت أيضًا إلى أنَّ هناك حدود لمقدار السعادة التي يمكن للمال شراؤها، على سبيل المثال، 56% من الماليزيين أعطوا حياتهم 7 على السلم، أكثر بكثير من 36% في بنغلاديش، وهي بلد فقير.
وعزت الدراسة السبب إلى أنَّ الناتج الإجمالي للفرد الواحد أعلى من ماليزيا، ولكن مستوى الرضا عن الحياة 60%، فقط 4% أعلى من الماليزيين، بينما أشارت أبحاث أخرى أنَّ الثروة تظهر أنها أحد عوامل السعادة.
وتميل النساء إلى أن تكُّن أكثر سعادة من الرجال، فعلى سبيل المثال، غير المتزوجين وفي منتصف العمر يميلون إلى تقرير مستويات أدنى من الرفاهية مقارنة بالمتزوجين والشباب، على التوالي.
واستندت الدراسة على 47.643 شخصًا من 43 دولة، بينهم بالغون وكبار السن ومراهقون، تمَّت بين شهري آذار/ مارس وحزيران/ يونيو.
ووجدت الدراسة أنَّ الناس في الاقتصادات النامية والناشئة أولوياتهم في الحياة قليلة، بما في ذلك صحتهم وتعليم أبنائهم والبقاء بعيدًا عن الجريمة، وعدد قليل منهم يدخل على الإنترنت أو يمتلك سيارة، أو في وقت الفراغ يمكنهم السفر.
وهناك ارتفاع في الرضا الشخصي في إندونيسيا، حيث 58% من الذين شملهم الاستطلاع وضعوا أنفسهم في رقم 7 على سلم الحياة بارتفاع 23% عن عام 2007، أما في ماليزيا، وضع 56% أنفسهم في النطاق العلوي، بارتفاع 36% منذ سبع أعوام.
أما في فيتنام، والتي لم تكن في البحث في عام 2007، وُجِد أنَّ 64% منهم وضعوا أنفسهم في المرتبة السابعة والبعض أعلى من ذلك.
فيما قال نوجين ثي ماي، مدرس متقاعد في فيتنام "المال لا يمكن أن يضمن السعادة، هناك أشخاص لا يمتلكون أي مال لكنَّهم يعيشون حياة سعيدة، بسبب أفراد الأسرة حيث يحترمون ويحبون بعضهم البعض، وهناك عائلات غنية ولكنهم يتشاجرون وأطفالهم مدمنون على المواد المخدرة".
وأشار رجل أعمال في ماليزيا إلى أنَّ المال يمكن أن يشتري الكثير من السعادة قائلًا "أنا مادي جدًا، ولكن ليس هذا الشيء الذي يجعلني سعيدًا، المال رقم واحد على رأس القائمة، يليه الصحة والأسرة والكلاب والأصدقاء".