الدار البيضاء ـ جميلة عمر
وجهت تهمة الخيانة الزوجية والقتل العمد لزوجة رجل مسن في جماعة كلدمان، نواحي تازة، بعدما تمَّ توقيفها في وضع مخلّ، رفقة شاب، في منزل الزوجيّة، واعترفت بوجود مقبرة خلف المنزل، تضم رفات أبنائها من العلاقات غير الشرعية، التي أقامتها على مدار أعوام، مع رجال مختلفين.وبدأت الواقعة حين داهم رجل كهل، وصل من السن عتيًا، مخفر الدرك الملكي، ليرتمي أرضًا وأطلق عنانه للبكاء وكأنه طفل صغير، اندهش الضابط المكلف بالمناوبة من الحالة الهستيرية التي كان عليها الكهل، فحاول استفساره، لكن الكلمات المتقطعة التي كانت تخرج من فم الشيخ جعلت الضابط يشك أن مجيئه وراءه جريمة بشعة، فكان شكه في محله، إذ توصل بعد استفسار الشيخ أنّه ضبط زوجته مع شاب في سن حفيده الأصغر، وأنَّ سكان الدوار يحاصرانهما.
وطلب الضابط تشكيل فرقة للدرك الملكي لمرافقة المسن إلى مكان الحادث، حيث تم اعتقال الزوجة وخليلها، في غرفة يستعملها الشيخ كمخزن للقطاني.وتوقع الضابط أنَّ الزوجة سيدة كبيرة في السن، على الأقل تجاوزت الخمسين، ليفاجئ بزوجة في عقدها الثالث، جميلة، من يراها يعتقد أنها أصغر حفدة زوجها.وفجّرت الزوجة جريمة أخرى، غير التي اعتقلت من أجلها، حيث اعترفت بأنها حولت خلف منزل الزوجية إلى مقبرة للرضع غير الشرعيين، ما جعل الشيخ يسقط أرضًا، وتشل حركته، لينقل على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات.
جلست المتهمة القرفصاء، غير قادرة على رفع رأسها في وجه الضابط، الذي كان يستمع إليها، وكانت عيناها تذرف دمعًا، حيث كشفت عن علاقتها بخليلها، التي بدات منذ كانت في الـ 14 من عمرها.
وأشارت إلى أنّه "على الرغم من زواجها، إلا أن علاقتها ظلت معه مستمرة، وكانت كلما سمحت الفرصة تدخله خلسة إلى مخزن القطاني، لتقضي معه ساعات حميمية".وعن زواجها من العجوز، أوضحت أنّه "كان طمعًا في أن ترثه بعد وفاته، وتنعم بممتلكاته، إذ تحايلت عليه، وأوهمته أنها تحبه، فتزوج بها رغم معارضة أبنائه".وأضافت المتهمة "لم يعد خليلها الوحيد الذي يتردد عليها في منزل الزوجية، بل كونت علاقات مع أشخاص آخرين، وحملت منهم، لكنها كانت تتخلص من الجنين مجرد وضعه، مع دفنهم في مكان خلف المنزل".
وأثارت اعترافات المتهمة دهشة الضابط، لكن شهادة ابنتها من المسن، والبالغة 9 أعوام، جعلت عناصر الدرك الملكي ترافق المتهمة إلى مكان الدفن.
وكانت الفضيحة أعظم حين رافقت الفرقة العلمية رجال الدرك، إلى منزل المسن، فبعد عملية نبش "المقبرة"، تأكد المحققون من وجود "قبور"، وبقايا أطراف أدمية صغيرة.وأكّدت المتّهمة أنَّ "من بين من كان يتردد عليها لممارسة الجنس معها، شقيقين، يقطنان في الجماعة نفسها، كانا يتناوبان على ممارسة الجنس عليها"، مضيفة بأنهما من أوحيا لها بفكرة قتل الأطفال ودفنهم.
وانتقلت عناصر الدرك إلى مكان إقامة الشقيقين، حيث تم اعتقالهما، وعند الاستماع إليهما أنكرا التهم الموجهة لهما، ما دفع النيابة العامة إلى وضعهما تحت المراقبة القضائية، في انتظار الكشف عن نتائج الحمض النووي للزوجة والأطفال المتوفيين، في حين وجهت تهمة الخيانة الزوجية والقتل العمد للزوجة المعتقلة.