الرئيسية » تحقيقات
الملياردير الصيني ليو يوكيان

بكين ـ مازن الأسدي

لم يكن جامع اللوحات الصيني الذي أذهل العالم بعدما تكالب على شراء لوحة بمبلغ 113 مليون جنيه استرليني، سوى بائع حقائب يد مفلس تحوّل إلى ملياردير، وبمنتهى السعادة يعترف بأنه لا يعرف أي شيئ عن الفن. وكان ليو يوكيان (52 عامًا) اشترى لوحة نو كتشي أو ـ المتكئة العارية ـ التي رسمها الفنان الإيطالي أميدو موديغلياني، وذلك بعد حرب محمومة وشرسة في مزاد كريستي في نيويورك يوم الأثنين.

 وكانت هذه اللوحة آخر سلسلة مشتريات المليادير الصيني الذي حطم الأرقام القياسية بهذه المشتريات، لتتوقف أمامه دوائر الفن مذهولين ومندهشين. فعلى سبيل المثال، أنفق ليو 21 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي لشراء كوب عمره 500 عام لمينغ، ليرى كيف سيشعر عندما يشرب فيه الشاي فقط.  

وواجه ليو ردود فعل غاضبة بعدما نشر صورة لنفسه يرشف من الكوب الخزفي الصغير، ولكنه قال إنه لا يهتم إذا ما رأى ناقديه أنه برجوازي. ويطلق ليو على نفسه اسم "تاهو"، وهو مصطلح صيني يصف الشخص الذي حاز المال ولكنه ليس لديه قدر مساو من الخلفية الثقافية.  كما يلقبه موظفوه بالسيد ليو "غريب الأطوار"، فهو معروف بارتداء القمصان ولحيته النامية. إنها ملامح لما يسمى خرقة غير عادية لقصة الثروات.

ولد ليو لأسرة من الطبقة العاملة في شنغهاي، وترك المدرسة في عمر الـ 14 عامًا، لمساعدة والدته في بيع حقائب اليد في الشارع. بعدها تطور حسه التجاري بسرعة وابتكر طريقة لعمل حقائب أرخص ليبيعها للتجار الآخرين، وجلب ما يكفي من المال ليستأجر محلًا خاصًا لوالدته.

 وكما جاء في تقرير لمجلة "ذا صن"، أن ليو اشترى سيارة أجرة وعمل سائقًا لفترة بعدما أنهت الحكومة الاحتكار وتحديد ما يمكن أن يكسبه. وجاءت فرصته الأكبر  في 1990عندما استثمر لأول مرة في سوق الأوراق المالية، وهي الخطوة الذكية التي ضاعفت ثروته الـ 2 مليون يوان ودفعته للأمام ليصبح مليارديرًا اليوم. وطبقًا لتقرير لمجلة "فوربس" فإن ليو يعد واحدًا من أغنى أغنياء الصين الحديثة بثروة شخصية قوامها حوالي بليون جنيه استرليني.

وكرجل كبير في السن فقد صب هو وزوجته وانج وي ثروتهم في الأعمال الفنية الصينية الغالية والنادرة، إلا أنه يعرف القليل جدًا عن الأعمال الفنية التي اشتراها عندما بدأ في دخول المزادات. وقال ذات مرة: "عندما أرى الآخرين يدخلون العطاءات كنت أنافس فقط وأشتري، وبعدها كنت أود لو سألتهم: لماذا تعتبر هذه القطعة جيدة؟".

 ويملك الزوجان مساحتي عرض الآن في شنغهاي، والمعروفة بمتحف لونغ، ويوجد بها أكثر من 2.300 قطعة فنية في بلده الأصلي شنغاي. وفي واحدة من أكبر عمليات استحواذه، دفع ليو 21 مليون العام الماضي لشراء كوب مينغ المصنوع من الخزف الصيني، وكأنهم يعملون بالمثل القائل: الديك والفرخة يميلون إلى صغارهم. ونشر أخيرًا صورة لنفسه وهو يشرب الشاي في الكوب المعروف باسم "كوب تشيكن" نسبة للرسومات الموجودة عليه، وهو ما أثار زوبعة وضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.   

كما أنه دفع رقم قياسي 30 مليون جنيه لشراء منسوجة التبتي "ثانغكا" المنحدرة من القرت الخامس عشر، وقال إنها كانت جزءًا من محاولاته لضم الأعمال الفنية التاريخية للبر الرئيسي. وقد استبعدت بكين التبت منذ عام 1951، بعد عام من الغزو، وكانت تعتبر منطقة الهمالايا جزءًا لا يتجزأ من إقليمها، ولكن حكومة التبت منفية، وبعض العلماء يشككون في ادعاءات الصين التاريخية.

 وفي نيسان/أبريل، دفع ليو 10 مليون جنيه إسترليني في إناء ملون بالأزرق الحليبي عمره 800 عام لأسرة سونغ الجنوبية. وفي آذار/مارس اقتنص ألبومًا للفن البوذي وخط اليد عمره أكثر من 600 عام لمينغ بمبلغ 10 مليون جنيه، ويبرر ليو مشترياته بدافع الوطنية، قائلًا إنه يحاول إعادة الأشياء إلى الصين بعدما سرقت ونهبت من الوطن.

 وقال كلير جاكوبسون ـ مؤلف المتاحف الجديدة في الصين العام الماضي، أن هناك تاريخًا طويلًا للمتاحف في الغرب مثل غيتي وغوغنيهم، وويتنسي، وربما يكون لجامعي الصين مثلها، حيث أنهم يريدون صناعة إسم لأنفسهم والحصول على علامة تاريخية.

 وبالرغم من ذلك فإن ليو ليس متناقضًا مع نفسه، فقد جلبت له صفقة شراء لفافة التسع أحرف الصينية ـ المفترض انتسابها لسلالة سونغ في 960 ـ 1279 ـ سخرية  من مجموعة من الخبراء الصينيين ظنًا أنها وهم. وتجنب ليو الأضواء الإعلامية بعدما نشرت عنه التايمز سلسلة عن سوق الفن الصيني وأطلقوا عليه "المجمع الجديد"، ولكن عاد إلى الأضواء مرة أخرى يوم الأثنين بعد تكالبه على شراء "العارية المتكئة"، وقالت متحدثة باسم ليو الخميس أن لوحة موديلياني سيتم عرضها في متحف لونغ بودنغ في 2017 للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة له.

واستبعدت هو شياو المتحدثة باسم ليو، المخاوف من احتمالية مصادرة اللوحة الحساسة من قبل السلطات الصينية التي أغلقت المعارض في وقتٍ سابق واعتبرتها صورة إباحية، وقالت هيو: "إنه فن، وواجب المتاحف أن تشارك الأعمال الفنية وتعرضها لكل شخص".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كويتيون يطعنون على الانتخابات البرلمانية بسبب "الكمامات"
الادعاء العام في فرنسا يتهم وكيل عارضات أزياء باعتداءات…
الكشف عن تفاصيل جديدة حول أخطر هجوم سيبراني في…
الشعب ما زال مصرا على إسقاط النظام في الذكرى…
أميركا تفتح "قضية لوكربي" بعد 32 عاما بتوجيه اتهامات…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة