سويسرا ـ المغرب اليوم
كشفت دراسة حديثة أن عقار "غلوكوزامين"، الموجود في عدد من المخلوقات البحرية، أحد أشهر المكمّلات الغذائية التي تستخدم في علاج خشونة المفاصل، يحمل سرّاً كفيلاً بإطالة عمر الفرد. هل يكمن سرّ الشباب الذي لطالما حير العلماء في جرعة مصنوعة من أصداف سرطان البحر والروبيان وجراد البحر؟ وأشارت الدراسة التي أشرف عليها باحثون سويسريون، إلى أن هذا الدواء ساهم في تمديد حياة فئران خضعت للدراسة، بنسبة وصلت إلى 10%، أي ما يعادل افتراضياً 8 سنوات عند تطبيق هذه النتائج على عمر الإنسان. وتكمن أهمية عقار "غلوكوزامين"، الذي يحدّ من آلام والتهابات المفاصل، أنه يساهم بتغيير مصدر الطاقة الذي يحصل عليه الجسم إلى الدهون والبروتينات بدلاً من الكربوهيدرات، وبالتالي فهو يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، ويقلل من معدلات الدهون في الجسم، فضلاً عن أنه يحدّ من خطر الإصابة بمرض السكري. وتوصل العلماء إلى أنه قد يكون لمادة "غلوكوزامين" تأثيرات مضادة للالتهابات مماثلة للأسبرين، ولكنه أكثر فائدة إذ لا يترك آثاراً سلبية طويلة الأمد، كنزيف المعدة، على سبيل المثال. ومن الفوائد الأخرى لهذه المادة، وجد العلماء أن "غلوكوزامين" يعزز عملية تحصل داخل جسم الإنسان وتُعنى بالخلايا، ويطلقون عليها اسم "الالتهام الذاتي". والالتهام الذاتي عبارة عن نظام ذاتي للخلايا التي تتخلص من "نفاياتها السامة"، وفي حال فشل هذه العملية تموت الخلية، وهذا ما يحصل مع كبار السن حيث تتوقف الخلايا عن القيام بهذه المهمة، وهو ما قد يؤدي إلى إصابتهم بضعف السمع والنظر وزيادة التجاعيد. وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة، والآمال الكبيرة التي يعلّقها العلماء عليها لاكتشاف سرّ الشباب الدائم، إلا أنهم حذروا من تعاطي "غلوكوزامين"، لأن فاعليته على البشر غير مؤكدة بعد، وتحتاج إلى مزيد من الاختبارات العلمية.