الرباط - وكالات
تختلف طرق العلاج والنصائح للتخلص من آلام الظهر التي يعاني منها الكثيرون، فالبعض ينصح بالراحة المطلقة، والآخر بضرورة الحركة، ومنهم من يرى أن في العلاج الفيزيائي والتمارين الرياضية فائدة، وآخرون يعتقدون أن المشي يقدم نفس فوائد جلسات العلاج الفيزيائي المكلفة. وبناء على آخر توصيات الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (إن أتش أس)، يعتمد علاج آلام أسفل الظهر على مدة الألم، ففي الآلام التي تحدث لأول مرة، ينصح بأستعمال المسكنات كالباراسيتامول والبروفين والمرخيات العضلية. كما يفضل تغيير وضعية النوم بشكل مستمر، لأن ذلك يمكن أن يخفف من الألم، ويفضل ثني الطرفين السفليين قليلًا بأتجاه الصدر عند الإستلقاء الجانبي ووضع وسادة بينهما. أما عند الإستلقاء الظهري فيفضل وضع وسادة تحت الركبتين، للحفاظ على الوضعية الطبيعية للعمود الفقري. ويلعب العامل النفسي دورا في التخفيف من الألم، لذلك يفضل الإسترخاء قدر المستطاع والانشغال بأمور اجتماعية. أما بالنسبة للحركة، فيجمع الخبراء على أن الإستلقاء وعدم الحركة والنشاط لمدة طويلة يضر بصحة الظهر، ولذلك تفضل الحركة كالمشي في المنزل أو حوله أو إلى الأماكن والمتاجر المجاورة، مع ضرورة تجنب الحركات التي يمكن أن تزيد الألم. وأيضاً النشاط الجسدي والتمارين مهمة جداً، حيث إنها تقوي من عضلات الظهر، ويعتبر المشي في الهواء الطلق والسباحة واليوغا والتمارين الحركية، كلها مفيدة ويفضل ترك الخيار للمريض لأختيار ما يناسبه من النشاط الفيزيائي. وفيما يخص آلام الظهر المزمنة، فإنها تعالج بنفس الأسلوب، بالإضافة لبعض العلاجات الخاصة في حال عدم تحسن الألم كالتمارين الرياضية والتدليك والمعالجة بالإبر الصينية، كما يمكن أن يقوم الأخصائي بحقن مادة مسكنة في مكان الألم. أما إذا استمر الألم الشديد وغير المحتمل من دون تحسن، أو أصبحت هناك أذية حركية وضعف ببعض حركات الطرفين السلفيين أو ضمور عضلي، فقد يصبح العمل الجراحي ضروريًا، ولكن يترك للأخصائي تقدير الحالة. في النهاية يمكن القول بناء على العديد من الدراسات، بأن النشاط الفيزيائي والتمارين الرياضية مفيدة جدًا في التخفيف من آلام أسفل الظهر المزمنة، ويعتبر المشي من الوسائل المتاحة بسهولة والرخيصة التي تعطي نفس الفوائد التي تعطيها التمارين الخاصة بتقوية عضلات الظهر، حيث إنه يقوي عضلات القدمين والساقين والورك والبطن والظهر ويساعد على الحفاظ على وضعية الظهر الطبيعية. ومع ذلك فإن المريض هو الأقدر على اختيار النشاط الجسدي المناسب له.