القاهرة ـ وكالات
اكتسبت الأطعمة قليلة الدسم ومنخفضة السعرات شهرة واسعة بين الأشخاص اللاهثين وراء الرشاقة وحلم التمتع بجسد مثالى، أملاً فى التخلص من كابوس السمنة أو على الأقل الإبقاء على أوزانهم ثابتة كما هى دون زيادة، ولكن المشكلة تبرز فى أنهم يسرفون أحياناً فى تناول تلك الأطعمة حتى يشعرون بالشبع وهو ما قد يؤدى لفشل محاولات التخلص من السمنة، وهو ما جعل التوصل إلى وسيلة جديدة وآمنة لتحفيز الشعور بالشبع والامتلاء هدفاً عالمياً يسعى إليه الباحثون، واستحق أن يفنوا سنوات عمرهم ما بين البحث والتنقيب من أجل إدراكهوكشف العلم الحديث أخيراً عن أحدث صيحة للمساعدة فى علاج وباء السمنة وستقلب الموازين رأساً على عقب، وذلك باستخدام زيت الزيتون، حيث أكد الباحثون بجامعة ميونخ التقنية فى ألمانيا، والمصنفة ضمن أفضل عشر جامعات أوربية، أن المواد المتطايرة من زيت الزيتون هى المسئولة عن تحفيز الشعور بالامتلاء والشبع، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.وجاءت هذه النتائج على الموقع الإلكترونى لجامعة ميونخ التقنية،، وذلك على الموقع الإلكترونى للجامعة فى الرابع عشر من شهر مارس الجارى.وشملت الدراسة مجموعة كبيرة من الأشخاص، واستمرت لمدة 3 شهور، حيث تم تقسيم الخاضعين للدراسة إلى أربع مجموعات، قامت كل مجموعة بتناول 500 جرام من الزبادى المدعم بأحد الزيوت النباتية، وذلك بشكل يومى، وكانت النتائج مثيرة للغاية، حيث أكدت المجموعة التى تناولت الزبادى المدعم بزيت الزيتون أنها شعرت بالامتلاء الشديد، وكما لم يتعرض أى من أفرادها لحدوث زيادة فى نسبة الدهون بالدم أو ارتفاع فى الوزن، ولتفسير ذلك خضع هؤلاء الأشخاص لفحوصات دم كاملة. وكشفت قياسات الدم الخاصة بالمجموعة التى قامت بتناول الزبادى المدعم بزيت الزيتون أنهم يمتلكن أعلى تركيزات من هرمون السيروتونين بالدم، والذى يعرف بهرمون الشبع والامتلاء، مقارنة بالمجموعات الأخرى، مرجعين السبب فى ذلك إلى وجود مجموعة من المركبات الطيارة بزيت الزيتون، وبالأخص مادتى "Hexanal" و"E2-Hexenal"، حيث يعملان على تمديد بقاء الجلوكوز بالدم ويحدان من امتصاصه إلى الكبد، وبالتالى يتم تمديد الشعور بالشبع لفترة طويلة، وخاصة أن انخفاض مستوى الجلوكوز بالدم أحد أهم العوامل المؤدية للشعور بالجوع.ولفت الباحثون إلى أن زيت الزيتون الإيطالى هو الأعلى فى تركيزات المركبات المتطايرة بزيت الزيتون والمساعدة على الشعور بالامتلاء مقارنة بالزيوت الأسبانية اليونانية والأسترالية، وبالأخص مادتى "Hexanal" و"E2-Hexenal".وأبدى الباحثون توقعهم أن تساهم تلك النتائج قريبا فى طرح وتصنيع مواد غذائية أكثر قدرة على محاربة الشعور بالجوع وتحفيز الشعور بالامتلاء والشبع والحد من السعرات الحرارية التى يحصل عليها الإنسان، وهو ما سيساهم بشكل كبير فى علاج ارتفاع الوزن ومرض السمنة، والذى يصيب عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم.