الرئيسية » أخبار عالمية
الاتفاق النووي الأوروبي

لندن - المغرب اليوم

تأمل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الأوروبي الحفاظ على الاتفاق حتى إن انسحبت منه الولايات المتحدة، فإن انسحاب إيران بالمقابل يقلل إمكانيات مراقبة أنشطتها النووية، وهو ما تخشاه القوى المتمسكة بالاتفاق. ومن أبرز النتائج الإيجابية للاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست تتمثل في فرص مراقبة المواقع النووية الإيرانية.

فيما تعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاتفاق مع طهران بأنه أوجد "أقوى نظام تحقق في العالم". لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انتقد الاتفاق مرارًا، هدد بالانسحاب منه، إلا إذا تم التوصل لاتفاق مكمل لإصلاح ما وصفها بأنها "عيوب مروعة" في الاتفاق القائم.

ولكن ما هي النتائج التي ستترتب على الانسحاب الأميركي وانهيار الاتفاق النووي مع طهران، خاصة فيما يتعلق بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الجهة الوحيدة المخولة بتفتيش الأنشطة النووية الإيرانية؟

الوضع الراهن

أحد الأهداف المحورية للاتفاق، الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، هو ضمان أن يكون أمام إيران عام على الأقل لتكديس ما يكفي من المواد النووية اللازمة لصنع قنبلة. وألزم الاتفاق طهران، من بين أمور أخرى، بخفض حاد في عدد وحدات الطرد المركزي والأجهزة التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم مع خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب.

كما يفرض الاتفاق حدوداً صارمة على درجة النقاء التي يمكن أن تصل إليها إيران في تخصيب اليورانيوم، بما يقل كثيراً عن المستوى الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية. وبتوقيع الاتفاق وافقت إيران أيضاً على قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بمراقبة شاملة لمنشآتها النووية والمواقع ذات الصلة. ويشمل ذلك إمكانية وصول المفتشين بشكل يومي إليها والمراقبة المستمرة من خلال ما تنقله كاميرات المراقبة في موقعي تخصيب تحت الأرض في نطنز وفوردو.

كما يتطلب الاتفاق أن تطبق إيران البروتوكول الإضافي للوكالة بما يتيح للمفتشين إمكانية واسعة النطاق للوصول إلى معلومات بشأن الأنشطة النووية الإيرانية وإمكانية تفتيش أي موقع يعتبرونه ضرورياً للتأكد من أن تلك الأنشطة سلمية. ويلزم الاتفاق، المعروف رسميًا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، إيران بإصدار تأشيرات دخول طويلة الأمد وتخصيص مساحات عمل مناسبة لما يتراوح بين 130 و150 مفتشاً نووياً من الأمم المتحدة.

يتعين على مفتشي الأمم المتحدة تقديم سبب لطهران يبرر رغبتهم في زيارة موقع لم تعلنه طهران كجزء من برنامجها النووي. وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش مفاجئة بشكل متكرر. وقال رئيس الوكالة في مارس/ آذار إن الوكالة نفذت منذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ أكثر من 60 زيارة تسمى عمليات تفتيش تكميلية. وقال دبلوماسيون مطلعون على عمل الوكالة إن الكثير من تلك العمليات تم بعد إخطار سابق بفترة جيزة.

وقالت الوكالة إنها تمكنت من الوصول إلى كل المواقع التي احتاجت لزيارتها فيما تبقى تفاصيل عمليات التفتيش سرية. وتقول إيران والوكالة إن طهران تطبق التزاماتها بموجب الاتفاق.

وإذا لم يجدد ترامب تعليق العقوبات الأميركية على إيران بحلول 12 مايو/ أيار الجاري، كما هدد، فمن شأن ذلك أن يقوض الاتفاق بإلغاء أحد الأسباب الرئيسية التي وقعت بسببها طهران عليه من الأساس. ووفقاً لنص الاتفاق فقد قالت إيران إن ما سيحدث حال العودة لفرض العقوبات هو أنها "ستتعامل مع ذلك كأساس للتوقف عن تطبيق التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة جزئياً أو كلياً".

وتأمل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق والاتحاد الأوروبي، الذي وقع أيضاً عليه، الحفاظ على الاتفاق حتى إن انسحبت منه الولايات المتحدة. وحذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني من "عواقب وخيمة" إذا انسحب ترامب من الاتفاق. لكن إيران تحدثت أيضاً عن إنقاذ الاتفاق.

إذا انسحبت إيران من الاتفاق بالكامل فسيقلل ذلك بحدة من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة أنشطتها النووية. وتقول الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن وجودها في إيران تضاعف في 2017 إلى ثلاثة آلاف يوم مقارنة بعام 2013. وأضافت أن "أنشطة التحقق التي نُفذت" تزايدت بنسبة 152 بالمئة في ذات النطاق الزمني دون أن تحدد العدد الإجمالي لعمليات التفتيش.

وسيكون بمقدور مفتشي الأمم المتحدة، إذا انهار الاتفاق، مراقبة المنشآت الإيرانية النووية المعلنة لأن طهران من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي المبرمة عام 1970. لكن لن يكون بمقدورهم الوصول يوميا لموقعي نطنز وفوردو على سبيل المثال وسيكون لهم إشراف محدود على مواقع من بينها تعدين اليورانيوم والأبحاث التي لا تتضمن مواد نووية.

وهدد بعض المسؤولين الإيرانيين بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي نفسها وهي خطوة صادمة ستتضمن طرد كل مفتشي الأمم المتحدة من البلاد كما فعلت كوريا الشمالية في 2009.

تخفيف الصدمة!

إذا انسحبت إيران من الاتفاق تأمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية استمرار طهران في تطبيق البروتوكول الذي يسمح لمفتشيها بالاحتفاظ بمعظم سلطاتهم للوصول للمواقع غير المعلنة عند الحاجة. وهناك سابقة لذلك. إذ على الرغم من أن إيران لم تصادق على البروتوكول الإضافي منذ توقيع ه في 2003 إلا أنها طبقته مؤقتاً لفترة بين عامي 2003 و2006. 

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

بايدن يعين ديفيد كوهين نائبا لمدير وكالة الاستخبارات المركزية
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على وزير خارجية سوريا ويحظر…
بيلاروس رابع دولة تشتري "إس - 400" الروسية
البنتاغون يحقق في سياسته الداخلية لمنع وجود عنصريين ومتطرفين…
مقتل 4 عسكريين سودانيين باشتباكات مع ميليشيات إثيوبية على…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة