لندن - المغرب اليوم
أخبر الأطباء رجلا يدعى "سيون جاير" بأن أكثر وقت ممكن لبقائه على قيد الحياة لن يتجاوز أعوام قليلة، وذلك بسبب الأمراض التي أصابته، ليقرر بعد ذلك أن يواجه ضعف جسده بممارسة الرياضة.
وذكر موقع "عربي بوست" نقلا عن صحيفة "الغارديان"، أن من بين الأشياء التي أصبح يفعلها "جاير" المصاب بمرض ألزهايمر، هي تسلق جبل "أولدمان أوف كونيستون" الذي يبلغ ارتفاعه 830 مترا، ويقع في منطقة البحيرات في إنجلترا.
وأوضح ذات المصدر أن "جاير" استمر على هذا النظام رغم تعرضه لسلسة من الأمراض المنهكة، إذ عانى لسنوات من متلازمة التعب المزمن، واقترح طبيبه أن تغييرا في الهواء الذي يتنفسه قد يساعده.
وفي بداية عام 2000 انتقل جاير من مدينة برمنغهام إلى مدينة أولفرستون، وكان المكان الجديد مناسبا له، لكنه بعد ذلك شُخص بمرض فقر الدم الخبيث، وهي حالة مرضية يهاجم فيها جهاز المناعة الخلايا السليمة بالجسم.
لكن جاير استمرَّ في تسلّق الجبال رغم ذلك، وقال: "كان جسدي أمام خيارين: إما أن أجلس وأموت، وإما أن ينهض الجسد ويستخدم ما كان يملكه".
وفي البداية كان جاير يشعر بالإرهاق حتى بعد تسلق ارتفاعات قصيرة، لكن بمرور الوقت ازدادت قدرته على التحمل جذريا، حتى إن جسده بدأ يتأقلم مع الكمية الصغيرة من فيتامين ب 12، يضيف ذات المصدر.
وأشارت "الغارديان" إلى أنه عند سؤال جاير عما إذا كان وصوله إلى قمة جبل أمراً مشوقاً؟ أجاب: "لا. لقد تخطيت مرحلة تسلق جبل بهدف التحدي منذ سنواتٍ. أفعل الأمر فقط لأنني أستمتع به، وأفعله لأنه أمر مألوف، وخاصةً عندما تُصاب بمرض ألزهايمر تحتاج إلى شيء مألوف".
وتنقل الصحيفة عن جاير قوله: "كنت أتمتع بذاكرة جيدة في الماضي، لكن هذا مثير للسخرية، أليس كذلك؟ يمكنني تذكر أن ذاكرتي كانت جيدة، لكن لا يمكنني تذكر ماذا عنها".
وكانت هناك مسحة من الكآبة في صوت جاير، بينما كان يستعرض اللحظات الحاسمة في حياته، فهو جاء من عائلة مفككة قبل أن يعمل مهندساً في شركة Alfred Herbert الإنكليزية، التي سيطرت على صناعة الأدوات الآلية لمعظم فترات القرن العشرين.
وفُصل جاير من عمله في أوائل الثمانينات، ليبدأ منعطفا عانى في التعافي منه. ولخَّص جاير الأمر قائلاً: "إذن فقدت زوجتي وابني ووظيفتي ثم منزلي جميعاً خلال 12 إلى 18 شهرا".
وخلال كل ذلك، ورغم كل ذلك، كان المشي وتسلق الجبال وسيلة تحرر لجاير دائماً، وظل كذلك، لا سيما أنه لا يملك عائلةً أو رفقاء، والشيء الوحيد الذي يوجد من أجله دائماً هو جبل أولدمان أوف كونيستون.
يشار إلى أن "جاير" (68 عاماً) أصبح متسلق جبال متمرس، ووصل إلى منطقة البحيرات لأول مرة عام 1968، وتسلق جبل "أولدمان أو كونيستون" في أكثر من 5000 مناسبة على حد ظنه، فهو يصعد إلى قمة الجبل مرتين يومياً في أغلب الأحيان، وفي الشتاء يستعين بأحذية تسلق الجليد.