واشنطن ـ المغرب اليوم
قال رجل الدين التركي المعارض فتح الله غولن، مساء الأربعاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها مجموعة من الجيش الشهر الماضي، ذريعة لتدمير حركة "خدمة" التي يقودها، ونفى مجدداً صلته بالمحاولة.
وتتهم تركيا غولن (75 عاماً) وأتباعه، بتدبير محاولة الانقلاب التي وقعت يوم 15 يوليو (تموز)، وينفي رجل الدين الذي يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة هذه الاتهامات، وندد بمحاولة الانقلاب.
ويتهم أردوغان غولن بتسخير الشبكة الواسعة من المدارس والمنظمات الخيرية والشركات التي أسستها وتديرها حركة الخدمة في تركيا وخارجها على مدار عقود، لإنشاء "دولة موازية" تستهدف السيطرة على البلاد.
تشويه ممنهج
وقال غولن في مقابلة مع قناة الغد وهي قناة خاصة تنطلق من القاهرة: "ما نتعرض له اليوم لا علاقة له بالمحاولة الانقلابية، وأعتقد أن المحاولة الانقلابية اتخذها أردوغان ذريعة لإكمال ما بدأه من إجراءات لتدمير حركة خدمة".
وأضاف عبر مترجم إلى اللغة العربية "لا علاقة لنا بالموضوع، فقبل أن تثبت الادعاءات بالمحاكم ألصقوا بنا تهماً كثيرة، منها تهمة الكيان الموازي، وتهم أخرى لا تليق برجال الدولة".
وتابع "قبل المحاولة الانقلابية الأخيرة أصدر مجلس الأمن القومي التركي قراراً باعتبارنا حركة إرهابية، وذلك دون الاستناد إلى حكم قضائي، وأخذت السلطات التركية في شن حملات من التشويه الممنهج".
واعتقل أكثر من 60 ألف شخص في الجيش والقضاء والخدمة المدنية والتعليم أو أوقفوا عن العمل أو وضعوا قيد التحقيق منذ محاولة الانقلاب، مما غذى مخاوف أن أردوغان يقوم بحملة عشوائية ضد جميع أشكال المعارضة، مستخدماً الوضع الحالي لتشديد قبضته على السلطة.
دعوات للاستضافة
وكشف غولن أنه تلقى دعوات من روسيا وكندا ودول أخرى لاستضافته، مؤكداً أنه حال مغادرته الولايات المتحدة، لن يتوجه سوى إلى بلاده تركيا.
وأوضح غولن أن "ما حدث في تركيا مسرحية هزلية"، متهماً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يتاجر بغزة والإخوان ويريد الزعامة على حساب الشعب.
وقال غولن إن "أردوغان كان يخطط لتقديم نفسه زعيماً إسلامياً وفاتحاً للشام بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد"، لذلك اضطر للتعاون مع تنظيم داعش لاستخدام أساليب غير نظامية لإسقاط نظام الأسد.
معسكرات متناحرة
وأشار إلى أن "المجتمع التركي يتعرض لأمور سيئة مثل تقسيمه إلى معسكرات متناحرة، لا أدري كيف أعبر عن ذلك، ما يحدث حالياً قد يكون شبيهاً بما حدث في حقبة الحروب الصليبية".
وأضاف "من ينظر إلى المشهد التركي بحيادية يرى أن هذا المشهد يتطور بشكل سلبي، وكنت أتمنى ألا يكون الحال في بلادي كذلك".
ويشعر أردوغان وكثير من الأتراك بخيبة أمل إزاء الانتقاد الأمريكي والأوروبي للإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة في أعقاب محاولة الانقلاب، متهمين الغرب بالقلق على حقوق المتآمرين بدرجة أكبر من قلقهم من خطورة التهديد الذي تواجهه تركيا.
امتعاض أردوغان
وتسعى تركيا لتسلم غولن من الولايات المتحدة لمحاكمته، لكن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن واشنطن لن تسلمه إلا إذا قدمت تركيا دليلاً على ارتكابه مخالفات.
وارتبط غولن وحركته لسنوات طوال بصلات قوية مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، لكن تبدل الأمر بعدما بدأ أردوغان يعبر عن غضبه من اتساع نفوذ أتباع غولن في الداخل والخارج.
وقال غولن رداً على سؤال بالسبب الذي يدعو أردوغان لاستهدافه: "لا أعرف السبب الحقيقي وراء عداوة أردوغان لي".