نيوديلهي - المغرب اليوم
سلطت “بي بي سي” البريطانية، الأربعاء، الضوء على ظاهرة باتت تعرف بـ”عرائس العطل”، الذي يجمع رجالا عربا طاعنين بالسن مع فتيات من الهند، وبحسب تحقيق للشبكة، فإن “عائلات مسلمة فقيرة تزوج بناتها صغيرات السن إلى رجال عرب من بينهم طاعنون في السن مقابل المال، حيث جرت مقابلة العديد من ضحايا تلك الزيجات في مدينة حيدر أباد في الهند”.
وفي تجربة، خاضتها إحدى الفتيات التي قالت إن عمرها كان حينها 13 عاما، حين أجبرتها عائلتها على الزواج من رجل أردني يبلغ من العمر 55 عاما، مقابل حصول عائلتها على 25 ألف روبية عند الزواج، ومن ثم دفعة شهرية قدرها 5 آلاف روبية”.
كانت “فرحين” مهتمة بدراسة العلوم، وكان حلمها أن تصبح ممرضة في المستقبل، ولكنها وجدت نفسها متزوجة من شيخ من الأردن يبلغ من العمر 55 عاما في حين كانت بالكاد تبلغ 13 عاما، حيث تقول: “صرخت، ورجوتهم قائلة إنني أرغب بمتابعة الدراسة، لكن أحدا لم يستمع إلي”. ألبستها أمها حلة الزفاف، وأخبرتها أن العائلة ستحصل على 25000 روبية عند الزواج، ومن ثم دفعة شهرية قدرها 5000 روبية.
طلب زوج الفتاة أن تسافر معه إلى الأردن لرعاية زوجاته الأخريات وأطفاله، لكنها رفضت، فهي، كما تقول، لم يكن لديها علم بزيجاته. وتم التوصل إلى حل توفيقي بينهما بأن يسافر الرجل وحده ويرسل لفرحين تأشيرة سفر في وقت لاحق. لكن التأشيرة لم تصل، ولا تزال فرحين متزوجة لكنها لا تعرف مكان زوجها، وتضيف “بقيت صامتة لمدة عام كامل بعد الحادث. ولم أتكلم، حتى أنني فكرت في إنهاء حياتي التي لا معنى لها. لقد خدعني والدي”. مرت ثماني سنوات حتى الآن على ما حدث، ولا تزال فرحين تخشى الوصمة التي لحقت بها، حتى أنها لم توافق على اللقاء بي إلا في مكتب منظمة غير حكومية تعمل معها الآن كمعلمة، وتقول: “يسخر مني أقاربي بسبب زواجي من رجل متقدم في السن، بل إن البعض يقول إنه هجرني لأني لم أتمكن من تلبية رغباته”.
وزوجت الفتاة في مراسم أقامها رجل دين مسلم. ولم تر فرحين وجه زوجها إلا عندما أصبحا وحدهما، عندها فقط أدركت أن الرجل كان يكبرها بأكثر من 40 عاما. وتتذكر: “في تلك الليلة، فرض نفسه علي لأني كنت أبكي. اغتصبني لمدة ثلاثة أسابيع".
تعد قضية فرحين واحدة من بين 48 حالة سجلتها شرطة تيلانغانا خلال السنوات الثلاث الماضية. وتقدمت الفتاة بشكوى للشرطة، ولكن، كالعادة، يتم اعتقال الوسطاء فقط لأن الشيوخ ليسوا مواطنين في الهند، ومعظم هؤلاء الشيوخ تتراوح أعمارهم بين 55 و 78 عاما، وقد قدموا من عمان، وقطر، والسعودية، واليمن، بحسب ما عرض التقرير من تجارب عدة لفتيات لا تتجاوز أعمارهن الـ13 عاما، وغالبا ما يترك هؤلاء الأزواج الفتيات بعد زواجهم بهن، بالعودة إلى بلدانهم مع وعود بالحصول على تأشيرة للالتحاق بهم، لكنهن يواجهن مصيرا مجهولا بعد غياب للأزواج يدوم لسنوات دون معرفة أي أخبار عنهم.
وحسب ف. ساتياناريانا، نائب عن شرطة المنطقة الجنوبية في حيدر أباد “غالبا لا تأتي الضحايا إلينا، ولكن عندما يفعلن ذلك، فإنهن يأتين بعد أن يكون الشيوخ قد هجروهن وهربوا إلى بلادهم. ويشكل هذا تحديا كبيرا بالنسبة لنا، فعلينا حينها أن نتواصل مع وزارة الشئون الخارجية. وحتى بعد لك، فإن نسبة احتمال إعادة هؤلاء الشيوخ إلى الهند ضئيلة جدا”، ويقول ضابط الشرطة إن شبكة إجرامية معقدة تقف وراء هذه الزيجات، وتضم وسطاء يزورون شهادات زواج في أجزاء أخرى من البلاد. وتمنح هذه الوثائق اعترافا قانونيا بزيجات الفتيات دون السن القانونية والتي تتم في غرف صغيرة في حيدر أباد.
واعتقلت شرطة تيلانغانا مجموعة تضم ثمانية شيوخ من بينهم اثنان يبلغان 80 عاما، و35 وسيطا وذلك في سبتمبر/أيلول الماضي. ولكن كثيرا من الحالات تمر دون الإبلاغ عنها، إذ يقول ناشطون إن الفتيات عادة ما يكن صغيرات جدا، تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عاما.